ترامب يتصدر ترشيحات الجمهوريين لسباق الرئاسة الاميركية

أظهرت آخر استطلاعات الرأي بين ناخبي الحزب الجمهوري اتساع الفارق في المقدمة لمصلحة رجل الأعمال دونالد ترامب، الذي بات يتصدر بـ33 في المائة، يليه السناتور عن ولاية تكساس تد كروز بـ20 نقطة، وفروبيو بـ13، ثم محافظ فلوريدا السابق ونجل وشقيق الرئيسين السابقين بوش الأب والابن جب بوش بواقع 5 نقاط مئوية، يتقاسمها مع محافظ نيوجيرزي كريس كريستي.
وتشير هذه النتائج إلى أن انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة بات يتحول الى كابوس حقيقي لا لمسلمي العالم وأميركا فحسب، بل للحزب الجمهوري نفسه.
وعمل الحزب الجمهوري منذ أشهر لقطع الطريق على ترامب ودفع السناتور الشاب ماركو روبيو بديلا عنه لتفادي انتخاب رئيس كانت غالبية الاميركيين تعتبره، حتى الأمس القريب، أضحوكة ومصدر تندر.
وظهر ترامب الجمعة في مناظرة لمرشحي الرئاسة الجمهوريين استضافتها "قناة فوكس للأعمال" بأداء قوي جدا يجعله في الطريق لمنافسة مرشح الديمقراطيين في الانتخابات المقررة، المقرر إجراؤها في يوم الثلاثاء 8 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016.
ويقيم المرشحون للرئاسة الجمهوريون العشرة والديمقراطيون الثلاثة في ولاية آيوا قبل 16 يوما من بداية الانتخابات التمهيدية التي تجري في هذه الولاية، حيث يعملون وماكيناتهم الانتخابية على حشد المؤيدين وجمع الاصوات.
وكان ترامب قد جدّد هجومه ضد المسلمين في الندوة الرئاسية، وقال ان الحل الذي اقترحه، والذي يقضي بإقفال الحدود الاميركية امام دخولهم البلاد هو حل "مؤقت وليس دائما"، مضيفا ان لديه عددا كبيرا من "الأصدقاء المسلمين"، وان هؤلاء اتصلوا به ليعربوا له عن شكرهم وتأييدهم له ولمشروعه إبقاء المسلمين خارج الولايات
المتحدة.
وفي وقت بدأ المرشحون الجمهوريون المشاركون في الجلسة يزايدون على بعضهم البعض في العداء للمسلمين، برز بوش وحده بكلام اعتبره المراقبون "رئاسيا"، وعمل على التمييز بين الإرهاب والدين الإسلامي، وقال "على سبيل المثال، هناك ملايين المسلمين من الهنود والاندونيسيين"، متسائلا "ماذا نفعل بهؤلاء؟ نقفل حدودنا في وجههم كذلك؟" الا انه رغم الافكار السديدة التي تفوق بها بوش على مناظريه، بقي تأييده الشعبي منخفضا، فيما لمع كل من ترامب واليميني المتطرف
الآخر كروز.
ويقول محللون إن هذا التأييد يعكس جنوحا نحو أقصى اليمين لدى غالبية مؤيدي الحزب الجمهوري، على غرار الجنوح اليميني في الدول الغربية الاخرى، كما بدا جليا في تصدر متطرفي اليمين في فرنسا في الجولة الاولى من الانتخابات المحلية.
وبسبب تقدم المتطرفين، يتراجع اليمين المعتدل.
وقال العاملون في حملة بوش ان مموليه يستمرون في إنفاق المال على الحملة فقط بسبب وفائهم لعائلة بوش، وانهم يستعدون "للقفز من السفينة ومنح اموالهم لروبيو" بعد انتخابات نيوهامبشير في حال لم يسجل بوش نجاحات تذكر.
ويعتقد المراقبون ان من شأن انسحاب بوش وربما كريستي، بعد جولتي الانتخاب الاوليين في آيوا ونيوهامبشير ان يعزز من قوة يمين الوسط، اي روبيو في وجه اليمين المتطرف، اي ترامب وكروز.
لكن انسحاب كروز ان حصل على الرغم من انه مستبعد، من شأنه ان يضع متطرفي اليمين في موقع شعبي متقدم جدا على المعتدلين اليمينيين في الحزب الجمهوري.
ويقول مراقبون إن صعود التطرف اليميني ادى الى ردة فعل لدى "التطرف اليساري"، وهو ما بدأ ينعكس في التقدم الهائل الذي يشهده المرشح الديموقراطي للرئاسة بيرني ساندرز على حساب وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، مرشحة الوسط اليساري، والتي كانت غالبية المراقبين تعتقد انها الاوفر حظا لنيل ترشيح حزبها.
واظهرت آخر استطلاعات الرأي ان الفارق بين كلينتون وساندرز في آيوا صار معدوما، بعدما كان وصل عشرين نقطة لمصلحة كلينتون قبل اسابيع.
وعلى عكس متطرفي اليمين وترامب، لا يكن متطرفو اليسار الاميركي وساندرز اي عداء لمسلمي أميركا والعالم. الا ان ساندرز واقصى اليسار يتبنون سياسة خارجية شبيهة بسياسة الرئيس الحالي باراك أوباما، وهي سياسية تؤيد عزل الولايات المتحدة عن شؤون العالم والاهتمام بشؤونها الداخلية فحسب، والتحالف مع اي قوى اقليمية في الشرق الاوسط يمكنها ان تقوم بدور حفظ الأمن، وهو ما يعتبره كثيرون مؤشراً لتمسك ساندرز، في حال انتخابه رئيسا، بالقوى الثلاث التي تتناطح للسيطرة على الشرق الاوسط حاليا والمتمثلة باسرائيل وايران وروسيا.
ومع جنوح الاميركيين نحو التطرف يمينا ويسارا، يعاني مسلمو أميركا والعالم من عداء مباشر ضدهم، في حالة وصول اليمين الى البيت الابيض، ومن استمرار الوضع كما هو عليه في حال وصول اليسار، مع ما يعنيه خاصة من استمرار الهجمة الإيرانية على
المنطقة.