هل ترتبط الجرائم باﻷردن برمضان؟
حصدت الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك 7 جرائم قتل والعديد من المشاجرات تخللها إصابات وتخريب للممتلكات العامة والخاصة، في ظروف عزاها البعض إلى أنها موجات "غضب" ترتبط بشهر رمضان.
وفي المقابل، رفض البعض الربط بين الشهر الكريم وموجات العنف المجتمعي التي ضربت في أكثر من محافظة خلال اﻷيام القليلة الماضية
وبعد جريمة القتل التي اقدم عليها مواطن بقتل زوجته وابنته وابنه، جاءت جريمة قتل الزرقاء، ثم وفاة مواطنين دهسا في عين الباشا بعد مشاجرة، ثم أقدم لاجئ سوري على قتل زوجته.
الاستاذ المشارك في علم الاجتماع والجريمة بجامعة مؤتة الدكتور حسين محادين يقول إن العادة جرت للأسف في الأردن أن يزداد الاهتمام بالعنف والقضايا عندما تصل الى حد القتل، وبصورة أقرب للموسمية التي قد تقترن بفصول الحياة اليومية كالصيف.
وأشار المحادين إلى أن نسب الجرائم والعنف لشهر رمضان "خاطئ"، لأن هذه الجرائم قد تزداد احيانا عندما تتزامن مع أحداث وطنية، كتعرض أي من مرافق الدولة الاردنية إلى شكل من شكل الإرهاب المختلفة.
وتابع المحادين يقول: "علينا القول أن الجذور النفسجتماعية إلى مثل هذه السلوكيات متطرفة وذروتها القتل، وهي نتاج متدرج لأنماط التنشئة الاجتماعية التي نتشربها والقائمة غالبا على فكرة المغالبة وليس الحوار، انطلاقا من طبيعة تربيتنا الأسرية مرورا بطبيعة السلطة الخارجية الضابطة لسلوكنا كأفراد في المدرسة والجامعة والشارع".
وأضاف : "ذلك كله يأتي استنادا للضبط الخارجي وليس للضبط الداخلي المفترض والقائم على حضور الضمير والتأكيد على حل القضايا بالتي هي أحسن، ما دام أن تربيتنا ليست محصورة على اننا وحدنا من يمتلك الحقيقة فقط.
وتابع محادين: "نجد ايضا أن التزاحم بين القانون المدني والعرف العشائري ما زال يعبر عن حضوره وما زال يمثل ضمنا اننا ابناء مجتمع متحول من قيم البادية إلى حواف المدينة، أي اننا في مجتمع لم يحسم هويته القانونية اهو مجتمع مدني أم قبلي أم اننا كما يفترض ابناء دولة ومؤسسات".
وأشار إلى أن الحلول المقترحة والمفترض تطويرها هي القيام بحملات مستمرة للتوعية، تعمق قيم التعددية التي تحترم سيادة القانون والمؤسسات من خلال الجهات الرسمية المختصة وسرعة البت في القضايا قانونيا لان الاسراع في البت بها يقلل فرص الثأر ورد الفعل المضاد.
وختم محادين تصريحاته قائلا: "على وسائل الإعلام أن ترتقي بأدوارها من حيث التحليل تبصير الرأي العام بأهمية وضرورية التكاتف والوحدة الوطنية والتذكير بان هناك حالات عرضية في كل العالم".
من جانبه قال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام الرائد وصفي العتوم أن "المشاكل" والجرائم في معدلها الطبيعي أو بزيادة بسيطة، بحكم خروج المواطنين جميعهم في نفس التوقيت خلال شهر رمضان.
وقال إن المشاكل هي نفسها لكنها تكثر بسبب الازدحامات التي شكلها المواطنون عند خروجهم في توقيت واحد قبل الافطار بقليل أو بعده مباشرة.
ونصح العتوم المواطنين بالتعامل الحسن مع البعض وبطريق حضارية واحترام حرمة الشهر الفضيل، مما سيحد من المشاجرات والجرائم.
ودعا للتعامل بطريقة تنم عن عاداتنا وتقاليدنا، مع ضبط النفس قدر الامكان خاصة قبل ساعات الافطار والتي يرافقها "التهافت" على شراء الحاجيات الرمضانية والعصائر.