غليان في ‘‘الأقصى‘‘.. إصابات واعتقالات بمواجهات مع قوات الاحتلال

أصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين وأعتقل آخرون، أمس، خلال مواجهات عنيفة وقعت إثر اقتحام المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، مخلفين أجواء التوتر والاحتقان الشديدين في مدينة القدس المحتلة.
وأحكمت قوات الاحتلال طوق الحصار حول المسجد ألأقصى، ونشرت تعزيزات أمنية مكثفة حول المسجد الأقصى، وفي أحياء وشوارع القدس المحتلة.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة إن "قوات الاحتلال فتحت باب المغاربة، أحد أبواب الأقصى ويخضع للسيطرة الإسرائيلية، لاقتحام المستوطنين المتطرفين، الذين نفذوا جولاتهم الاستفزازية في باحاته واعتدوا على المصلين وحراس المسجد، بحماية قوات الاحتلال".
وأضافت، في بيان أمس، أن "قوات الاحتلال الخاصة المدجّجة بالسلاح اقتحمت باحات المسجد الأقصى، وحاصرت المعتكفين داخل المصلى القبلي، وانتشرت في الساحات الأمنية له، حيث أطلقت وابلاً من القنابل الصوتية والغازية السامة والرصاص المطاطي ضدّ المصلين والمعتكفين".
وأوضحت بأن "الوضع بات متوتراً في الأقصى، بعدما احتج المعتكفون وحرّاس المسجد الأقصى على الاقتحام، مما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين المصلين وقوات الاحتلال، حيث أصيب العشرات من المصلين بحالات اختناق، فيما أعتقلت آخرين."
وأكدت أنها "ترفض بشكل كامل "تغيير الواقع" الذي تتبعه شرطة الاحتلال في أيام العشر الأواخر من شهر رمضان".
وكانت الأوقاف الإسلامية قد اتفقت مع شرطة الاحتلال على إغلاق "باب المغاربة" خلال الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان، والتي تشهد تواجدًا ملحوظًا ومكثفًا للمسلمين بغرض الاعتكاف في الأقصى، ومن ضمن ذلك عدم إدخال السيّاح والمستوطنين.
فيما قال مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، الشيخ عزام الخطيب، إن "قوات الاحتلال تحاول فرض أمر واقع جديد في الأقصى، من خلال السماح للمستوطنين باقتحام المسجد في هذه الأيام التي تشهد الاعتكاف فيه".
وأضاف أن "شرطة الاحتلال أصرت على إدخال المستوطنين والسياح للمسجد، الأمر الذي أدى إلى استفزاز المصلين المتواجدين في الأقصى".
واستنكر الشيخ الخطيب "اقتحام الأقصى من قبل قوات الاحتلال الخاصة والمستوطنين في هذه الأيام الفضيلة"، مُحملاً "قوات الاحتلال مسؤولية ما حدث في المسجد، بسماحها للمستوطنين باقتحامه وفتح باب المغاربة خلال العشر الأواخر في هذا الشهر".
من جانبها، قالت جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني" إن "طواقمها الطبيّة تعاملت مع عدد من الإصابات، المتوسطة والخطيرة، لمواطنين تعرضوا لاعتداءات قوات الاحتلال خلال اقتحامها للمسجد".
وأضافت أن "المواطنين أصيبوا بالرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والغازية التي أطلقتها قوات الاحتلال تجاههم، كما تعرضوا للضربّ بالهراوات، خلال مواجهات عنيفة وقعت بين الطرفين".
وعلى صعيد متصل؛ قال "المركز الفلسطيني للإعلام"، نقلاً عن شهود عيّان، إن "ثلاثة عناصر من شرطة الاحتلال أصيبوا، جراء رشق الحجارة باتجاههم من قبل الشبّان الفلسطينيين، وسط تكبيرات المرابطين الفلسطينيين الذين توافدوا منذ الصباح إلى المسجد الأقصى".
وأضاف أن "عملية اقتحام المستوطنين كانت بحماية مكثّفة من الاحتلال، حيث قامت باتّخاذ "مسلك الهروب" لاقتحام المستوطنين، وهو الطريق المؤدي من "باب المغاربة" باتجاه "باب السلسلة" مباشرة".
وأشار إلى أن "قوات الاحتلال اعتدت بالضرب على المصلّين، وأبعدتهم عن محيط المصلّى القبلي، وسط محاصرته من قبل عناصر أخرى".
وأوضح بأن "جنود الاحتلال قاموا بجولة داخل المسجد القبلي، خلال تواجد المعتكفين في المسجد، وبعد انسحابهم بعدة دقائق فتحت الشرطة باب المغاربة، أمام اقتحام المستوطنين، مما أدى إلى اندلاع مواجهات في ساحات المسجد بين المعتكفين وقوات الاحتلال".
وبين أن "اشتباكات بالأيدي جرت في ساحات المسجد بين المصلين وقوات الاحتلال، كما قامت الأخيرة باستخدام القنابل الصوتية وألقت أعيرة مطاطية داخل المسجد القبلي، حيث يعتكف المصلين الصائمين، والمعتكفين".
وفي الأثناء؛ شنتّ قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة من مناطق مختلفة في الضفة الغربية، لاسيما القدس المحتلة، وذلك خلال عمليات اقتحام المدن والبلدات الفلسطينية، ومداهمة منازل المواطنين، وتخريب محتوياتها، والاعتداء على أصحابها.
وطالت الاعتقالات عدداً من المواطنين الفلسطينيين من بلدتيّ الخضر ونحالين، غربي بيت لحم، ومن بلدة يطا، جنوبي مدينة الخليل، بدعوى قيامهم "بأنشطة إرهابية" ضد أهداف إسرائيلية.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدة نحالين، واعتقلت ثلاثة شبان من البلدة بعد دهم منازلهم والعبث بمحتوياتها، كما اعتقلت مواطنين من بلدة الخضر.
وأعادت اعتقال ثلاثة أسرى محررين من بيت لحم؛ كما شنتّ عمليات دهم وتفتيش واسعة لمنازل الفلسطينيين بمنطقة يطا (جنوبي الخليل)، وعبثت بمحتوياتها.
واستكملت جرائمها في مدينة القدس المحتلة، من خلال اقتحام بلدة العيساوية واعتقال عدد من المواطنين، وذلك عقب اعتقال ثلاثة شبان عند حاجز "زعترة" العسكري، جنوب نابلس، وأعادت اعتقال أسير محرر من رام الله.
وكانت مؤسسة القدس الدولية قد استنكرّت "تصاعد وتيرة الاعتداءات والاقتحامات المتكررة من قبل المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك والتي تتزامن مع شهر رمضان المبارك".
واعتبرت المؤسسة، ومقرّها لبنان، أن "الصمت العربي والإسلامي تجاه ما يحصل في الأقصى شجع سلطات الاحتلال المتطرفة للاستمرار بالقيام باعتداءات غير مسبوقة بحق الفلسطينيين".