وكاله جراءة نيوز - عمان - في تطور أمني لافت بعد ايام على ذكرى حل حزب القوات اللبنانية، كُشف النقاب عن محاولة اغتيال رئيس حزب القوات سمير جعجع عندما كان يتمشى في حديقة منزله في معراب وذلك من مسافة بعيدة بواسطة بندقية قناصة من عيار 12.7 ملم.
وقد عقد جعجع مؤتمراً صحافياً روى فيه الحادثة بقوله إنه "كان يقوم بجولة في الخارج وإذ به يسمع إطلاق نار فحنى رأسه وتحرّك باتجاه نقطة آمنة. وإذ به عند ولوجه هذه النقطة ينظر إلى الحائط الذي كان يقف أمامه فيرى ثقبين في الحائط".
وأضاف: "من الجيّد أن الشباب المحيطين بي كانوا على بعد"، لافتاً إلى أنه في الحال قام بالإتصال بالقوى الأمنيّة فأتت واستخرجت الرصاصات من الحائط وتبيّن أنها من عيار يتراوح بين 12.7 ملم و14.5 ملم". وقال "العمليّة نفذت عن بعد، وقامت بها مجموعة محترفة بامتياز، وذلك للمعدات التي استعملت والمسافة التي نفذت منها العمليّة التي يمكن أن تصل إلى 4 كلم"، مؤكداً أنه "لم يتم خرق أمن معراب".
وأضاف: "أغلب الظن أنهم قاموا بوضع كاميرا على بعد 4 كلم لرصد المكان على مدار الساعة موصولة بمكتب عمليّات يسجّل كل التحرّكات على مدّة أشهر ويحاول أن يركّب جدولاً زمنياً للتحركات اليوميّة التي تحصل. وعند إدراكهم لتحرك ما يتم ترداده بشكل يومي قاموا بإبلاغ فريق تنفيذي عمد إلى الخروج والتمركز عن بعد وتنفيذ العمليّة".
وشدد على أنه " لم يتم خرق أمن معراب إلا أن ما جرى هو محاولة استهداف عن بعد باجهزة متطوّرة جداً "لا اخفيكم أنها تفوق قدراتنا"، لافتاً إلى أنه "وخلال المؤتمر الصحافي هناك طوّافة تابعة للجيش اللبناني تجوب الأحراج بحثاً عن الفاعلين إلا أن كثافة هذه الأحراج تصعّب المهمّة". وأضاف: "إن "النبلة" التي خلفتها العمليّة لا يمكن إخفاؤها، وهذا الدليل لا يمكن لأي مرتكب إخفاؤه ها هي هذه "النبلات" أمامي الآن إلا أن من قاموا بالعمليّة لم يكونوا يريدوها كذلك وإنما أرادوها فيّ"، مؤكداً أن "هذه العمليّة أخذت أشهراً من الرصد والكل يعلم مدى حذر وحيطة أمن معراب إلا أنهم استعملوا أدوات متطوّرة وبعيدة المدى".
ولفت الى "أن لبنان عاد إلى زمن الإغتيال السياسي من جديد"، مستفيداً من الفرصة "ليوجّه تحذيره إلى كل القيادات الوطنيّة لوجوب أخذ الحيطة والحذر لأن المثال أمامهم على عودة هذا الزمن".
وقال "لن أسمي هذه القيادات إلا أنها أصبحت معلومة فهناك فريق في لبنان لم ولن يستهدف".
وتابع "أحمد الله لأنه هو الحامي الوحيد على سلامة الشباب المحيطين بي وسلامتي. هذا الأسلوب معتمد منذ 40 عاماً ومنذ الـ2005 ونحن نتكلّم في السياسة أما هم فيردون علينا بالإغتيالات. وهنا أسأل: لماذا اغتالوا رفيق الحريري؟ والجواب الواضح هو: لأنه جل ما قام به هو أنه بدأ يأخذ حجماً أكبر من المسموح له به. وكان يتبيّن وقتها أن الشعب اللبناني يلتف من حوله ومن الممكن أن يأتي إلى مجلس النواب بعد انتخابات الـ2005 بقوة كبيرة". وسأل جعجع: "هل من أحد يستطيع أن يفسّر لي ماذا جرى اليوم؟ غير أنه استكمال لمسلسل الإجرام والإغتيالات الذي اعتقدنا أنه توقف بعد اتفاق الدوحة إلا أنه عاد اليوم من جديد"، وقال: "نحمد الله على أنهم خرجوا من هذه المحاولة "سلتهن فاضية" وأتمنى أن يخرجوا كذلك بكل محاولة سيقومون بها لاحقاً"، مؤكداً أنهم "يفكرون ويعملون على إزاحة الشخصيات الوطنيّة". وأضاف: "ماذا فعلنا منذ 7 سنوات حتى اليوم غير السياسة؟ هل قمنا برشقهم بوردة؟ على الأكيد هناك فريق داخلي متورط في العمليّة وأترك للتحقيق كشف الأمر"، مشيراً إلى أن "النقطة الفصل في اتخاذ أي قرار إغتيال لأي شخصيّة وطنيّة هو كِبر حجمها السياسي أكثر من المسموح به في قاموسهم، وهذا ما حصل مع الشهيد رفيق الحريري".
وختم جعجع مؤتمره: "جل ما أتمناه هو عدم القيام باستهداف أي شخصيّة لأنه جل ما يكسبونه بذلك هو شهر أم شهرين. هذه المهلة برأي لا تستحق ارتكاب جريمة قتل، لأنني أؤكد لهم أنهم مهما فعلوا واغتالوا لن تتوقف الثورة في سورية كما أن ثورتنا لن تتوقف حتى الوصول إلى بناء الدولة المرجوّة".
وفي وقت لاحق، إتصل رئيس "تيار المستقبل" الرئيس سعد الحريري بالدكتور جعجع مطمئناً، وقال في تصريح له "إن محاولة جعجع هي لشطب رمز سياسي وسنعمل معاً للتحرر من الوصاية ومن ارهاب السلاح".