ضغوط تركية تمنع مشاركة خصوم أنقرة في مؤتمر المعارضة السورية

تستضيف العاصمة السعودية الرياض، اليوم الثلاثاء، مؤتمرا يجمع أطيافا من المعارضة السورية للتوصل لتشكيل وفد موحد لها للبدء بالتفاوض مع وفد السلطات السورية في أعقاب مؤتمر فيينا الأخير.
ويحضر المؤتمر الذي سيعقد في الرياض نحو 100 شخصية من "الائتلاف الوطني" المعارض، وهيئة "التنسيق الوطنية" المعارضة، ومؤتمر القاهرة الذي يضم تيارات وشخصيات معارضة من الداخل والخارج.
كما سيشارك في الاجتماع ممثلو فصائل مسلحة مصنفة على أنها "معتدلة"، مثل "الجبهة الجنوبية"، و"جيش الإسلام" الذي يترأسه زهران علوش، والذي يعتبر أبرز فصائل المعارضة المسلحة في ريف دمشق والغوطة الشرقية خصوصاً، إضافة لحركة "أحرار الشام" المتشددة، فيما اشارت تقارير إعلامية الى استبعاد حزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي) من اجتماع الرياض.
وكانت السعودية رفعت عدد الأعضاء الذين سيحضرون المؤتمر من 65 إلى 100 شخص، حيث أعلنت "هيئة التنسيق" برئاسة حسن عبد العظيم، يوم الأربعاء، تلقيها دعوات لـ 11 شخصا لحضور مؤتمر الرياض.
ومن المقرر أن يتم التصويت في مؤتمر الرياض على الوثيقة المشتركة حول رؤية المعارضة للمرحلة الانتقالية، بحيث يحصل كل مشارك على صوت وليس صوتاً لكل كتلة، في ظل غلبة عدد ممثلي الائتلاف والمقربين منه، إذ وصل عددهم إلى 27 شخصا وذلك بعد دعوة الخارجية السعودية لأعضاء وقياديين سابقين في "الائتلاف"، بينهم الرئيسان السابقان معاذ الخطيب وأحمد جربا ورئيس "المجلس الوطني السوري" السابق برهان غليون، بالإضافة إلى ميشال كيلو.
وكانت الخارجية الروسية بعثت قائمة جديدة للمعارضة المقبولة إلى واشنطن، إذ وزاد العدد من 38 الى 43 مرشحاً، مع حذف الخارجية الروسية لاسم رئيس "الائتلاف" خالد خوجة من المقبولين لديها، على خلفية التوتر الروسي التركي بعد اسقاط أنقرة طائرة لموسكو.
ويغيب الكرد السوريون عن المشهد اذا لم يتلق أي من مكوناتهم دعوة سعودية للحضور، اذ تقول اوساط معارضة ان الفيتو على حضور الكرد جاء من انقرة.
وردت "منسقية الإدارة الذاتية" الكردية لمقاطعات (الجزيرة، كوباني، عفرين)، أنها غير معنية بأي قرارات تصدر عن مؤتمر الرياض لاطياف من المعارضة السورية المزمع عقده الثلاثاء المقبل، مشيرة الى أنه لا أحد يستطيع فرض قراره عليها.
وأكدت الادارة في بيان نشر على موقعها على الإنترنت، أن عدم دعوة "الادارة الذاتية" للمؤتمر أتت بسبب "تدخلات خارجية" لفرض ما يتناسب مع سياسات تلك الدول ومن خلالها منعت حضور أطراف فاعلة على الارض، وبذلك فان المؤتمر لن يمثل تطلعات وآمال الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه، والمؤتمر بهذه الصيغة لن يكون الا "مؤامرة على إرادة الشعب السوري".
ولم يتلق حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، أي دعوة لحضور مؤتمر الرياض، ويعود ذلك الى رفض الائتلاف المعارض مشاركته أو مشاركة "وحدات حماية الشعب" الذراع العسكري للحزب في المباحثات المزمعة.
ووصف رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم عدم تلقيه دعوة لحضور المؤتمر "بالأمر المعيب".
وبالتزامن، يعقد معارضون سوريون خلال اليومين المقبلين مؤتمرا سياسيا في شمال شرق البلاد بمشاركة قوى واحزاب معارضة في الداخل، سيكون موازيا لمؤتمر المعارضة السورية في الرياض، وفق ما أعلن المنظمون أمس الاثنين.
وقال عضو اللجنة التحضيرية لـ"مؤتمر سورية الديمقراطية" سيهانوك ديبو لوكالة فرانس برس "يعقد المؤتمر في الثامن والتاسع من الشهر الحالي في مدينة المالكية" في محافظة الحسكة، بمشاركة قوى واحزاب كردية وعربية، بينها تلك الناشطة في مناطق الادارة الذاتية الكردية وهيئة التنسيق الوطنية وتيار قمح (قيم مواطنة حقوق) برئاسة المعارض هيثم مناع.
ويأتي عقد المؤتمر قبل يوم من الموعد المحدد لاجتماع الرياض، حيث يلتقي ممثلون عن ابرز مكونات المعارضة السياسية والعسكرية في محاولة للتوصل الى رؤية موحدة قبل المشاركة في مفاوضات محتملة مع النظام السوري.
ونفى ديبو ان يكون المنظمون "تقصدوا" عقد مؤتمرهم بالتزامن مع اجتماع الرياض، على الرغم من ان الإعلان عنه تزامن مع انتقاد الادارة الذاتية، التي يشكل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب ابرز مكوناتها، مؤتمر الرياض لانه "لا يمثل كافة مكونات الشعب السوري".
ولم توجه دعوة الى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي للمشاركة في مؤتمر الرياض.
وقالت الادارة الذاتية للاكراد في بيان الاحد "نعتبر أنفسنا غير معنيين بكافة مخرجات مؤتمر الرياض، وسنعتبرها وكأنها لم تكن، ولن يستطيع أحد مهما كان أن يفرض علينا أي قرار أو توجه لم نشارك فيه".
ولم تتلق "قوات سورية الديمقراطية" ايضا، وهي مجموعة فصائل عربية وكردية تحظى بدعم اميركي، دعوة من الرياض على الرغم من تقدمها الميداني في الشهرين الاخيرين.
وكانت السعودية أكدت الاحد دعوتها "كافة شرائح المعارضة السورية المعتدلة بمختلف (...) أطيافها العرقية والمذهبية والسياسية".
ويبحث المجتمعون في الحسكة وفق ديبو، جدول أعمال من نقاط عدة، ابرزها "النظام السياسي المستقبلي في سورية" والذي "يجب أن يكون لامركزيا"، بالاضافة الى "ايجاد حل دستوري عادل للحقوق القومية للشعب الكردي".
ونقلت وكالة انباء "هاوار" المحلية عن القيادي الكردي عبد السلام احمد، احد المنظمين، ان المؤتمر يسعى الى "بلورة رؤية سياسية وتشكيل جسم سياسي قادر على تمثيل الشعب السوري بكافة مكوناته".
وأكد المتحدث باسم هيئة التنسيق الوطنية منذر خدام لوكالة فرانس برس ان ممثلين عن الهيئة سيشاركون في المؤتمر باعتبارهم من المنظمين ايضا، وذلك بالتزامن مع مشاركتهم في مؤتمر الرياض، نافيا اي تعارض بين الاجتماعين.
كما أعلن مناع لوكالة فرانس برس ان ممثلين عن تياره سيشاركون في مؤتمر المالكية بعد انسحاب عدد منهم من مؤتمر الرياض، احتجاجا على دعوة حركة احرار الشام الاسلامية النافذة في سورية، وتهميش فصائل اخرى اكثر اعتدالا