وكاله جراءة نيوز - عمان - أوضح الشيخ محمد بن غانم القحطاني عضو الهيئة التأسيسية لـ"حزب الأمة الإسلامي"، والذي كان أول حزب يؤسّس ويقدم طلب ترخيص بالسعودية، أن تعليقاته الأخيرة حول مستقبل المملكة ودعوته إلى نقل السلطة من عائلة آل سعود الحاكمة إلى الشعب يهدف إلى تجنيب البلاد سيناريوهات لا يمكن توقعها في حال نشوب صراع بين أجنحة الأسرة أو اندلاع اضطرابات داخلية. وأشار القحطاني إلى تعليقاته الأخيرة على صفحته على موقع "تويتر"، والتي دعا فيها أسرة آل سعود للتنازل عن الحكم مقابل توفير مخرج آمنٍ، وقال إنه كان يقدم وجهة نظره التحليلية حول مستقبل الوضع في المملكة على ضوء ما يجري في المنطقة.
واعتبر القحطاني أن السعودية باتت في مرحلة تحتاج معها إلى الإصلاح السياسي نظراً لتقدم سن كبار أفراد الأسرة المالكة وإصابة معظمهم بالمرض وفقدانهم القدرة على العمل. وأضاف: قد تحدث صراعات وقد لا تحدث، إنما أنا كنت أقدم النصيحة لأنه من الأفضل حصول تغيير لملكية دستورية لأن الوضع الداخلي لم يعد مستقراً كما كان منذ زمن، وهناك مظاهرات في العديد من الأماكن، وقد تتحول الأمور بشكل مفاجئ ولا يتوقعه أحد عند أول تحرك على الأرض. ورأى القحطاني، الذي تعرّض للسجن والمنع من السفر بعد تقديم خطاب للديوان الملكي يشتمل على إعلان تأسيس الحزب في شباط 2011 أن العديد من السعوديين يشاركونه التأكيد على أهمية التغيير السياسي في المملكة ومشاركة الشعب بإدارة البلاد، خاصة بسبب الفساد وانتشار التعامل بالرشوة والاعتقالات وأخذ الأراضي وتضارب السلطات والقرارات. وتابع قائلاً: لدينا مشاكل متراكمة والجميع يدعون للإصلاح خشية حصول مفاجآت، الصراع قد ينتقل إلى أجنحة الأسرة الحاكمة، وقد يخرج الشباب إلى الشارع دون مقدمات، وإذا حصل هذا فقد تتغيّر الأمور بشكل جذري. وطلب القحطاني عدم ربط موقفه الشخصي في هذه القضية بموقف حزب الأمة الإسلامي، قائلاً إنه يعبر عن وجهة نظره الخاصة، كما نفى أن يكون حزبه على صلة بتنظيم الإخوان المسلمين كما سبق لتقارير أن أشارت، معتبراً أن فكر الحزب ينبع من السياسة الراشدة في الإسلام والتي تؤمن بالتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة والحرية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان وبناء علاقات دولية متوازنة والتي ظلت مغيبة منذ قيام الحكم الوراثي وإلى الآن والتي تتقارب مع الليبرالية والديمقراطية في آلياتها، بحسب القحطاني.
ولم يخفِ القحطاني قلقه من حصول تداعيات خطيرة في حال وصول الأمور إلى أفق مسدود وانتقالها إلى الشارع، وقال رداً على سؤال حول إمكانية تفكك البلاد: السعودية قارة، وفي حالة عدم وجود حل فلا يمكن ضبط الأمور، ونحن منذ الآن نقول للأسرة الحاكمة تفضلوا لحل المشكلات القائمة، ولكن إذا لم يحصل هذا الأمر فلا يمكن توقع السيناريو المقبل. وأضاف: لا أحد يمكنه الجزم بما يمكن أن يحصل، كما أن أحداً لم يكن يتوقع ما جرى في مصر واليمن وتونس وليبيا، والمؤشرات واضحة على الأرض حتى بتحرك الطالبات في جامعة الملك خالد، ومن ثم انضمام الطلاب إليهم، مؤشر واضح، فالمفاجأة قد تأتي دون أن يتوقعها أحد.