آخر الأخبار
  ولي العهد للنشامى: رفعتم معنويات كل الأردن .. والمرحلة القادمة مهمة   النشامى يعودون إلى عمان الجمعة بعد وصافة كأس العرب 2025   تقرير فلكي حول إمكانية رؤية هلال شهر رجب   أجواء باردة في أغلب المناطق الجمعة   الامن العام يحذر مجدداً من هذه المدافئ   السلامي: لا يمكن مؤاخذة أبو ليلى أو غيره على الأخطاء   حسان للنشامى: رائعون ومبدعون صنعتم أجمل نهائي عربي   البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب   علي علوان يحصد لقب هداف كأس العرب 2025   الملك للنشامى: رفعتوا راسنا   الملكة: فخورون بالنشامى، أداء مميز طوال البطولة!   منتخب النشامى وصيفاً لكأس العرب 2025 بعد مواجهة مثيرة مع المغرب   الشوط الثاني: النشامى والمغرب ( 3-2 ) للمغرب .. تحديث مستمر   تحذير صادر عن "إدارة السير" للأردنيين بشأن المواكب   تحذير صادر عن مدير مركز الحسين للسرطان للأردنيين   رئيس وزراء قطر: اجتماع وشيك للوسطاء بشأن اتفاق غزة   أبو الغيط: الأردن في قلب الاحداث ودبلوماسيته نشطة للغاية   النائب الهميسات يوجه سؤالاً للحكومة بخصوص مديرة المواصفات والمقاييس   الحكومة الاردنية ستنظر برفع الرواتب بموازنة عام 2027   الملك يهنئ أمير دولة الكويت بذكرى توليه مقاليد الحكم

تركيا توسع عملياتها في الشمال السوري

{clean_title}
زجت تركيا بمزيد من الدبابات إلى الاراضي السورية أمس السبت متوغلة في قرية الراعي في شمال سورية، بحسب وسائل إعلام حكومية، لمقاتلة تنظيم "داعش" ولتفتح بذلك جبهة جديدة بعد العملية التي بدأتها قبل قرابة اسبوعين.
ودخلت الدبابات إلى القرية من مدينة كيليس التركية لدعم مقاتلي "المعارضة السورية" بعد طرد الجهاديين من عدد من قرى المنطقة خلال عملية "درع الفرات" التي بدأت في 24 آب(اغسطس)، وفق وكالة انباء الاناضول.
ودخلت 20 دبابة على الاقل، وخمس حاملات جنود مدرعة، وشاحنات وغيرها من العربات المدرعة عبر الحدود، بحسب ما افادت وكالة دوغان للانباء.
واطلقت مدافع فيرتينا هاوتزر التركية النار على اهداف لتنظيم داعش مع تقدم الكتيبة المدرعة الجديدة، بحسب الوكالة.
وصرح احمد عثمان قائد "فرقة السلطان مراد" المسلحة الموالية لتركيا، لوكالة فرانس برس في بيروت "الأعمال حاليا تدور على الاطراف الشرقية والجنوبية للراعي باتجاه القرى التي تم تحريرها من داعش غرب جرابلس".
واضاف "هذه هي المرحلة الأولى والهدف منها طرد داعش من المنطقة الحدودية بين الراعي وجرابلس قبل التقدم جنوبا باتجاه الباب (معقل تنظيم داعش في محافظة حلب) ومنبج (الواقعة تحت سيطرة فصائل مدعومة من الاكراد)".
وكانت العملية التي شنتها تركيا الشهر الماضي الاوسع خلال الحرب السورية المستمرة منذ أكثر من خمسة اعوام.
وخلال 14 ساعة في 24 آب(اغسطس) استعاد المسلحون السوريون بدعم من تركيا بلدة جرابلس الحدودية من ايدي تنظيم داعش وواصلوا تحقيق مكاسب في القرى المجاورة.
وطبقا للمرصد السوري لحقوق الانسان فقد سيطرت الفصائل المسلحة المعارضة المدعومة من تركيا على ثلاث قرى قرب الحدود، اثنتان على جبهة جرابلس، واخرى على جبهة الراعي.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن الفصائل المعارضة بدعم تركيا "تحاول ان تسيطر على المنطقة الحدودية من تنظيم داعش بين الراعي وجرابلس".
واستأنفت تركيا أمس الغارات الجوية على مواقع "داعش" في سورية موسعة العمليات على طول شريط يمتد لمسافة 90 كيلومترا قرب حدودها في أول توغل كبير لها في سورية منذ بدء الحرب.
وقال الجيش التركي، أول من أمس الجمعة، إن طائراته قصفت 3 مواقع حول قريتي عرب عزة والغندورة غربي جرابلس، وهي تقع تقريبا في وسط قطاع من الأراضي يمتد 90 كيلومترا تقول تركيا إن هدفها لتطهيره.
ولم تقل أنقرة إنها تريد إقامة "منطقة عازلة" لكن قواتها ستبقى على الأرجح في المنطقة بعض الوقت لدعم مقاتلي المعارضة السورية الموالين لها والذين لا يتجاوز عددهم 1500.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي: "لا تتوقعوا أن نسمح بممر للإرهابيين على حدودنا الجنوبية"، وأكد أن العملية التي تحمل اسم "درع الفرات" نجحت في تطهير منطقة مساحتها 400 كيلومتر مربع من "الدولة الإسلامية" ووحدات حماية الشعب الكردية.
لكن أردوغان نفى مزاعم بأن وحدات حماية الشعب التي تصفها أنقرة بأنها جماعة إرهابية انسحبت إلى الشرق من نهر الفرات وهو مطلب تركي رئيسي، قائلا: "في الوقت الحالي يقولون إن وحدات حماية الشعب عبرت... نقول كلا لم تعبر. البرهان يتوقف على ما نرصده".
وتقول وحدات حماية الشعب إنها سحبت بالفعل قواتها من منطقة الحملة التي تدعمها تركيا. وقال مسؤولون أميركيون إنها سحبت معظم قواتها إلى شرق الفرات وهو حد طبيعي في شمال سورية.
ويعبر الغرب عن قلق من الهجوم التركي الذي انطلق قبل 10 أيام، فقد حذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الجمعة تركيا من إبقاء جيشها هناك.
وقال شتاينماير للصحفيين في براتيسلافا: "تركيا تلعب دورا أكثر فاعلية في سورية في الأيام الأخيرة بما في ذلك اللجوء للعمل العسكري .. لكننا جميعا نريد تفادي المواجهات العسكرية طويلة الأمد على الأراضي السورية".
وعبرت الولايات المتحدة عن مخاوفها من الغارات التركية على الجماعات المتحالفة مع الأكراد.
لكن، تركيا تقول إنها لا تخطط للبقاء في سورية ولا تريد إلا حماية حدودها من "الدولة الإسلامية" ووحدات حماية الشعب الكردية التي تراها امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.
على صعيد آخر، استأنفت السلطات التركية، الجمعة، بناء جدار اسمنتي على الحدود مع سورية في قضاء قارقامش بولاية غازي عنتاب جنوبي البلاد، بهدف مكافحة الإرهاب ومنع عمليات التسلل إلى أراضيها من الجانب السوري، وذلك عقب تطهير المنطقة من الألغام التي زرعها "داعش".
وتقوم شاحنات بنقل كتل خرسانية إلى المنطقة الحدودية المتاخمة لمدينة جرابلس في محافظة حلب، شمالي سورية، تقوم آليات ثقيلة بتثبيتها، ويبلغ طول الواحدة منها 2.5 متر، بارتفاع 3.6 متر، وبوزن 8 أطنان، وسيجري تزويد الجدار بنظام كاميرات وإضاءة.
اما في حلب، فما يزال سكان منطقة الـ 1070 شقة يصارعون ظروف النزوح الصعبة في مدينة حلب بعد أن اضطروا لترك منازلهم مع دخول المسلحين إلى الحي الذي بقي آمنا حتى بداية آب (اغسطس) المنصرم من العام الحالي.
"خرجنا من بيوتنا بملابسنا فقط" يقول أبو عماد، الرجل الأربعيني الذي يفترش مع عائلته المكونة من 5 أفراد رصيف إحدى الطرق الرئيسية غرب حلب والمؤدية إلى مأواه الأخير "كل ما فكرت به هو إخراج زوجتي وأطفالي وسط أصوات اشتباكات مخيفة أدت في نهايتها إلى احتلال المسلحين للحي".
مضيفا "هذا النزوح هو الثالث في حياتي منذ بدء الأزمة ولم يعد لدي القدرة على استئجار بيت في منطقة آمنة".
أبو عماد، الذي رفض الكشف عن اسمه الحقيقي خوفا على حياة أفراد من عائلته مازالوا يقطنون في مناطق تحت سيطرة المسلحين، يروي تفاصيل معاناته اليومية قائلا "نسكن في هذه الخيمة المسورة بالألواح المعدنية منذ ما يقارب الشهر معتمدين على مساعدات أهل الخير من جمعيات وأشخاص في تأمين الأكل والماء للشرب والنظافة آملين أن نعود إلى بيتنا في أقرب فرصة".
حال أبو عماد يشابه حال عشرات العائلات التي توزعت بين النوم في الشارع تحت الخيم أو اللجوء إلى سياراتها الخاصة وأخرى متضررة في ظروف مناخية قاسية تتجاوز درجات الحرارة فيها الـ 40 بعض الأحيان.
بينما فضل آخرون اللجوء إلى عدد من مراكز الإيواء في مدارس حكومية تشرف عليها جمعيات أهلية تمرست على العمل الإغاثي منذ بداية الأزمة في حلب بعد منتصف عام الـ 2012.
وتؤكد أم محمد، المرأة السبعينية المقيمة في إحدى المدارس مع ابنيها وأحفادها أن "الوضع هنا أفضل من الشارع، من حيث تأمين المواد الأساسية للمعيشة والهروب من حرارة الجو لكن الصعوبة الأبرز في ازدحام الغرف (الصفوف التعليمية) بعدد كبير من النازحين".
وتقول أم محمد، التي استقر بها الحال في أحد البيوت غير المكتملة في منطقة الـ 1070 شقة بعد سلسلة من التنقلات بين أحياء حلب الشرقية "رغم ظروف حياتنا الصعبة لكن تقاسمنا جميعاً الظروف ذاتها جعل التحمل أسهل".
ومعبرة عن إيمانها بالعودة إلى حارتها وبيتها يوما ما مهما طال الانتظار، تقول العجوز "ما في مصيبة بتدوم".