قوات الاحتلال تعتدي على المصلين بالأقصى وتغلق المسجد القبلي

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، بأمر من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، المسجد الأقصى المبارك، الذي أخلت ساحاته من المصلين، وأغلقت باب المصلى القبلي بالسلاسل الحديدية، ووفرّت الحماية المشدّدة لاقتحام المستوطنين المتطرفين للمسجد، من جهة باب المغاربة.
وشهد المسجد الأقصى مواجهات عنيفة داخل باحاته ومرافقه، عقب اقتحام قوات الاحتلال، المباغت والمفاجئ، للمسجد، وانتشار الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في ساحاته أمام المصلى القبلي؛ قبل إغلاق أبوابه بالسلاسل الحديدية، وإخلاء المنطقة المقابلة للمسجد من المصلين من كبار السن.
وقد أصيب عشرات الفلسطينيين جرّاء المواجهات مع قوات الاحتلال، تخلّلها إطلاق القنابل الغازية والأعيرة المطاطية تجاه المصلين داخل المصلى القبلي، والاعتداء على المصلين المتواجدين في باحات المسجد الأقصى، على خلفية تصديهم لاقتحامات المستوطنين.
ويسود التوتر والاحتقان الشديدين في المسجد، وبمحيطه، بينما امتدت تلك الحالة إلى أحياء وشوارع وأسواق القدس القديمة المتاخمة للأقصى، وفي أنحاء مختلفة من القدس المحتلة، وسط حالة من الغضب والاستياء العام لدى المواطنين ودائرة الأوقاف الإسلامية في القدس التي شرعت بإجراء اتصالات مكثفة مع مختلف الأطراف لوقف اعتداءات الاحتلال على الأقصى والمصلين.
من جانبه، قال مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، الشيخ عزام الخطيب، إن "اقتحامات المسجد الأقصى جاءت بقرار من نتنياهو"، وبأوامر مباشرة من جانبه.
وأوضح الشيخ الخطيب، في تصريح أمس، إن "شرطة الاحتلال أكدت منتصف الليلة الماضية بأن باب المغاربة (من أبواب الأقصى الرئيسية) لن يفتح (أمس) لاقتحامات المستوطنين والسياحة الخارجية، وذلك حسب ما هو متعارف عليه منذ سنوات طويلة باغلاق الباب خلال العشر الأواخر من شهر رمضان".
وأضاف أن "الهدوء كان يسود المسجد الأقصى وساحاته بالكامل، وذلك قبيل قيام قوات كبيرة من الوحدات الإسرائيلية الخاصة، بصورة مفاجئة، باقتحام واسع للمسجد، عبر باب المغاربة، والانتشار في باحاته، والشروع في تحقيقات ميدانية مع المصلين قبل إغلاق المصلى القبلي وإخلائه من معظم المعتكفين".
وأشار إلى أن "قوات الاحتلال بكافة أجهزتها الأمنية انتشرت في ساحات المسجد، وحاصرت عشرات المعتكفين داخل المسجد القبلي بالسلاسل الحديدية".
واستنكر الشيخ الخطيب "اقتحام الأقصى لليوم الثاني على التوالي في هذه الأيام الفضيلة، والتي من المعتاد أن تكون أياما خاصة للعبادة والاعتكاف في المسجد".
بدوره، قال "المركز الفلسطيني للإعلام"، نقلا عن شهود عيّان، إن "قوات الاحتلال الخاصة اقتحمت المسجد الأقصى المبارك عبر باب المغاربة، وشرعت بإخلاء الساحات من المتواجدين من كبار السن والشبان وطواقم الإسعاف، كما اغلقت باب المصلى القبلي بالسلاسل الحديدية".
وأضاف أن "المستوطنين المتطرفين اقتحموا الأقصى بدفعات متدفقة، عبر باب المغاربة، تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال".
وقد تعاملت طواقم جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني" مع عدد من الإصابات بالرصاص المطاطي والاعتداء وشظايا القنابل الصوتية خلال الأحداث في المسجد الأقصى، من بينها إصابات خطيرة.
وكانت سلطات الاحتلال قد قررت مساء أول أمس إبعاد اثنين من المعتكفين اعتقلا من ساحات الأقصى إلى بلادهما بريطانيا.
من جانبه، حذّر المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية، يوسف المحمود، من "تبعات العدوان الاحتلالي المتواصل ضد المسجد الأقصى المبارك، والمصلين فيه، والمعتكفين، في هذه الأيام المباركة من الشهر الفضيل".
وقال، في تصريح أمس، إن "العدوان على الأقصى والمساس بالمصلين، يأتي ضمن خطط حكومة الاحتلال في الاستهداف الشامل لأراضي دولة فلسطين، ولأبناء الشعب الفلسطيني، خاصة استهداف المقدسات، والرموز الدينية".
وأكد أن "الأقصى بكل ما فيه داخل السور وما يتصل به من الخارج مسجد إسلامي يخص الفلسطينيين أهل البلاد، ويخص عامة العرب والمسلمين حسب الحقيقة التاريخية، والوضع الطبيعي والإجماع الدولي"، ولذلك فان "المساس به يعد اعتداء على الحقوق الدينية والسياسية والتاريخية."
وحمّل "الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن مواصلة العدوان على الأقصى المبارك، وعن سلامة المواطنين، والمصلين في رحابه الطاهرة".
وقد اندلعت مواجهات عنيفة في الأقصى أول من أمس عقب اقتحامات مماثلة، بالرغم من الاتفاق بين الأوقاف وقوات الاحتلال على وقف اقتحامات المستوطنين والأجانب للأقصى خلال أيام شهر رمضان العشرة الأخيرة، إلا أن الاحتلال خرق كل التفاهمات واستهدف الأقصى وروّاده والأوقاف الإسلامية؛ الأمر الذي استنكرته مختلف الأوساط السياسية والشعبية والشخصيات والمؤسسات الاعتبارية في القدس وخارجها.