نتنياهو يدافع عن جيشه بعد إعدام الفلسطيني الجريح

أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان صدر أمس الأحد، أن إعدام الشاب عبد الفتاح الشريف، حينما كان جريحا في مدينة الخليل يوم الخميس الماضي، هو جريمة نكراء، مألوفة لحكومة الاحتلال بزعامة بنيامين نتنياهو. في حين استمر الجدل في الحلبة السياسية الإسرائيلية، حول هذه الجريمة الإرهابية، وقد أبدى نتنياهو أمس، تراجعا عن موقفه الذي أصدره بعد انتشار نبأ الجريمة وشريط التصوير، ووصف جيشه بأنه "أخلاقي".
وكانت منظمة "بيتسيلم" قد نشرت بعد ظهر الخميس الماضي شريطا يوثق كيف أن أحد جنود الاحتلال في البلدة القديمة في الخليل، أطلق النار على الشهيد الشريف، الذي أصيب بداية بجروح جراء إطلاق النار عليه وعلى زميله الشهيد رمزي القصراوي، بزعم أنهما حاولا طعن أحد جنود الاحتلال.
وكان الشريف ما زال حيّا، ورفضت سيارات اسعاف جيش الاحتلال والجنود تقديم الإسعاف له، كما منعوا أيا من الفلسطينيين من الاقتراب لعلاجه. وفي لحظة وثقتها الكاميرا، فقد استل أحد جنود الاحتلال بندقيته، واطلق النار عن بعد بضعة أمتار قليلة، على رأس الشهيد الشريف، ليرتقي شهيدا.
وقالت الخارجية الفلسطينية، إن هذه الجريمة هي حالة مألوفة، "منذ قرار حكومة نتنياهو الذي سمح لجنود الاحتلال إطلاق النار على الفلسطينيين لمجرد الاشتباه بهم، وتوفيرها لجميع أشكال الحماية للقتلة من الجنود والمستوطنين، سواء أكانت قضائية أو مالية أو معنوية، وهو ما يعكس مدى تغلغل أيديولوجيا التطرف العنيف داخل المجتمع الإسرائيلي، وفي أوساط المؤسسات الرسمية السياسية والقضائية والعسكرية، وهي أيديولوجية باتت تحرك منظومة تحريض متكاملة داخل إسرائيل تبيح قتل الفلسطينيين، وتتغذى من فتاوى الحاخامات المتطرفين، وعلى رأسهم الحاخام الأكبر يتسحاق يوسيف".
وأدانت الوزارة تصريحات نتنياهو، "الذي قاد جوقة من اليمين المتطرف للدفاع عن الجلاد والقاتل، وعمليات البطش اليومية التي تمارسها قواته ضد الفلسطينيين، حيث رفض الانتقادات الموجهة لجيش الاحتلال.
واستمر أمس الجدل في الحلبة الاسرائيلية حول هذه الجريمة، إذ أبدى نتنياهو تراجعا في موقفه الذي صدر يوم الخميس الماضي، ليتوافق كليا مع الهجوم المضاد الذي شنه وزراء ونواب اليمين، ضد كل من طالب بمحاكمة جندي الاحتلال. وقال في جلسة حكومته الأسبوعية أمس، إنه يرفض كل تشكيك بما وصفها "أخلاقيات الجيش الإسرائيلي". "إنني متأكد بأن في أي حال من الأحوال، وفي هذه الحالة أيضا، الفحص الذي يتم القيام به حول ملابسات الحادث يأخذ بعين الاعتبار كل الظروف ذات الصلة. يجب علينا جميعا أن ندعم رئيس هيئة الأركان العامة وجيش الدفاع وجنودنا الذين يحافظون على أمننا".
وهاجم وزير التعليم نفتالي بينيت منتقدي الجندي الارهابي، وانتقد عدم تقديم الدعم الكافي لجيش الاحتلال، وقال، هل سمع أحد من الجندي؟ كل قيادة الدولة سارعت للانقضاض على الجندي الذي أطلق النار. هل كنتم هناك؟ فهل فهمتم تفكيره؟ اعتباراته؟ قد يكون خاف من أن يكون مفخخا؟ هل سألتم الجندي قبل أن تحكموا عليه؟".
وقال النائب أفيغدور ليبرمان، إن نتنياهو وغيره باتوا وكلاء لمنظمة بيتسيلم، فيحتمل أن يكون الجندي الذي أطلق النار على الشريف في الخليل "عمل على نحو صائب ويحتمل أن يكون أخطأ في تفكيره. هذا ستفحصه الجهات المناسبة في الجيش الاسرائيلي. ولكن المؤكد هو أن الانقضاض على الجندي مصاب بالازدواجية الاخلاقية وليس مبررا وخير جندي أخطأ وبقي على قيد الحياة من جندي تردد ومنفذ قتله".
وفي المقابل قالت رئيسة حزب "ميرتس" زهافا غلؤون: "لا يصدق أن يكون الجيش يلجم الحكومة وليس العكس. محاولة فظة من اليمين لتحطيم الجيش لمنفعتهم". وقالت النائبة شيلي يحيموفتش من "المعسكر الصهيوني": "لا يمكن ان يقاس أي ضرر بالدمار الداخلي، القيمي والاخلاقي الذي في هذا الفعل. بعد قليل سيحيون عندنا يوم الذكرى لشهداء الجيش الاسرائيلي، وسنقبض أنفاسنا ونتألم معا لسقوط من ضحوا بأرواحهم دفاعا عن الدولة. الكثيرون منهم في ظل اظهار بطولة فائقة. في فعلة أمس لا توجد ذرة جسارة وبطولة".