الاسم الأول لطفلة قادت الشرطة لكشف واحدة من أكثر جرائم القتل غموضاً فى مصر وهى جرائم ريا وسكينة، حيث كشفت جرائم والدتها ريا ودفعت بها إلى حبل المشنقة.
والثانى هو لطفلة فى نفس العمر تقريباً بمركز بسيون بمحافظة الغربية قادت الشرطة أيضاً لكشف جرائم والدتها «صباح» التى أجهزت على والدها وعمها وجدتها وزوجة العم الثانى قبل أن تفتك بعمها ضمن خطتها لقتل العائلة بأكملها.
الطفلة «شهد» كلمة السر فى وصول الشرطة للمتهمة وكشف غموض 4 جرائم قتل
الجرائم التى هزت محافظة الغربية ارتكبتها امرأة فى العقد الثالث من عمرها، على مدار عامين من أجل الميراث بقتلها أسرة كاملة «شقيقين تزوجتهما واحداً تلو الآخر ووالدتهما ثم زوجة الشقيق الثالث، الذى كانت تخطط للزواج منه ثم قتله ليكون الضحية الخامسة ويلحق بشقيقيه ووالدته وزوجته غير أن العناية الإلهية أنقذته من هذا المخطط بعد شهادة نجلتها «شهد» الطفلة التى لم يتخط عمرها الـ10 سنوات.
«دى لو شيطانة ماكانتش عملت كده»، جملة قالها سلطان أبوغالب، أحد الجيران، وتابع: «المتهمة استطاعت أن تخدع كل أهالى القرية بتمثيل دور الفتاة الريفية الطيبة التى تزوجت وتساعد زوجها فى الحياة، وتخدم والديه بحكم أنها متزوجة فى بيت عائلة، لافتاً إلى أنه على مدار 4 سنوات لم يشك فى سلوكها لحظة، وكان دائماً يشكر فيها وفى حسن خلقها، خاصة بعد أن كانت تعمل فى الأرض مع زوجها الأول «جمعة 33 سنة» حتى توفى بعد عامين من زواجهما، وكذلك موافقتها الزواج من الشقيق الأصغر لزوجها المتوفى «صبحى 25 سنة»، وعدم رفضها رغبة أسرة زوجها، فأهالى القرية وقتها أثنوا عليها بسبب موافقتها على الزواج من شخص أصغر منها لم تختره وتضحيتها بحياتها من أجل طفليها، ورغم وفاة زوجها الثانى بعد شقيقه بفترة قصيرة وكذلك والدتهما لم يشك فى أمرها أحد، ولكن اتضح أن الجميع كانوا مخدوعين فيها وأنها شيطانة استغلت جمالها فى قتل 4 من أسرة، وكانت تخطط لقتل باقى أفراد الأسرة للحصول على الميراث بمفردها.
المتهمة قتلت الشقيق الأكبر بعد زواج عامين.. والأصغر بعد زواج 6 أشهر.. ثم والدتهما وزوجة الشقيق الثالث بحثاً عن «الميراث»
صديق عبدالفتاح، من أهالى القرية، أوضح فى كلامه أن المتهمة قضت على أسرة بالكامل، وأوجدت حالة من الرعب والفزع بين أهالى القرية، أسرة ليس لهم ذنب سوى أنهم رغبوا فى زواج نجلهم وشقيقهم الأكبر فتقدموا لخطبة تلك الفتاة، التى تظهر على وجهها ملامح البراءة، ولكن تبطن فى قلبها كل خبث وخيانة، ورغم وفاة زوجها الأول بعد عامين وشقيقه الذى تزوجها بعد انتهاء فترة عدتها ثم وفاته بعد مرور 6 أشهر على وفاة شقيقه، ثم والدتهما بعد 12 شهراً تقريباً، لم يشك أحد فى أسباب الوفاة، وإن كان الأمر غريباً نظراً لوفاة 3 من أسرة واحدة فى أقل من سنتين دون أن تظهر عليهم أى أعراض مرض، ولكن كنا نقول إنه قضاء الله ولا اعتراض على قضائه، ولم يشك أحد فى أسباب الوفاة، وهذا يعود إلى أن أهالى القرى غالبيتهم على الفطرة وطيبة القلب، وهذا ما يتصف به أفراد أسرة «الهباب» فلم يشكوا فى وفاة أحد من الـ3 ضحايا معتقدين أنها وفاة طبيعية، خاصة أن جميع أفراد المنزل بينهم حب ومودة، وكل ما فكروا فيه فى الـ3 وقائع سرعة دفن موتاهم عملاً بمبدأ «إكرام الميت دفنه».
«نار مولعة فى جسمى من ساعة ما عرفت الحقيقة وصعب عليَّا نبش قبور إخواتى وأمى.. لكن ما أقدرش أسيب حقهم»، كلمات قالها رمضان جمعة الهباب، فى العقد الرابع من عمره، شقيق ونجل المجنى عليهم، معللاً سبب تقديمه بلاغاً إلى المحامى العام لنيابات غرب طنطا، يتهم فيه أرملة شقيقيه بقتلهما وكذلك والدته ومطالبته بفتح قبورهم رغم مرور عامين على وفاة شقيقه الأكبر جمعة، وعام ونصف على وفاة شقيقه الأصغر «صبحى»، و6 أشهر على وفاة والدته. مشيراً إلى أنه فى بداية الأمر تردد فى مطالبته السلطات فتح القبور وتوقيع الكشف الطبى على شقيقيه ووالدته لكن ضميره يؤرقه، وكثير من أهالى القرية بعد اكتشاف الحقيقة طالبوه بالثبات على موقفه من أجل أخذ حق شقيقيه ووالدته وكذلك زوجته والقصاص لدمائهم، فهم لم يرتكبوا أى ذنب سوى أنهم استأمنوا أفعى على حياتهم وأرواحهم، غير أنها غدرت بهم وكادت تقضى عليه أيضاً ويصبح الضحية الخامسة بعد زوجته، «نشوى إبراهيم عبدالستار» فى العقد الثالث من عمرها، التى قتلتها بدم بادر خنقاً مستخدمة «إيشارب» وعلى يديها رضيعها الذى لم يكمل أسبوعه الثانى من الولادة ولم يكن شفيعاً عندها بتركها لتربيته.
الأهالى: جريمتها فجرت الشكوك فى القرية.. واستخراج جثامين الضحايا من المقابر بعد عامين من الدفن
وأشار إلى أن المتهمة كانت تخطط لقتله أيضاً، وذلك من خلال قتل زوجته «نشوى» وهو ما نجحت فيه بعد أن فشلت محاولتها الأولى، التى دست فيها سم «الزرنيخ» فى الطعام ولكنها لم تمت نظراً لأنها كانت فى حالة وضع من أسبوع فقامت بخنقها، ثم عرض الزواج عليه لتنفرد به ثم تخطط لقتله ومن ثم تصبح الوريثة الوحيدة مع أبنائها لكافة ممتلكات الأسرة، وأوضح «الهباب» أن شقيقه الأكبر جمعة تقدم لخطبة المتهمة وبالفعل تزوجها فى منتصف عام 2012، وعاش معها نحو عامين حتى فوجئنا فى يوم بخروجها علينا تخبرنا بوفاته، تاركاً طفلين منها «شهد وأحمد» ولم يشك أحد من أفراد الأسرة فى الوفاة واعتقدنا جميعاً أنها طبيعية، وبعد مرور فترة العدة عرضنا على شقيقى الأصغر «صبحى» أن يتزوج من أرملة شقيقه الأكبر وعدم ترك فرصة لأحد أن يربى طفلى شقيقه، وبالفعل تم الزواج ولم يمر سوى 6 أشهر وتوفى شقيقى الأصغر أيضاً فى ظروف غامضة، قائلاً «كان يومها معايا فى الأرض وكويس ولم يشتك من أى تعب أو ألم»، وأضاف «لم يمر عام من وفاة شقيقى الأصغر حتى توفيت والدتى «المسنة» أيضاً دون أن تشعر بأى مرض أو ألم، ونظراً لأننا أناس حسنو النية وعلى قد حالهم لم نشك فى الأمر وتم دفنها»، لافتاً إلى أنه متزوج وبعد شهر تقريباً من وفاة والدته وضعت زوجته نجله «يوسف» ولم يمر سوى 10 أيام على ولادته، وجد زوجته طريحة الفراش داخل غرفة النوم، ولفظت أنفاسها الأخيرة، موضحاً بقوله «شعرت بالصدمة وقتها لأنى قبلها بـ3 ساعات كنت جالساً معها وكانت صحتها جيدة، أسرعت على الجيران وأخبرتهم بالأمر، وتم إبلاغ أهالى القرية من خلال مكبرات الصوت فى مساجد القرية، وتم تحديد صلاة الجنازة عليها لدفنها».
لافتاً إلى أن الطبيب الذى جاء لإصدار تصريح الدفن، وجد آثاراً ظاهرة على الرقبة، ما جعله يرفض استخراج تصريح الدفن، وقرر استدعاء الشرطة، التى جاءت وبعرض الجثة على الطبيب الشرعى أثبت أن الوفاة ليست طبيعية وإنما نتيجة عملية خنق للضحية بواسطة إيشارب حول العنق.
وتابع أنه فى بداية الأمر وجهت الشرطة له الاتهام بقتل زوجته وتم اقتياده إلى ديوان مركز بسيون وقررت النيابة حبسه على ذمة التحقيقات 4 أيام ثم جددت له المدة مرة أخرى، قائلاً «لولا ستر ربنا وإرادته على كشف الحقيقة فى هذا التوقيت وإصرارى على أقوالى بأنى لم أفعل شيئاً استدعت جهات التحقيق «شهد» نجلة شقيقى الأكبر والمتهمة وبسؤالها من قبل ضابط الشرطة والنيابة عن رؤيتها لى فى شقة والدتها، كان ردها بالنفى والذى كان يتردد على والدتها عمو أحمد، وأنه كان موجوداً وقت المشادة الكلامية التى حدثت بين زوجتى ووالدتها قبل موتها، وأن والدتها طلبت منها عدم إخبار أحد بالأمر»، لافتاً إلى أن هذا كان الخيط الذى كشف الحقيقة المرة والصدمة الكبرى بقتل شقيقيه ووالدته على يد تلك الشيطانة من خلال دس سم «الزرنيخ» لهم فى الطعام، قائلاً «ظلت تخدعنا على مدار 4 سنوات بأن «أحمد. ع» نجل خالتها، واتضح فى النهاية أنه عشيقها وأنهما دبرا معاً تلك الجرائم، وكانا فى طريقهما لاستكمال مخططهما لقتله بعد قتل زوجته».
واختتم كلامه بقوله «لم نفعل لها شيئاً ولم نجبرها يوماً على شىء وكنا نعتبرها أختاً لنا أنا وشقيقى «صبحى» الله يرحمه قبل وفاة شقيقى الأكبر «جمعة» الله يرحمه، وزواجه منها حتى بعد وفاة شقيقى الأصغر كنت أعتبرها أختى وكثيراً ما كنت أطلب من زوجتى قبل أن تقتلها بأن تحسن معاملتها ولا تزعلها فى شىء».