عشرات الإصابات بمسيرات الجمعة في الضفة

شهدت سلسلة من مسيرات الضفة الفلسطينية المحتلة الأسبوعية أمس مواجهات مع قوات الاحتلال التي هاجمت المسيرات، بالقنابل الغازية والرصاص الحي والمطاطي ما أوقع عشرات الإصابات وحالات الاختناق. في حين واصلت قوات الاحتلال ملاحقتها لحراس وموظفي الأوقاف في المسجد الاقصى المبارك، إذ اعتقلت أحدهم، وأبعدت اثنين عن المسجد والحرم القدسي لعدة شهور.
وقمعت قوات الاحتلال أمس، مسيرة قرية بلعين الأسبوعية، المناوئة للاستيطان والجدار العنصري واعتقلت مشاركين اثنين وهما الفتى حمزة غازي الخطيب (17 سنة) والمتضامنة الناشطة الإسرائيلية عنات ليف. وقال مشاركون إن جنود الاحتلال هاجموا المشاركين واعتقلوا الفتى الخطيب والمتضامنة ليف. وشارك في المسيرة أهالي القرية وعدد من المتضامنين، بينهم مجموعة من المتضامنين الأميركان من حركة "حياة السود مهمة".
وأصيب شاب بكسر في يده، والعشرات بالاختناق، خلال قمع قوات الاحتلال أمس، لمسيرة قرية نعلين الأسبوعية المناوئة للاستيطان والجدار العنصري. وقال منسق لجنة المقاومة الشعبية في القرية محمد عميرة إن جنود الاحتلال هاجموا المسيرة مطلقين الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة شاب بكسر في يده جراء إصابته بقنبلة "بلاستيكية"، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.
وأصيب العشرات من المواطنين بحالات اختناق بعد ظهر امس الجمعة، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة على حاجز حوارة جنوب نابلس، لمسيرة شعبية انطلقت دعما للأسرى. فقد هاجمت قوات الاحتلال المسيرة التي انطلقت بدعوة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، دعما للأسير المضرب عن الطعام بلال الكايد، وجميع الأسرى، ما تسبب في إصابة عدد كبير من المشاركين بحالات اختناق متفاوتة. وردد المشاركون الشعارات الوطنية المنددة بالاحتلال، وأخرى تطالب بمناصرة الحركة الأسيرة، وبالعمل الجاد لضمان حرية جميع المعتقلين في سجون الاحتلال.
وفي القدس المحتلة اعتقلت قوات الاحتلال، الليلة قبل الماضية، حارساً في المسجد الاقصى المبارك، من منزله في القدس المحتلة، واقتادته الى أحد مراكز التحقيق والتوقيف في المدينة. وكانت قوات الاحتلال أخلت سبيل موظّفين اثنين في الأوقاف الاسلامية، هما: مسؤول العلاقات العامة والإعلام في الاوقاف، والحارس عرفات نجيب، وأبعدت الأول عن المسجد الاقصى لمدة 6 أشهر، والثاني أربعة أشهر.
واستنكرت دائرة أوقاف القدس، على لسان مدير المسجد الاقصى الشيخ عمر الكسواني قرارات الابعاد بحق العاملين في المسجد الأقصى، مؤكدا في تصريحات له، أنها استهداف واضح للأوقاف الاسلامية وموظفيها. موضحا أن إجراءات الاحتلال ضد موظفي الأوقاف وحُرّاس الأقصى مبيتة من قبل قوات الاحتلال، بهدف منها فرض واقع جديد داخل المسجد الاقصى دون الاعتراض عليهم من قبل حراس وموظفي الاوقاف.
وأدى مئات المواطنين صلاة ظهر امس الجمعة في الخيمة التي أقيمت على أنقاض المنازل التي هدمتها قوات الاحتلال قبل أيام في قرية قلنديا، شمال غرب القدس. وفي أعقاب الصلاة، هاجمت قوات الاحتلال الخيمة، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، وقنابل الصوت، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق، فيما رد الشبان بإلقاء الحجارة تجاه قوات الاحتلال.
الى ذلك فقد كانت أعداد كبيرة من عصابات المستوطنين قد اقتحمت تحت حماية قوات الاحتلال صباح امس، قرية الباذان شمال شرق نابلس. وأفاد شهود عيان لوسائل إعلام فلسطينية بأن أكثر من 15 مركبة للمستوطنين، ترافقها دورية عسكرية اقتحمت القرية قادمة من الطريق العلوية المؤدية إلى قرية طلوزة واتجهت نحو منطقة الطواحين القريبة من الوادي، فيما تمركزت قوات الاحتلال على الشارع الرئيس المؤدي للمنطقة.
وذكرت مصادر محلية أن المستوطنين المدججين بالسلاح اعتادوا على التواجد في المنطقة كل جمعة ويقومون بأداء صلوات تلمودية قرب الوادي. وعبر أهالي الباذان عن مخاوفهم من أطماع استيطانية في القرية التي تعد متنفسا طبيعيا، ومنطقة جذب سياحي. ويسكن قرية الباذان أكثر من ثلاث آلاف نسمة وتمتاز بموقع استراتيجي لأنها تعتبر رابطة بين محافظات نابلس وطوباس وأريحا وجنين.