نائبة من ‘حماس‘ لا تستبعد حدوث ضغوط على السودان للتضييق على الحركة

أكد كل من السودان الرسمي وحركة "حماس" متانة العلاقة بين الطرفين، ضمن الإطار الفلسطيني العربيّ العامّ، وبما يصبّ في خدمة القضية الفلسطينية، نافيان "فتور العلاقة أو حدوث تضييّق على تواجد الحركة في الخرطوم تمهيداً لمغادرتها نهائياً"، بحسب ما تردد في أنباء صحفية اخيرا.
وفيما نفى قياديون من "حماس" تلقي الحركة الفلسطينية أي طلب من الحكومة السودانية لمغادرة الأراضي السودانية، اكتفت السفارة السودانية بعمان برفض الحديث عن "فتور" في العلاقة السودانية مع اية جهة فلسطينية، والتاكيد على ان "الجميع "الفلسطيني" ظل مرحباً بهم في البلاد".
الا ان النائب عن حركة "حماس" في المجلس التشريعي الفلسطيني، سميرة الحلايقة، اشارت الى وجود ما اسمتها "بالونات اختبار وتصريحات صدرت مؤخراً من قبل أطراف خارجية، حول هذا الموضوع (تواجد حماس في السودان) لأجل تبيان ردة فعل الحركة والجانب السوداني منها"، كما لم تنف حلايقة وجود "ضغوط أميركية إسرائيلية على السودان منذ ما يزيد عن 12 عاماً تقريباً (..)"، دون ان تتحدث مباشرة عن توجيه الضغوط لانهاء تواجد "حماس" بالخرطوم.
وكانت أنباء تردّدت مؤخراً حول وجود فتور في العلاقة بين السودان الرسمي وبين حركة "حماس"، بلغ حدّ التضييق على وجود الحركة في الخرطوم وعلى أنشطتها وتحركاتها، فيما اعتبره مراقبون بأنه تمهيد للطلب من الحركة بمغادرة ساحتها.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد طلبت قبل سنوات، في إطار ضغوطها على السودان، بإغلاق مكاتب حركة "حماس" لديها، وهو ما لم يحصل، لكن الحركة قامت حينها بإستبدال ممثلها في الخرطوم بدلاً من ذلك.
السفير السوداني في عمان د.الصادق الفقيه قال، في هذا السياق، إن "الحديث عن فتور مع هذه الجهة أو تلك، لا تؤيده الوقائع، فالسودان لم يحاب أحداً على أحد، ولم يستبدل جهة بأخرى، لأن الجميع "الفلسطيني" ظل مرحباً بهم في البلاد".
وأضاف، لـ"الغد"، إنه "لم يُضار فلسطيني في السودان بسبب لونه السياسي، أو موقفه الخاص من سلطة الاحتلال الإسرائيلي"، مبيناً بأن "سفارة فلسطين ظلت مشرعة الأبواب في الخرطوم منذ أيام منظمة التحرير حتى اليوم بلا انقطاع".
وأكد الفقيه "التزام السودان بالوقوف إلى جانب فلسطين، والحق العادل والمشروع للأشقاء الفلسطينيين في دولتهم وأرضهم، ووقوفه المبدئيّ مع الخيار الفلسطيني حيثما وكيفما توجه، وتأييده للمبادرة الفرنسية الأخيرة باعتبارها خياراً وطنيّاً فلسطينياً، مثلما أيدّ المبادرة العربية كخيار قوميّ للسلام".
ونوه إلى أن "السودان لم يتعود في تعامله تصنيف الفلسطينيين إلى تيارات أو الركون إلى تفضيلات سياسية وأيديولوجية"، مشدداً على أن علاقته "مع منظمة التحرير، وكل الفصائل الفلسطينية الأخرى لم تضطرب أبداً".
وأكد رفض "بعض الأحاديث التي حاولت في الماضي ربط السودان بتيارات معينة لإلصاق تهمة الإرهاب به، أو بعض الأقوال التي تربط بين تطور العلاقة بالسلطة الفلسطينية وكأنها خطوة للتطبيع"، فالسودان "لا يشكك في وطنية أحد من الأشقاء الفلسطينيين".
وقال إن "الموقف من القضية العادلة يعادل بين كل الأطراف ويجعل المخلصين لها يؤمنون بعدالة مطالب كل أطرافها، وإن اختلفت أساليب تعبيراتهم عن مطالبهم في إطار الحل السياسي الشامل".
من جانبه، قال القيادي في حركة "حماس"، أحمد يوسف، إنه "لا يوجد أي فتور بين السودان الرسمي و"حماس"، في ظل حرص الأخيرة على العلاقات الوطيدة القائمة في إطار المشروع الإسلامي العربي".
وأضاف يوسف، لـ"الغد" من فلسطين المحتلة، إن "السودان يعدّ من أكثر الدول التي استوعبت "حماس" وقدمت لها التسهيلات والمساعدات بما يصبّ بخدمة القضية الفلسطينية، ضمن سياق دعم القضية الفلسطينية والمقاومة ولحق الشعب الفلسطيني في التحرير وتقرير المصير وعودة اللاجئين لديارهم وأراضيهم".
وقال "الموقف السوداني ثابت من تقديم النصرّة والتثبيت لأبناء الشعب الفلسطيني، لا سيما قطاع غزة اثناء العدوان ألإسرائيلي، ودعمه في كافة المنابر والمحافل على مختلف مستوياتها".
يوسف اكد ان الحركة "لم تتلق أي طلب من الحكومة السودانية من أجل مغادرة الأراضي السودانية"، وقال "لم أسمع أي طرف داخل الحركة يتحدث عن معلومات حول قضية إخلاء الحركة لمواقعها أو تواجدها في الساحة السودانية".
وأكد "عدم وجود تغيير في موقف السودان، حيث مكتب "حماس" ما يزال مفتوحاً ولم يغلق ويعمل عادة بشكل هاديء وبعيداً عن الأضواء".
وقال إن "السودان ساحة حيوية معتبرة للفلسطينيين، حيث الجامعات السودانية مفتوحة أمام الطلبة والتسهيلات المقدمة زخمة، بخاصة لأهالي القطاع المحاصر".
وكانت الأنباء تحدثت عن ضغوط أمريكية وإسرائيلية كثيفة على الخرطوم لإنهاء تواجد الحركة لديها، ومغادرة الأراضي السودانية، والتوجه إلى ساحات عربية وإسلامية أخرى، مثل قطر، التي تستضيف قيادة المكتب السياسي للحركة، أو تركيا.
النائب عن حركة "حماس" الحلايقة قالت من جهتها لـ"الغد"، إن "هناك بالونات اختبار وتصريحات صدرت مؤخراً من قبل أطراف خارجية حول هذا الموضوع لأجل تبيان ردة فعل الحركة والجانب السوداني منها". مضيفة إن "الضغوط الأميركية الإسرائيلية قائمة على السودان منذ ما يزيد عن 12 عاماً تقريباً، حيث يتواجد في الساحة السودانية شريحة مجتمعّية معتبرة منتمية للأمة والشعوب العربية الإسلامية، في ظل محاولات غربية، بخاصة أميركية، لفصمّ الشعب السوداني عن محيطه".
وقالت أن "الحرب الأمريكية - الإسرائيلية ضدّ السودان قائمة، عبر إثارة إشكاليات عميقة في الساحة السودانية من أجل إلهائه بقضاياه الداخلية لصالح صرف الانشغال عن القضية الفلسطينية، في ظل المخطط الغربي للتخلص من المقاومة، وصدّ الداعميّن لها".
وأكدت الحلاية على أن "العدّو الأساسي بالنسبة لحركة "حماس" والمقاومة الفلسطينية هو الاحتلال الصهيوني، وأن حربها معه وليست مع الأنظمة العربية والدولية، إلا أن الأطراف الخارجية تسعى لافتعال أي مشكلة من أجل الضغط عليها لسحب دعمها المقدم إليها".
وأعربت عن أملها في "عدم استجابة تلك الدول للضغوط الأمريكية، باعتبار أن القضية الفلسطينية هي قضية عربية إسلامية وهي جوهر الصراع العربي – الإسرائيلي".