بحسب ما ورد في صحيفة "دايلي ميل” البريطانية يوم 22 يونيو العام الماضي فإن عبدالرحمن رؤوف، قاضي إعدام صدام حسين، تم اختطافه على أيدي مجموعة من المسلحين الموالين للرئيس العراقي الراحل ونفذوا فيه حكم الإعدام عن عُمر يناهز الـ 69 عامًا.
الحكومة العراقية حينها لم تؤكد الخبر أو تنفيه لكن التقارير الأجنبية تقول إن المسلحين ألقوا القبض على عبدالرحمن رؤوف يوم 16 يونيو 2014 وأعدم بعد يومين من ذلك التاريخ.
وكتب النائب البرلماني خليل عطية على صفحته الرسمية على "فيسبوك” إن القاضي عبدالرحمن الذي ترأس المحكمة الجنائية العليا خلال عملية محاكمة صدام حسين تم اختطافه والقبض عليه.
وأضاف النائب الأردني في تصريح له على صحيفة مصرية أن ما وصفهم بـ «الثوار العراقيين» ألقوا القبض على القاضي وأنتقموا منه بالإعدام، بعدما فشلت محاولته للهروب من مدينة بغداد متخفيًا في ملابس راقصة.
وأكدت كذلك صفحة عزت الدوري، نائب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين سابقًا، أن جنود تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، تمكنوا بالفعل من القبض وإعدام القاضي الذي حكم بالإعدام على صدام حسين.
مَن هو القاضي عبد الرحمن رؤوف؟
ولد عبد الرحمن رؤوف في مدينة حلبجا الكردي عام 1941 ، وتعرضت مدينته الكردية عام 1988 للهجوم بالغاز الكيماوي. وقد ترأس المحكمة التي حاكمت صدام حسين بعدما اعتذر القاضي رزكار محمد أمين عن المحاكمة لتعرضه لضغوط سياسية، وكذلك انتقادات يوم 23 يناير2006.
وعبدالرحمن رؤوف هو أب لثلاثة أطفال، وتخرج من كلية الحقوق جامعة بغداد عام 1963 وعمل محاميًا قبل أن يتم تعيينه قاضي محكمة استئناف كردستان عام 1996.
ونظر وحكم في قضية صدام حسين عن التهم التي أدين فيها بانتهاك الانسانية وقتل 148 شخصًا في مدينة الدوجيل بعد محاولة إغتياله عام 1982، وحكم على صدام بالإعدام شنقًا بعد إدانته بالمسؤولية الكاملة عن ذلك.
واجه القاضي عبدالرحمن رؤوف دعاوي تقول إنه حكم بالإعدام على صدام حسين لأن مدينته تعرضت للهجوم بالغاز عام 1988 بأوامر من صدام حسين، وأن عددًا من أقاربه كانوا ضمن الـ 5 آلاف قتيل في ذلك الهجوم، وأنه خلال الثمانينات تم اعتقاله وعُذّب على يد الأمن العام التابع لصدام حسين.
يذكر أن القاضي عبد الرحمن رؤوف انتقد أسلوب الإعدام على صدام حسين، في ديسمبر 2006 وقال عام 2008 ما كان ينبغي أن يتم الإعدام وتسرّب صوره والفيديو الخاص به خاصة أن صدام حسين كان زعيم عراقي سابق.
إعدام صدام حسين تم في عيد الأضحى حيث كان يحتفل المسلمون به، وفيديو الإعدام أظهر أن مجموعة من الشيعة هم الذين نفذوه. وجدير بالذكر أنه في مارس عام 2007 طالب القاضي عبدالرحمن رؤوف اللجوء إلى بريطانيا بعدما سافر إليها مع عائلتها بفيزا سياحية مؤكدًا أنه خائف على حياته.
ولم يعلق عبدالرحمن رؤوف على الإطلاق على الدعاوى التي أقيمت ضده والتي رفضتها المحكمة الجنائية الجزائية العليا التي أكدت أنه سافر إلى بريطانيا لقضاء إجازة سياحية فقط.