الاحتلال يعد مخططا لتهجير عائلات المقاتلين وفصل أحياء مقدسية

قالت مصادر إسرائيلية أمس الخميس، إن طاقما خاصا في حكومتها شرع في إعداد أنظمة "تجيز" تهجير عائلات المقاتلين الفلسطينيين من بيوتها وبلداتها الى مناطق أبعد في داخل الضفة. في حين شرع الوزير السابق العنصري حاييم رامون مع ضباط احتياط في جيش الاحتلال، بفحص ميداني لمخططهم لعزل أحياء مقدسية تأوي 200 ألف فلسطيني كليا عن مركز مدينتهم، وسحب الهويات المقدسية منهم لضمان غالبية مصطنعة للمستوطنين في المدينة.
وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إنه على ضوء معارضة المختصين القضائيين في الجهاز الحكومي الرسمي، لمشروع قانون "يجيز" ابعاد عائلات المقاتلين الفلسطينيين من الضفة الفلسطينية المحتلة الى قطاع غزة المحتل، نظرا لتعارضه مع القانون الدولي، فإن طاقما خاصا في حكومة الاحتلال شرع في فحص وضع أنظمة تجيز تهجير عائلات مقاتلين فلسطينيين "تشجع أبناءها وتمجدهم" من بلداتهم التي يعيشون فيها الى مناطق أبعد في داخل الضفة، مع فرض قيود على العائلات لمنعها من مغادرة منطقة ضيقة يتم تحديدها لكل عائلة.
من جهة أخرى، قالت وسائل إعلام إسرائيلية أمس، أن الوزير الإسرائيلي الاسبق العنصري حاييم رامون، أجرى مع عدد من ضباط احتلال في جيش الاحتلال هذا الاسبوع، جولة في عدد من الأحياء المقدسية الفلسطينية الكبرى، لفحص امكانيات تطبيق المخطط الذي يدعو له، من خلال الحركة الجديدة التي اقامها، وأسماها "الحركة لإنقاذ القدس اليهودية"، وتقضي بعزل أحياء مقدسية تأوي 200 ألف فلسطيني، كليا عن مركز مدينتهم، ومن ثم تسحب منهم بطاقة هوية الاحتلال التي فرضها على أهالي القدس، بهدف اختلاق أغلبية كبيرة للمستوطنين خاصة في القدس المحتلة منذ العام 1967.
ويذكر أن حاييم رامون كان من أبرز الوزراء الذين دفعوا في اتجاه بناء جدار الاحتلال في الضفة المحتلة، وخاصة الجدار في داخل في القدس المحتلة. وقد أعلن في مطلع الشهر الماضي شباط (فبراير) عن تشكيل الحركة الجديدة، سوية مع عدد من النواب والوزراء السابقين، وفي صلب برنامجها المركزي فصل 28 حيا من أحياء القدس المحتلة عن مركز مدينتهم. وهو جزء من الخطة الجديدة التي اعلن عنها زعيم حزب "العمل" يتسحاق هيرتسوغ.
وجاء في بيان التأسيس: إن "الحركة لانقاذ القدس اليهودية تشكلت بهدف العمل من أجل القدس اليهودية من خلال قطع 28 قرية فلسطينية ضمت الى المدينة بعد حرب الايام الستة (عدوان حزيران)، القرى التي لم تكن في أي يوم من الايام ضمن القدس مثل مخيم شعفاط للاجئين، جبل المكبر، سور باهر وغيرها". ويضيف المؤسسون، أن هذه الخطوة ستعزز "يهودية القدس"، بعد فصل 200 ألف فلسطيني عن مدينتهم، وستعيد للمدينة ما اسموه "الأمن"، وأن الخزينة الاسرائيلية ستتحرر من "عبء موازنة" يتراوح ما بين 500 مليون الى 750 مليون دولار، هي ضمانات اجتماعية وصحية عمن سيتم فصلهم عن المدينة.
ويشار الى أن رئيس حزب "العمل"، المنخرط في قائمة "المعسكر الصهيوني" في الكنيست، يتسحاق هيرتسوغ، كان قد أعلن في منتصف شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، عن خطة انفصال أحادي الجانب عن الضفة، من خلال جدار الاحتلال، بما في ذلك فصل هذه الأحياء الفلسطينية عن مركز القدس المحتلة.
وعلى صعيد الهبّة الفلسطينية الجارية، فقد نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أمس الخميس، عن رئيس جهاز المخابرات العسكرية في جيش الاحتلال هيرتسي هليفي، قلقه من مدى تماسك "الجمهور الإسرائيلي"، على المدى الأبعد في حال استمرت الأوضاع القائمة. وحسب الصحيفة فإن هذا عبّر عنه هليفي في لقاء بيتي، لم تذكر تفاصيله. وقال هليفي، "لن اتحدث عن الاستخبارات، ولكن يمكنني أن اقول ما الذي ينبغي ان يقلقنا أكثر من أي شيء آخر في دولة اسرائيل. يمكن ان نكون قلقين من أن هناك بضع عمليات اليوم، بعضها قاسية. هذا بصراحة جد مقلق. ولكننا اجتزنا هنا فترات جد قاسية ويبدو أن هذا لن ينتهي ايضا وعلى ما يبدو سنعرف نحن كيف نتصدى له بشكل جيد لاحقا ايضا، كما ستكون احداث غير لطيفة ايضا. ولكني اكثر قلقا بكثير من مسألة كم نحن حقا مجتمع واحد. ما هو مدى التراص في المجتمع الإسرائيلي اليوم. وهل سيكون هكذا بعد عشر سنوات".