الاتحاد الأوروبي يختتم سنة صعبة من إرهاب وهجرة

اختتم القادة الأوروبيون امس في بروكسل "عاما حافلا بالمخاطر" بالنسبة للاتحاد الأوروبي شهد اعتداءات باريس وموجة غير مسبوقة من المهاجرين والازمة اليونانية التي كادت تخرج اثينا من الاتحاد الأوروبي ومشكلة ابقاء بريطانيا داخل الاتحاد.
وكان القادة اجتمعوا على هدف رص الصفوف بعد سنة وصفها رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز بانها "مأسوية" لكن مسائل الخلاف لا تزال كثيرة.
وقال رئيس وزراء ايطاليا ماتيو رينزي للصحافيين في ختام القمة التي استمرت يومين "الصداقة والاحترام اللذان اكنهما للمستشارة الالمانية انغيلا ميركل لا يمنعاني من طرح الاسئلة".
وازعجت ميركل الكثير من القادة الأوروبيين عندما اصرت على موقفها من مشروع أوروبي لضمان الايداعات بهدف تفادي حصول هلع في القطاع المصرفي.
واثار رينزي بدعم من دول أوروبا الشرقية مسالة مشروع ابوب الغاز "نورث ستريم 2" معتبرا ان المانيا عوملت معاملة تفضيلية في الملف في حين تم التخلي عن مشروع لمد انبوب "ساوث ستريم" الروسي للغاز الى ايطاليا بعد معركة قضائية مع المفوضية الأوروبية.
وقال رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز في حديثه عن سنة 2015 "لم اعرف من قبل مثل هذه السنة، سنة بدأت بالرعب وانتهت بالرعب، وطبعت بالخوف والازمات العميقة الاقتصادية والاجتماعية وفي سوق العمل، وبتباعد الدول الاعضاء كما لم يحصل من قبل".
وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ردا على سؤال حول الملفات الصعبة التي تنتظر الأوروبيين السنة المقبلة "لا تساورني اي اوهام" بالنسبة لسنة 2016.
وفي ما يتعلق بمكافحة الارهاب وهي من بين اولويات سنة 2016، اتفقت الدول الـ28 في بروكسل بالاجماع على تكثيف تعاونها في مكافحة الارهاب وقطع موارد تمويله، بعد اعتداءات باريس وكوبنهاغن وتونس ومصر ولبنان ونيجيريا ومالي.
ورحب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بتأييد القادة "للتفتيش المنتظم لكل الحدود الخارجية لمنطقة شنغن ما سيتيح لنا التحقق من الدخول والخروج من الاراضي".
وقال رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال صباح الجمعة ان "تعزيز التبادل بين اجهزة الامن امر جوهري على المستوى الأوروبي".
وعقدت قمة بروكسل وسط اجراءات امنية مشددة في ظل حال الانذار بالدرجة الثالثة (خطر "محتمل وذو مصداقية") المعلن في العاصمة البلجيكية اثر اعتداءات 13 تشرين الثاني (نوفمبر) التي ادت الى مقتل 130 شخصا في باريس.
ولم يتم حتى الان العثور على مشتبه به رئيسي في هذه الاعتداءات هو صلاح عبد السلام الفرنسي الذي نشا في حي شعبي من بروكسل وكشفت مطاردته ثغرات في التعاون الأوروبي لمكافحة الارهاب.
ورحب رؤساء الدول والحكومات الـ28 بامكانية "سرعة اقرار وتطبيق" السجل الأوروبي لبيانات المسافرين جوا بعدما توصل البرلمان الأوروبي الذي كان يعارض المسالة منذ سنوات، الى اتفاق بهذا الصدد.
وكانوا تعهدوا بتسريع تحركهم من اجل احتواء تدفق المهاجرين الوافدين الى الاتحاد الأوروبي والذين يتوقع ان يتخطى عددهم المليون العام 2015، وبان يحققوا تقدما بحلول نهاية حزيران (يونيو) المقبل في مشروع انشاء قوة أوروبية من حرس الحدود وخفر السواحل.
واتفق الاتحاد الأوروبي بعد مفاوضات شاقة على سلسلة من التدابير منها انشاء مراكز استقبال وتسجيل للمهاجرين في اليونان وايطاليا ووضع خطة عمل مع تركيا وتوزيع اللاجئين وغيرها، الا ان هذا الاتفاق تسبب بانقسام بين دول شرق أوروبا ودول جنوبها، وخصوصا ان مفاعيله على الارض كانت محدودة جدا لخفض عدد المهاجرين الوافدين.
وبعد الانتقادات المتعلقة ببطء اقامة مراكز الاستقبال والتسجيل قال ماتيو رينزي في بروكسل "ان أوروبا هي المتأخرة في هذا المجال وليس ايطاليا. لقد نفذنا 50 % من التزاماتنا بشأن مراكز الاستقبال مقابل 0,2% من الالتزامات (الأوروبية) باعادة توزيع" المهاجرين.
كذلك، كشف العام 2014 تباينا في وجهات النظر بين دول الشرق ودول الجنوب حول العقوبات ضد روسيا في ظل فتور العلاقات مع موسكو جراء النزاع في شرق اوكرانيا.
وازدادت هذه الانقسامات حدة خلال المفاوضات التي استمرت ستة اشهر حول خطة مساعدة جديدة لليونان التي وصلت في تموز (يوليو) الى شفير الخروج من منطقة اليورو.
وبهدف تفادي سيناريو جديد يهدد وحدة البناء الأوروبي مع التلويح بخروج بريطانيا، ابدت الدول الـ28 مساء الخميس استعدادها "للتسوية" في المفاوضات الجارية مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من اجل بقاء بلاده في الاتحاد.
ويامل الأوروبيون في التوصل الى اتفاق في منتصف شباط (فبراير) حول الاصلاحات المطلوبة قبل موعد الاستفتاء الذي وعد كاميرون بإجرائه في بريطانيا حول هذه المسالة بحلول نهاية 2017