يشهد مساء يوم اليوم السبت حدث فلكي مميز، حيث يقترن كوكب الزهرة الملقب برمز الحب والجمال مع كوكب المشتري الملقب بملك الكواكب في السماء باتجاه الأفق الغربي في حدث فلكي ينتظره الملايين من عشاق وهواة الفلك حول العالم.
وقال عضو كرسي اليونسكو لعلوم الفضاء والفلك داوود الطروة في تصريحات صحافية إنه سيفصل بين الكوكبين مسافة ظاهرية صغيرة جداً تقدر ب 0.06 درجة سماوية فقط، بحيث تضفي على المشهد جمالاً مضاعفاً، ويمكن رصد هذا الاقتران الجميل بكل سهولة بالعين المجردة بعد غروب الشمس من أي مكان في فلسطين والأردن وحى العالم، وببساطة كل ما عليك فعله هو الانتظار لمدة نصف ساعة بعد غروب الشمس والنظر إلى الأفق الغربي من السماء في حال كانت السماء صافية وخالية من الغيوم، ولا يوجد أي عائق لتبدأ برصد هذا الاقتران بالقرب نقطة غروب الشمس في منطقتك.
وأضاف أنه سيظهر الكوكبان بالقرب من بعضهما البعض في صورة بديعية، فبعد حلول الظلام سوف يزداد سطوع الكوكبين وهذا الحدث الفلكي سوف يشكل منظر غير اعتيادي للراصد للسماء بالعين المجردة؛ نظرا لأن كلا الكوكبين في غاية البريق واللمعان، وسيكون كوكب الزهرة أكثر سطوعاً في أسفل يمين كوكب المشتري، ويمكن تشبيههما وكأنهما عينان لامعتين ملتصقتين تنظران إلينا وهي فرصة للقيام بالتصوير الفوتوغرافي لذلك المشاهد الرائع.
وتابع الطروة : يعتبر كوكبي الزهرة والمشتري ثالث ورابع ألمع الأجرام السماوية في سماء الكرة الأرضية بعد الشمس والقمر، وبظهورهما قريبين جداً من بعضهما يوم غد السبت سيكون المشهد مذهل جدا، وخاصة أن هذا الاقتران هو أقرب اقتران خلال العام الجاري 2016.
و'يعتقد أن هذا الاقتران بين الكوكبين هو النجم نفسه الذي قيل إنه كشف مكان ولادة المسيح للمجوس الثلاثة وقادهم لاحقا إلى بيت لحم، وبحسب الروايات فقد كان المجوس الثلاثة من المشرق وبسبب ظهور النجم سافروا إلى القدس للبحث عن ملك اليهود. وهناك قابلوا هرودس الملك الذي نصحهم بأن الطفل في قرية مجاورة هي بيت لحم. وفي الطريق إلى بيت لحم ظهر النجم مرة أخرى للمجوس الثلاثة الذين اتبعوه حتى توقف فوق مكان ولادة المسيح، وهناك وجدوه مع أمه وأعطوه هدايا وأتبعوه ثم عادوا إلى بلدهم'، قال الطروة.
وأشار إلى أنه دائماً نشاهد نجمة تقف أعلى شجرة عيد الميلاد، وهي النجمة التي تذكر بنجمة بيت لحم التي يقال أنها تحركت في السماء وسطعت بشكل بديع وفريد فوق مسقط رأس المسيح عليه السلام لتعلن حدوث تلك الولادة المعجزة من عذراء هي السيدة مريم عليها السلام، حيث شهد تلك النجمة فئة من المنجمين المجوس فلحقوا بها حتى وصلوا إلى بيت لحم وهو يعلمون يقيناً بأن شخصاً هاماً سيولد هناك، ومن المعتقد أن ذلك حدث أيام الملك هيرودس الذي حكم في الفترة من العام 37 قبل الميلاد حتى العام 1 قبل الميلاد ووردت هذه القصة في كتاب إنجيل متى وبحسب ما ورد في إنجيل متى فإن النجم تصرف على غير ما نراه في النجوم حيث كان أمراً خارقاً للعادة فرح به الكثيرون.
وبحسب الطروة بات من شبه المؤكد أن ما شوهد في تلك الفترة هو نفسه ما سيشاهد يوم غد السبت من اقتران كوكبي الزهرة والمشتري، بحيث تكون المسافة الفاصلة بينهما صغيرة جداً مما يضفي على المشهد جمالاً وإثارة من كل بقاع الكرة الأرضية، حيث حدث هذا الاقتران بين الكوكبين فجر يوم 12 أغسطس من العام 2 قبل الميلاد، وكان ذلك في برج الأسد، وظهر الكوكبين وكأنهما نجم واحد كبير.