هل تريد أن تعيش طويلاً؟ قد يكون عليك أن تشرع في استبدال اللحوم الحمراء بالبروتينات النباتية الأكثر صحية.
فوفقاً لدراسةٍ جديدة، ترتبط البروتينات الحيوانية - مثل اللحوم الحمراء سواء كانت مصنعة أو غير مصنعة - بنسبٍ أعلى من المخاطرة بالموت.
على الناحية الأخرى، ارتبط ازدياد الاعتماد على البروتينات النباتية من أطعمةٍ مثل المكسرات والعدس وحبوب الطعام، بأعمارٍ أطول.
يقول مينغ يانغ سونغ، أحد المشرفين على الدراسة بمستشفى ماساتشوستس العام: "تقترح النتائج التي توصلنا لها ضرورة اتجاه الناس لتناول البروتينات النباتية بصورةٍ أكثر من البروتينات الحيوانية، وإذا كانوا سيختارون بين مصادر البروتينات الحيوانية، فالاختيار الأفضل ينحصر غالباً بين الأسماك والدجاج".
لأولئك الذين يرغبون في أن يحصلوا على نصيحة أحد الخبراء بشأن الاعتماد على مزيدٍ من البروتينات النباتية في أنظمتهم الغذائية، قامت خبيرة التغذية تشارلوت ستيرلينغ-ريد صاحبة مركز إس آر للتغذية (SR Nutrition) بعمل قائمة بأفضل البروتينات التي يمكنهم أن يجربوها.
تقول: "لقد ازدادت شعبية الأنظمة الغذائية المعتمدة على النباتات في الأعوام الأخيرة. وهي تمثل اتجاهاً غذائياً له الكثير من الفوائد، وتدعمه الأدلة العلمية".
"إذا كنت ترغب في أن تقلل كمية البروتينات الحيوانية في نظامك الغذائي دون أن تتخلص منها بشكل نهائي، بإمكانك أن تجرب (اثنين بلا لحوم) وتقوم فيه ببدء إدخال بعض البروتينات النباتية البديلة في نظامك الغذائي لمرةٍ واحدة في الأسبوع".
هذه هي قائمة البروتينات النباتية التي تفضلها ستيرلينغ-ريد:
- المكسرات وزبدة المسكرات الخالية من السكر
"طعامٌ جيد، لا تتناوله مع الخبز المحمص فقط"
- البذور
"لا يجب أن تكون بذوراً غالية الثمن، جميع البذور عظيمة. أُفضل بذور الكتان لما تحتويه من نسبة عالية من أوميغا 3".
- العدس
"إضافة جيدة للعديد من الأطباق، والصلصة، والحساء. جرّب أن تستبدلها باللحم في عمل طبق سباغيتي بولونيز".
- حمص الشام
"من الجيد أن تقوم بإعداد طبق الحمص الخاص بك، أو أن تقوم بإضافته للسلطات، أو الحساء".
- الحبوب الكاملة
"تُعد الكينوا والقمح الأسود مصادر جيدة أيضاً للبروتين النباتي".
تأتي هذه النصائح بعد إجراء العلماء الدراسة الأكبر من نوعها لاختبار تأثير المصادر المختلفة للبروتين في الأنظمة الغذائية.
وقد اعتمدت هذه الدراسة على تحليل بياناتٍ من "دراسة صحة الممرضات" (Nurses’ Health Study) و"دراسة الاستئنافية للعاملين بالصحة" (Health Professionals Follow-up Study)، ويحتوي كل منهما على بياناتٍ شاملة لما يزيد على 170 ألف مشاركٍ منذ الثمانينات.
يقوم المشاركون بملء استبيان عن حالتهم الصحية كل عامين، ويقومون أيضاً بتزويد المراكز ببياناتٍ عن أنظمتهم الغذائية، يحددون فيها على وجه الخصوص الكميات التي يستهلكونها من أنواعٍ معينة من الأطعمة في العام السابق لإجراء الاستبيان، وذلك كل 4 سنوات.
قامت الدراسة بتحليل بيانات ما يزيد على 30 عاماً تعود إلى "دراسة صحة الممرضات"، بالإضافة إلى 26 عاماً من بيانات "الدراسة الاستئنافية للعاملين بالصحة".
تقول الدراسة المنشورة في مجلة "جاما للطب الباطني" (JAMA Internal Medicine)، إنه خلال هذه الأعوام قد سُجل ما يزيد على 36 ألف حالة وفاة بين المشاركين في الدراستين – منهم 9000 بسبب الأمراض القلبية، و13 ألفاً بسبب السرطان، و14 ألفاً آخرين لأسبابٍ أخرى.
احتمالية الوفاة المرتفعة ترتبط باللحوم الحمراء
كان استهلاك نسب كبيرة من البروتين الحيواني، مثل اللحوم، والبيض، ومنتجات الألبان، قد ارتبط بصورة ضعيفة بزيادة معدل الوفيات.
في المقابل، ارتبط ازدياد معدل استهلاك البروتينات النباتية، مثل الخبز، والحبوب، والمعكرونة، والبقوليات، والمكسرات، بنقص معدل الوفيات.
مع العلم أن الربط بين استهلاك البروتين الحيواني وزيادة معدلات الوفاة انطبق فقط على المشاركين ذوي نمط الحياة غير الصحي حتى ولو بعاملٍ واحدٍ فقط، مثل البدانة، واستهلاك الكحوليات بصورة كبيرة، التدخين، حتى ولو في فتراتٍ سابقة، وعدم ممارسة الرياضة.
لكن هذا الرابط لم يكن موجوداً على الإطلاق لأولئك الذين يحافظون على نمط حياة صحي.
كما كشفت الدراسة عن أن النسب احتمالية الوفاة المرتفعة قد ارتبطت باللحوم الحمراء المصنعة وغير المصنعة، سواءً كانت لحوما بقرية أو لحم خنزير، لكنها لم ترتبط بالأسماك أو الدجاج.
ورداً على نتائج الدراسة، صرّح المتحدث الرسمي لجماعة النباتيين، جيمي بيرسون، للنسخة البريطانية لـ"هافينغتون بوست" قائلاً: "ها هي دراسة علمية جديدة تدين استهلاك البروتينات الحيوانية بأقسى صورة، ويصعب إنكار مدى تأييدها لضرورة استهلاك البروتينات النباتية، التي لا تقتصر فائدتها على صحة الإنسان فقط، بل تمتد لتشمل الحيوانات ومستقبل كوكبنا البيئي".
وأضاف: "ومازالت الدراسات تتوالى علينا لتؤكد ذلك. ففي العام الماضي، قامت منظمة الصحة العالمية بتصنيف اللحوم المصنعة كأحد مسببات السرطان، مثلها مثل التبغ. ناهيك عن ازدياد الأبحاث المستقلة التي تخبرنا بآثار الأنظمة الغذائية النباتية المتنوعة بشكلٍ متوازن على حمايتنا من العديد من الحالات الصحية المزمنة طويلة المدى، مثل أمراض القلب، وأنواع السرطان المختلفة، والأزمات القلبية، والسكر من النوع الثاني، والروماتيزم".
"فبجانب الحد من نسب مخاطر الوفاة، يتمتع النباتيون بأقل معدل بدانةٍ بين جميع المعتمدين على أنظمة غذائية أخرى".