استشهاد 3 فلسطينيين والمواجهات تعم الضفة وغزة

صادقت 177 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، على مشروع قرار يؤيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. وعارضت القرار 7 دول بينها الولايات المتحدة الأميركية وميكرونيزيا وإسرائيل، وامتنعت عن التصويت أربع دول أخرى. وشهدت الضفة الفلسطينية المحتلة مواجهات مع الاحتلال، أسفرت عن استشهاد 3 ووقوع عشرات الإصابات بالرصاص وغيرها بحالات الاختناق الشديد، كما نشبت مواجهات عند شريط الاحتلال في قطاع غزة. وقالت إحصائية جديدة للهلال الأحمر الفلسطيني، إنه منذ مطلع تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أصيب ما يقارب 15 ألف فلسطيني في المواجهات.
ويعيد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، بما في ذلك الحق في أن تكون له دولته المستقلة، فلسطين، ويحث جميع الدول والوكالات المتخصصة ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة على مواصلة دعم الشعب الفلسطيني ومساعدته على نيل حقه في تقرير المصير في أقرب وقت.
ووفقا للقرار، تؤكد الجمعية العامة للأمم المتحدة الضرورة الملحة للقيام، دون تأخير، بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ في العام 1967، وتحقيق تسوية سلمية عادلة ودائمة وشاملة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، استنادا إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومرجعيات مدريد، بما في ذلك مبدأ الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية، وخريطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية، لإيجاد حل دائم للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني على أساس وجود دولتين.
وقد عارضت القرار 7 دول هي: إسرائيل، الولايات المتحدة، كندا، بالاو، ميكرونيزيا، جزر المارشال، ناورو. وامتنعت 4 دول عن التصويت هي: الكاميرون، تونغا، جنوب السودان، هندوراس.
ميدانيا استشهد فلسطيني امس بالرصاص بعدما حاول دهس عناصر في الجيش الإسرائيلي بسيارته في الضفة الغربية المحتلة، وفق الشرطة الاسرائيلية، وهي محاولة الدهس الثانية امس.
وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان إن سيارة اقتربت من قوة لحرس الحدود وجنود كانوا موجودين قرب قرية سلواد شمال غرب رام الله.
وأضافت أن السائق "اتجه بسيارته نحو عناصر القوة الإسرائيليين الذين نجحوا في حماية أنفسهم خلف ساتر إسمنتي".
وفي وقت سابق، حاول فلسطيني أن يدهس بسيارته جنودا وشرطيين وأطلقت قوات الأمن النار عليه وأصابته في ساقه قبل اعتقاله.
وفي غزة أعلن الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أن فلسطينيا استشهد وأصيب عشرات بجروح مساء أمس برصاص الجيش الإسرائيلي في المواجهات بين الشبان الفلسطينيين والجيش قرب المنطقة الحدودية شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة.
وقال الطبيب أشرف القدرة إنه "استشهد المواطن محمود محمد سعيد الآغا البالغ من العمر 20 عاما برصاص قوات الاحتلال في المواجهات شرق خان يونس". وبين ان الشاب أصيب برصاصة قاتلة في الرأس.
وفي بيان مقتضب قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس إن الآغا من نشطائها وقد "ارتقى شهيدا أثناء مشاركته بالمواجهات مع قوات الاحتلال شرق خان يونس".
وأوضح القدرة أن "41 مواطنا اصيبوا برصاص قوات الاحتلال بينهم 31 بالرصاص الحي في المواجهات التي اندلعت اليوم (أمس) بمناطق مختلفة في قطاع غزة".
وأكد ان احد الجرحى في حالة "خطرة".
إلى ذلك أدى آلاف المواطنين من القدس المحتلة، وداخل أراضي الـ48 ونحو 200 مواطن من كبار السن من قطاع غزة، صلاة الجمعة في رحاب المسجد الاقصى المبارك، رغم إجراءات الاحتلال المشددة في القدس المحتلة، وبلدتها القديمة ومحيط بوابات المسجد المبارك. كما أدى آلاف المصلين في المسجد الأقصى صلاة الغائب على أرواح الشهداء الفلسطينيين المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال.
واندلعت مواجهات أمس في عدة مناطق في الضفة المحتلة، فعند مخيم قلنديا اصيب شاب بعيار ناري من الاحتلال قرب الحاجز العسكري، وذكر شهود أن قوات الاحتلال أغلقت الحاجز على كلا الاتجاهين، بتزامن مع منع طواقم الإسعاف الفلسطينية من تقديم العلاج للجريح.
وفي قرية بلعين في منطقة رام الله، قمعت قوات الاحتلال المسيرة الاسبوعية، وأصيب عشرات المتظاهرين بحالات الاختناق الشديد، وأفادت مصادر محلية بأن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين. كما أصيب 3 شبان ظهر أمس، بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في الأطراف السفلية والعشرات بالاختناق، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرة قرية نعلين الأسبوعية المناهضة للاستيطان والجدار العنصري.
واندلعت مواجهات عند المدخل الشمال لمدينة بيت لحم، وأصيب خلال ستة متظاهرين برصاص الاحتلال، وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، أن اثنين من المصابين، أصيبا برصاص الاحتلال الحي في الأطراف السفلية من الجسم، فيما اصيب اربعة آخرين بالرصاص المغلف بالمطاط احدهم اصبته في الفم، اضافة الى العشرات بالاختناق تم معالجتهم ميدانيا. وفي منطقة نابلس، أصيب خمسة متظاهرين بالرصاص الحي خلال مواجهات في بلدة بيت فوريك شرق نابلس.
وشهدت أكثر من منطقة حدودية في قطاع غزة بعد ظهر أمس، اشتباكات بين جنود الاحتلال والمواطنين، أصيب خلالها العديد من المتظاهرين بجروح متفاوتة. وذكرت مصادر محلية أن المواجهات تركزت في منطقة شرق حي الشجاعية، إلى الشرق من مدينة غزة، وكذلك في منطقة شرق البريج في المحافظة الوسطى. كما اندلعت مواجهات بين جنود الاحتلال وعدد من الفتية والشبان بالقرب مما يسمى بحاجز "ناحل عوز" الحدودي، ما أدى إلى إصابة اثنين من المواطنين على الأقل بجروح ما بين طفيفة ومتوسطة.
الى ذلك، قالت احصائية جديدة للهلال الأحمر الفلسطيني، إنه منذ مطلع تشرين الأول (أكتوبر) وحتى يوم الخميس الأخير، أصيب ما يقارب 14700 فلسطيني في الضفة وقطاع غزة المحتلين، خلال المواجهات مع قوات الاحتلال، من بينهم 1380 بالرصاص الحي و3022 بالرصاص المغلف بالمطاط و9811 بالغاز المسيل للدموع و454 بالضرب والسقوط و7 بالدهس، و6 بالدهس.
ودانت جامعة بيرزيت حملة الاحتلال الشرسة بحق طلبتها، واعتقال عدد منهم خلال الأشهر الأخيرة، وكان آخرهم رئيس مجلس الطلبة سيف الإسلام دغلس، وعدد من أعضاء مجلس الطلبة، الذين اعتقلوا أول من أمس. ووصل عدد طلبة الجامعة المعتقلين في سجون الاحتلال إلى 90 طالباً وطالبة، إضافة إلى موظف في الجامعة، وأستاذين آخرين.