ذكر رئيس الولايات المتحدة السابع والثلاثين ريتشارد نيكسون أنّ " من لايغامر في الفشل لايحرز النجاح " وكثيرة هي المقولات التي تتردد على مسامعنا و نتداولها بشكل شبه يومي والتي تحث على تكرار المحاولات وعدم الخضوع للفشل والتحلي بالشجاعة والطموح وقبول الذات حتى في أسوأ حالاتها بالإضافة إلى قبول الآخر واكتساب الروح العالية ، ولكن ما نراه اليوم في عالم الترفيه والملاعب الرياضية وفي النقاش الاجتماعي السائد من خسائر وهزائم يتكالب فيها بعض الشباب والفتيات على بعضهم البعض سواء على سبيل المزاح أم الجدية ، ما يستدعي التساؤل ، أيّ من الجنسين أكثر تقبلاً وتحلياً بالروح الرياضية المتقبلة للفوز والخسارة و بصدرٍ رحب ؟!
" حسن عسيري ، مدير معرض ، 25 عاماً " يرى بأنّ المرأة تتفوق على الرجل في تقبل الخسائر في الحياة الاجتماعية ، كما أن المرأة تتجاوز مراحل الإحباط واليأس الناجمة عن بعض الخسائر بشكل أسرع من الرجل وتتطور للوصول إلى ما تبتغي الوصول إليه في حال تعرضت إلى تجربة حياتية فاشلة ، كذلك في مجال الترفية كثيراتٌ هنّ المشجعات في كرة القدم وكرة السلة والعديد من أنواع الرياضة في كل أنحاء العالم وحالات التعصب تقلّ كثيراً في الإناث وإن وجدت فهي لا تدخل في نطاق الجدية بل تبقى في نطاق المزاح والتحدي المغلف بمداعبات اعتيادية لتضفي جو المتعة ، ولكن في نطاق الحياة العملية خاصةً في المجالات الإدارية ، أجد أنّ المرأة تختلف كثيراً ، حينها ينطبق عليها المثل القائل : "المرأة عدوة المرأة " وهنا يكون الرجل أكثر تسامحاً ولاداعٍ للمقارنة ! .
بينما " لمياء البجاوي ، 34 عاماً ، صحافية وكاتبة " ترى أنّ الشباب أكثر تنازلاً وأكثر تقبلاً للآراء ويمتلكون روحاً معنوية عالية فهم لا يُطيلون النقاش في حالات احتدام الآراء ويتقبلون المزاح والنكت الدارجة على بعضهم البعض ، بالإضافة إلى أنّه من النادر أنّ يخسرون صداقاتهم بسبب الأندية الرياضية ، في حين أن الفتيات غالباً ما يُحمّـلن الأمور بالكثير من الجدية حتى في حالات المزاح ، وهذا ما أراه في بيئتي ومجتمعي وعملي وذلك لا يعني عدم وجود فتيات مرحات يتمتعن بروح التسامح والتقبل أكثر فهنّ متواجدات في العديد من مجالات الحياة ، كذلك هناك من الشباب من يتعصب بشكل غير طبيعي فيكاد لا يرى أمام عينيه أي من طرق الصواب وفي هذه الحالات تحدث الجرائم والمشاكل العصيبة وغالباً يعتمد هذا الأمر على تكوين الشخصيات والتربية .