وتداعى ما يسمى "اتحاد منظمات الهيكل"، المزعوم، لمطالبة أنصاره المستوطنين بتكثيف الاقتحامات الجماعية الواسعة للمسجد الأقصى ومنع المصلين من بلوغه، وسط تصعيد غير مسبوق من قبل المسؤولين الإسرائيليين ضد "الأقصى"، عبّرت عنه تصريحاتهم بشأن "عدم السماح "بتحويل" الأقصى إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، بمنع اليهود للصلاة فيه، حدّ السيطرة الكاملة عليه".
ونشرت قوات الاحتلال، أمس، عناصرها الأمنية الكثيفة في ساحات الأقصى وبمحيطه، لتوفير الحماية الأمنية المشددّة لاقتحام المستوطنين للمسجد، من جهة "باب المغاربة"، وتنفيذ جولاتهم الاستفزازية، والاعتداء على المصلين الذين تصدّوا للدفاع عن المسجد.
وفرّضت قوات الاحتلال إجراءات مشددة على دخول المصلين للأقصى، فيما اشترطت على بعض الشبان الفلسطينيين تسليم هوياتهم الشخصية قبل دخولهم المسجد.
من جانبه، ناشد قاضي المحكمة العليا الشرعية وعضو هيئة العلماء والدعاة بالقدس المحتلة، الشيخ ماهر خضير، كلا من "جامعة الدول العربية والأزهر الشريف ومنظمة المؤتمر الإسلامي بانقاذ المسجد الأقصى المبارك من الهدم والتدمير من قبل الجماعات والمنظمات اليهودية التي وضعت خطة منظمة مدتها لا تزيد عن ثلاثة أعوام لهدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه" .
وقال الشيخ خضير، في تصريح أمس، إن "وسائل الإعلام الإسرائيلية بدأت تروّج لتنفيذ الخطة، عبر تكثيف الاقتحامات اليومية للمستوطنين إستجابة لدعوات الجمعيات اليهودية المتطرفة والحاخامات اليهود وأعضاء البرلمان الإسرائيلي "الكنيست"، فضلا عن إغلاق مداخل البلدة القديمة للقدس المحتلة وتسهيل مرور المستوطنين الى بوابات الأقصى، مقابل منع دخول الفلسطينيين."
وأكد أن "المنظمات والجمعيات الإسرائيلية ووسائل الإعلام قد وضعت خطة مدتها لا تزيد عن ثلاثة أعوام من أجل هدم المسجد الأقصى، وبناء "الهيكل"، المزعوم، على أنقاضه، حيث وضعت تلك المنظمات خرائط للهيكل ومدة زمنية لتنفيذها".
وأضاف إن تلك المنظمات "فعلا شوهدت بقيامها بنقل المعدات والأدوات اللازمة ووضعها في الأماكن القريبة من المسجد الأقصى، كما بدأت في تفعيل برامج وحلقات بيتية لتشجيع وتكثيف التواجد والاقتحامات للأقصى، وتفعيل الأنشطة والطقوس التلمودية في ساحات المسجد الأقصى المبارك".
ولفت إلى "الاقتحامات اليومية للمستوطنين لباحات الأقصى المبارك بحماية أمنية من قوات الاحتلال واستفزاز واضح وفاضح لمشاعر المسلمين والمرابطين في "الأقصى" لتنفيذ الخطة الخطيرة بهدمه."
وناشد الشيخ خضير "جامعة الدول العربية لإبراز دورها ووضع الدول العربية في صورة الوضع الخطير الذي يتعرض له الأقصى ووضع البرامج والخطط المقابلة لحمايته".
وحث "المؤسسات الإسلامية، مثل منظمة التعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي والأزهر الشريف، على وضع خطط مبرمجة وقابلة للتنفيذ لافشال مخططات المستوطنين، من أجل الحفاظ على أولى القبلتين وأقصى المسلمين."
وكانت تقارير الصحف الإسرائيلية، والقناة الإسرائيلية الثانية، قد كشفت النقاب، أمس، عن قيام منظمات وجمعيات يهودية بوضع خطة مدتها 3 أعوام من أجل هدم المسجد الأقصى وبناء "الهيكل"، المزعوم، على أنقاضه.
وأضافت أن "مؤسسات ومنظمات يهودية تجهز نفسها لبناء "الهيكل" (المزعوم) على أنقاض المسجد الأقصى، حيث تم وضع خرائط له، ضمن مدة زمنية لا تتجاوز ثلاثة أعوام".
وأوضحت بأن "هذه المنظمات بدأت في نقل المعدات والأدوات اللازمة ووضعها في الأماكن القريبة من المسجد الأقصى، كما سيتم تفعيل برامج وحلقات بيتية لتشجيع تكثيف اقتحامات الأقصى، وتفعيل الطقوس التلمودية في المسجد".
وقد تزامن ذلك مع تصعيد رسمي إسرائيلي؛ حيث قال رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة "للكنيست" الإسرائيلي، آفي ديختر، إن الكيان الإسرائيلي "لن يسمح "بتحويل" المسجد الأقصى إلى مكة ومدينة ثالثة مفتوحة للمسلمين فقط".
وأضاف، في تصريح أمس، أن "الفترة الأخيرة تشهد موجة يطلق عليها "الدفاع عن الأقصى"، وأن هذا المصطلح توسع ليشمل ليس فقط المسجد الجنوبي "المسجد الأقصى" بل لجميع مساحة ما أسماه بـ "جبل الهيكل" بكامله"، في إشارة إلى ساحات الأقصى.
وتابع قائلا إن "التفكير القائم بإمكانية السماح للمسلمين بالأقصى بالقيام بكل ما يفعلونه بمكة والمدينة من حيث حظر دخول غير المسلمين إليها لن يحدث بالمسجد الأقصى ولن نسمح بتحقيقه"، بحسب قوله.
في المقابل، قال المتحدث باسم حركة فتح في القدس المحتلة، رأفت عليان، إن" الأفعال الأخيرة التي قام بها الاحتلال في المسجد الأقصى واقتحامات المستوطنين، تستهدف هدم المسجد لإقامة "الهيكل" المزعوم، مستغلا الصمت العربي والإسلامي والانقسام الفلسطيني."
وأضاف، في تصريح أمس، إن "هناك تصعيداً غير مسبوق في المسجد الأقصى من خلال اعتقال حراس وزارة الأوقاف الأردنية، لأن سلطات الاحتلال تريد سحب الوصاية على الأقصى من أي دولة عربية لإحكام سيطرتها عليه."
وأوضح عليان أن "سلطات الاحتلال بدأت بتطبيق إجراء جديد، حيث لا تسمح بدخول أي شخص للأقصى إلا بعد ترك هويته الشخصية بالخارج، لكونها تريد أن تثبت للعالم من خلال ذلك الإجراء بأن هذا المكان تحت سيطرتها، ولا مكان للمسلمين فيه."
وأكد أنه "لا يوجد تنسيق أمني مع قوات الاحتلال في غزة والضفة لأنهم يعتبرون هذا احتلالاً، إلا أن التنسيق الأمني فقط يحدث في بعض الحالات الإنسانية في المدينة المقدسة، وليس بالشكل الأمني المعروف".
وفي الأثناء؛ شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة بين صفوف المواطنين في القدس المحتلة، من بينهم أطفال، ضمن "560 حالة اعتقال في صفوف القاصرين منذ مطلع العام الحالي"، بحسب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع.
وقال، خلال اجتماعه أمس مع عائلات الأطفال الأسرى من محافظة القدس المحتلة، بحضور الأسرى المحررين وفعاليات المخيم ووفد من هيئة الأسرى، إن حوالي "110 قاصرين يقبعون حالياً في سجون الاحتلال، من بينهم 4 قاصرات، و10 أطفال محتجزون في مراكز أحداث داخل الكيان الإسرائيلي، بينما جرى وضع 60 طفلا قيد الحبس المنزلي".
وأضاف إن "أطفال القدس المحتلة أصبحوا مستهدفين قتلا وإعتقالا على يد سلطات الاحتلال، فيما شرّعت حكومة الاحتلال باعتقال القاصرين في القدس من أعمار 12 عاماّ، بما يعدّ مخالفة صريحة لكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية."