آخر الأخبار
  الامن العام يحذر مجدداً من هذه المدافئ   السلامي: لا يمكن مؤاخذة أبو ليلى أو غيره على الأخطاء   حسان للنشامى: رائعون ومبدعون صنعتم أجمل نهائي عربي   البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب   علي علوان يحصد لقب هداف كأس العرب 2025   الملك للنشامى: رفعتوا راسنا   الملكة: فخورون بالنشامى، أداء مميز طوال البطولة!   منتخب النشامى وصيفاً لكأس العرب 2025 بعد مواجهة مثيرة مع المغرب   الشوط الثاني: النشامى والمغرب ( 3-2 ) للمغرب .. تحديث مستمر   تحذير صادر عن "إدارة السير" للأردنيين بشأن المواكب   تحذير صادر عن مدير مركز الحسين للسرطان للأردنيين   رئيس وزراء قطر: اجتماع وشيك للوسطاء بشأن اتفاق غزة   أبو الغيط: الأردن في قلب الاحداث ودبلوماسيته نشطة للغاية   النائب الهميسات يوجه سؤالاً للحكومة بخصوص مديرة المواصفات والمقاييس   الحكومة الاردنية ستنظر برفع الرواتب بموازنة عام 2027   الملك يهنئ أمير دولة الكويت بذكرى توليه مقاليد الحكم   عثمان القريني يكشف عن موعد مباراة الاردن والمغرب وحقيقة تغير موعدها   تفاصل حالة الطقس في المملكة حتى السبت   العيسوي يلتقي وفدا من أبناء عشائر حلحول- الخليل بالأردن   وزير البيئة: بدء إعداد البرنامج التنفيذي للحد من الإلقاء العشوائي للنفايات

مأزق تركيا العميق: السوريون الأكراد يهيمنون على حدود سورية الشمالية

{clean_title}
باتت تركيا في مأزق عميق مع هيمنة السوريين الاكراد حلفاء دمشق وروسيا والولايات المتحدة على حدود سورية الشمالية، التي شكلت نافذة لانقرة استخدمتها منذ سنوات في ضخ التسليح والمسلحين الى الداخل السوري، لتزيد من تأجيج الصراع.
أمس الثلاثاء، كانت قوات سورياة الديمقراطية، التي تضم مقاتلين سوريين اكرادا وعربا، تخوض مفاوضات تتيح لها الدخول من دون قتال الى مدينة مارع، ثاني اهم معقل للمجموعات المسلحة في محافظة حلب، وفق مصادر متطابقة.
وتقع مارع في ريف حلب الشمالي، ولها رمزية خاصة بالنسبة للمجموعات المسلحة، اذ خولتها في العام 2012 السيطرة على نصف مدينة حلب. وتعد حاليا ثاني اهم معاقلها في المحافظة اثر سيطرة قوات سورية الديموقراطية، التي انتزعت اول من امس تل رفعت الى الغرب من مارع.
وقالت المصادر ان "وسطاء واعيانا يطلبون من المجموعات المسلحة ان يسمحوا بدخول قوات سورية الديموقراطية الى مارع من دون قتال".
وتعتبر مارع حاليا شبه محاصرة من قبل قوات سورية الديموقراطية غربا وتنظيم داعش شرقا.
وسيطرت قوات سورية الديموقراطية، بحسب المصادر، على بلدة شيخ عيسى التي تبعد خمسة كيلومترات عن مارع، فيما يتواجد تنظيم داعش على بعد كيلومترين فقط من الشرق منها.
ولم يبق امام المجموعات المسلحة في مارع سوى طريق واحد من الجهة الشمالية الشرقية يصل الى مدينة اعزاز الاقرب الى الحدود التركية.
وتعد اعزاز اهم معاقل المجموعات المسلحة المدعومة من انقرة والرياض في المنطقة.
وقال مأمون الخطيب، مدير وكالة شهبا برس في حلب، والموجود في مارع لفرانس برس ان "مارع قريبة من الحصار التام"، مشيرا الى ان المنفذ الوحيد المتبقي "غير آمن ويقع تحت نيران الاكراد وداعش".
واضاف الخطيب "تقف مارع منذ ما يقارب العامين في مواجهة داعش".
وتأتي تلك التطورات غداة سيطرة قوات سورية الديموقراطية على مدينة تل رفعت، التي تعد خسارتها نكسة جديدة للمجموعات المسلحة بعدما منيت بهزائم متتالية منذ شن الجيش السوري مدعوما بغطاء جوي روسي بداية الشهر الحالي هجوما واسع النطاق على المناطق الواقعة تحت سيطرتها في ريف حلب الشمالي.
وسيطر الجيش السوري من جهته امس على بلدتي احرص ومسقان جنوب تل رفعت، بحسب المصادر.
وتخشى تركيا بدورها تقدم الاكراد وانشاء منطقة ادارة ذاتية على طول حدودها. وتحركت قبل اربعة ايام عسكريا ضدهم، وبدأت مدفعيتها باستهداف مواقعهم في ريف حلب الشمالي.
وتعتبر انقرة حزب الاتحاد الديموقراطي، الحزب الكردي الاهم في سورية، وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب الكردية فرعا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه "ارهابيا" ويشن تمردا منذ عقود ضد الدولة التركية كثفه في الاشهر الاخيرة.
وقصفت المدفعية التركية فجر الثلاثاء مدينة تل رفعت ومحيطها بعد ساعات على سيطرة قوات سورية الديموقراطية عليها، بحسب المصادر.
ويزداد الوضع في محافظة حلب تعقيدا وهي المقسمة بين الجيش والمجموعات المسلحة الى جانب الاكراد وتنظيم داعش.
ويسيطر الجيش السوري على محيط مدينة حلب من الجهات الجنوبية والشمالية والشرقية، فيما تتركز المجموعات المسلحة في الريف الغربي كما في مناطق في الريف الشمالي.
اما تنظيم داعش فيسيطر على مناطق في الريف الشرقي اهمها مدينة الباب، احد معاقله الاستراتيجية، كما في الريف الشمالي الشرقي للمحافظة.
وتتقدم قوات سورية الديمقراطية من مناطق تواجدها في الريف الشمالي الغربي باتجاه الشرق.
وفي جبهة اخرى ايضا في المحافظة ذاتها، استعاد الجيش السوري محطة حلب الحرارية شرق مدينة حلب من ايدي تنظيم داعش والذي كان استولى عليها في العام 2014.
ويحقق السوريون الاكراد تقدما ميدانيا بارزا في شمال البلاد قد يتيح لهم انشاء منطقة حكم ذاتي طالما حلموا بها، مستغلين فرصة التحالف مع واشنطن والارجح مع موسكو ايضا، بحسب ما ظهر مؤخرا في محافظة حلب.
واستفاد المقاتلون السوريون الاكراد من هزيمة المجموعات المسلحة في شمال سورية امام هجوم واسع للجيش السوري منذ بداية الشهر الحالي ليسيطروا على مناطق تبعد حوالى عشرين كيلومترا عن الحدود التركية، الامر الذي اثار استياء انقرة ودفعها للتحرك ضدهم تخوفا من منطقة حكم ذاتي كردي تقام على حدودها.
وتصاعد نفوذ هؤلاء المقاتلين مع اتساع رقعة الصراع في العام 2012 مقابل تقلص سلطة دمشق في المناطق ذات الغالبية الكردية. وبعد انسحاب الجيش السوري تدريجيا من هذه المناطق محتفظة بمقرات حكومية وادارية وبعض القوات، اعلن السوريون الاكراد اقامة ادارة ذاتية موقتة في ثلاث مناطق هي الجزيرة (الحسكة)، وعفرين (ريف حلب)، وكوباني (عين العرب). وسمّيت هذه المناطق "روج آفا"، أي غرب كردستان بالكردية.
وبحسب الخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش، يسيطر السوريون الاكراد، الذين اثبتوا انهم الاكثر فعالية في محاربة تنظيم داعش، حاليا على 14 في المئة من الاراضي السورية (26 الف كيلومتر مربع) مقابل تسعة في المئة في 2012.
ويقول مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان السوريين الاكراد يسيطرون على ثلاثة ارباع الحدود السورية التركية والبالغة 800 كلم.
ويريد السوريون الاكراد تحقيق حلم طال انتظاره بربط مقاطعاتهم الثلاث من اجل انشاء حكم ذاتي عليها على غرار كردستان العراق.
ويقول الخبير الكردي في الشأن السوري موتلو جيفير اوغلو لوكالة فرانس برس ان "الهدف الرئيسي للسوريين الاكراد يتمثل بضم المقاطعات الثلاث ، فهم يرغبون بانشاء ادارة لامركزية في سورية عبر تطبيق نظام المقاطعات كنموذج للبلاد".
ويوضح بالانش من جهته "ان الاكراد يريدون ربط كوباني وعفرين (الواقعتين في حلب) كي تتمتع روج افا بامتداد جغرافي".
وتمكنت وحدات حماية الشعب الكردية خلال معركة حلب التي بدأت بهجوم للجيش السوري في الاول من شباط ( فبراير )، من كسر الحصار الذي تفرضه المجموعات المسلحة وبينها جبهة النصرة المتطرفة على منطقة عفرين منذ اكثر من عام، مستفيدة بشكل اساسي من الضربات الجوية الروسية.
ويهدف السوريون الاكراد الى ربط مقاطعتي كوباني وعفرين بغض النظر عن الطرف الذي يقاتلونه. وفي سبيل ذلك تتجهز وحدات حماية الشعب الكردية لمعركة قريبة ضد تنظيم داعش في ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي.
ويشرح جيفير اوغلو "يتبع السوريون الاكراد منذ البداية ما يسمونه "المسار الوسطي" فهم ليسوا مع النظام او حتى المجموعات المسلحة ، لان اي منهما لا يعترف بحقوق الاكراد. فلا هذا ولا ذاك راض عنهم".
وفي اسطنبول، جددت السلطات التركية امس الثلاثاء دعواتها لتدخل عسكري بري في سورية، الحل الوحيد في نظرها لوضع حد للنزاع الدموي المستمر في هذا البلد منذ خمس سنوات.
وقال مسؤول تركي كبير رافضا الكشف عن اسمه للصحافيين "نريد عملية برية مع حلفائنا الدوليين. بدون عملية على الارض، من المستحيل وقف المعارك في سوريا".
والسبت اعلن وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو ان تركيا والسعودية يمكن ان تطلقا عملية برية ضد تنظيم داعش في سورية مؤكدا ارسال السعودية طائرات حربية الى قاعدة انجرليك التركية (جنوب).
وتركيا والسعودية تشاركان في تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة ويشن ضربات جوية ضد المتطرفين في سوريا والعراق.
وحتى الان استبعدت واشنطن تماما اي سيناريو للتدخل على الارض في سورية.
واكد المسؤول التركي الثلاثاء انه من غير الوارد بالنسبة لتركيا ان تنفذ وحدها تدخلا على الارض.
وقال "لن يكون هناك عملية عسكرية احادية تركية في سورية" مضيفا "لن نقوم باي شيء يكون ضد ارادة التحالف".
وتابع "لكن بالتاكيد من الصعب التكهن ما قد يحصل خلال 10 ايام. في حال تغيرت الشروط يمكن درس خيارات اخرى لكن ليس لدينا مثل هذه النوايا حاليا".
وردا على سؤال حول الاهداف التي قد تطالها عملية برية اجاب المسؤول التركي "كل المجموعات الارهابية في سورية".
واضاف ان هذه المجموعات تشمل تنظيم داعش ونظام دمشق واكراد سورية الذين تقصف المدفعية التركية مواقعهم يوميا منذ الاثنين.
وفي دمشق، اعلن موفد الامم المتحدة الخاص الى سورية ستافان دي ميستورا الثلاثاء ان المنظمة الدولية سترسل اليوم الاربعاء مساعدات انسانية الى مناطق محاصرة في البلاد.
وقال دي ميستورا لصحافيين اثر لقاء ثان جمعه في دمشق بوزير الخارجية وليد المعلم بعد الظهر، "ناقشنا مسألة ذات أولوية بالنسبة الينا في هذه اللحظة، وهي قضية وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة من جانب أي من الأطراف".
وتابع "كما تعلمون جيدا يتم الوصول إلى هذه المناطق من خلال القوافل التي ينظمها فريق الأمم المتحدة بشكل منتظم، بالتعاون مع منسق الشؤون الإنسانية" في سورية، مضيفا "من واجب الحكومة السورية أن توصل المساعدات الإنسانية الى كل السوريين، أينما كانوا، والسماح للأمم المتحدة بتقديم المساعدات الإنسانية، وخصوصا الآن بعد مرور وقت طويل" على عدم تلقي هذه المناطق المساعدات التي تحتاجها.
وقال "غدا (اليوم الاربعاء) سوف نختبر ذلك، وسوف نكون قادرين على التحدث أكثر حول هذا الموضوع".
وقال مصدر في الهلال الاحمر السوري لوكالة فرانس برس ان المناطق التي سترسل اليها المساعدات غدا هي الفوعة وكفريا، المحاصرتان من فصائل ارهابية، في محافظة ادلب (شمال غرب)، ومضايا والزبداني المحاصرتان من الجيش السوري في ريف دمشق.
واشار الى امكانية ارسال مساعدات ايضا الى معضمية الشام المحاصرة من الجيش السوري في الغوطة الغربية قرب
دمشق