كيري وفابيوس: لا ضير من التعاون مع الأسد "لمحاربة الإرهاب"

مرة جديدة يغرّد وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والفرنسي لوران فابيوس، خارج سرب الحلفاء في ما يتعلّق بالحرب السورية. فمع اقتراب موعد لقاء "فيينا" الذي قد يُعقد في نيويورك هذه المرة بين الأطراف الدولية المعنية بحل الأزمة السورية، كان كيري وفابيوس يُعاكسان رغبات وأدبيات الحلفاء الغربيين والعرب، بتصريحات حول إمكانية تعاون الجيش السوري مع المعارضة في محاربة "داعش" بوجود الرئيس بشار الأسد.
ففي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مقابلة نشرت امس السبت، انه لم يعد متمسكا برحيل الرئيس بشار الاسد قبل انتقال سياسي في سورية.
وقال الوزير الفرنسي لصحيفة "لوبروغريه دو ليون" ان "مكافحة داعش امر حاسم لكنها لن تكون فعالة تماما الا اذا اتحدت كل القوى السورية والاقليمية"، متسائلا "كيف يكون ذلك ممكنا طالما بقي في الرئاسة بشار الاسد الذي ارتكب كل هذه الفظائع ويقف ضده جزء كبير من السكان؟".
أمّا جون كيري، الذي أشار سابقاً إلى إمكانية وجود الأسد خلال المرحلة الانتقالية، فها هو يعترف بدور للجيش السوري في محاربة الإرهاب. كلام كيري تزامن مع التصعيد الروسي في وجه أنقرة مع إسقاط طائرة "سوخوي" في ريف اللاذقية.
تركيا التي تحاول التخفيف من حدّة الأزمة مع بقائها على موقفها من الحادثة ومن رؤيتها لشكل الحلّ في سورية، انتقدت قصف موسكو للمعارضة "المعتدلة" في أعزاز وإدلب، بذريعة مكافحة "داعش".
وقال الوزير، جون كيري، إنّ من الممكن أن تتعاون السلطات السورية والمعارضة ضد تنظيم "داعش" دون رحيل الرئيس السوري بشار الأسد مؤقتاً. واستطرد مضيفاً إنّه "سيكون من الصعب للغاية ضمان حدوث هذا التعاون دون مؤشر ما على وجود حل في الأفق، في ما يتعلق بمصير الأسد".
وصرّح بأنه ليس من الواضح ما إذا كان يتعين على الرئيس السوري الرحيل أولاً لتأمين قيام تعاون بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة لمحاربة تنظيم "داعش". وأفاد وزير الخارجية الأميركي، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره اليوناني نيكوس كوتزياس في أثينا، بأنّ جميع الأطراف الرئيسية في الأزمة السورية متفقة على الحل السياسي، مشيراً إلى أن حل أزمة اللاجئين يكمن في وضع حد للحرب في هذا البلد. وأكد أن الالتزام الإقليمي والدولي الواسع بمحاربة تنظيم "داعش" سيفضي في النهاية إلى هزيمته.
أمّا فابيوس، فقد اعتبر أن الوصول الى "سورية موحدة يتطلب انتقالا سياسيا. هذا لا يعني ان الاسد يجب ان يرحل قبل الانتقال لكن يجب ان تكون هناك ضمانات للمستقبل".
وبعد اعتداءات 13 تشرين الثاني (نوفمبر) بباريس التي اوقعت 130 قتيلا وتبناها تنظيم "داعش" ، جعلت فرنسا من الحرب على الارهاب اولويتها وتخلت عن موقفها السابق "لا لبشار ولا لداعش".
وتمثل تصريحات فابيوس تطورا جديدا وحساسا في الموقف الفرنسي.
وكان فابيوس اشار الخميس الماضي على هامش قمة المناخ، الى احتمال التعاون مع الجيش السوري اذا لم يعد الرئيس الاسد قائده.
وقال حينها "من غير الممكن العمل مع الجيش السوري طالما ان الاسد على رأسه. لكن انطلاقا من اللحظة التي يكون فيها انتقال سياسي ولا يكون بشار قائدا للجيش، يمكننا العمل مع ما سيكون الجيش السوري، لكن في اطار عملية انتقال سياسي جارية".
وتبحث الولايات المتحدة وفرنسا، الدولتان العضوان في التحالف الذي ينفذ عمليات قصف ضد تنظيم داعش في سورية والعراق، عن حلول سياسية او عسكرية بمشاركة اطراف محليين او اقليميين لانهاء النزاع المستمر منذ حوالى خمس سنوات في سورية.
واضاف فابيوس في تصريحه اليوم "ان تجارب العقود الماضية سواء في العراق او افغانستان، اظهرت ان نشر قوات غربية على الارض ينظر اليه سريعا وكأنه قوة احتلال. العمليات يجب ان تقوم بها قوات محلية سورية معتدلة، عربية، كردية، وعند الضرورة بالتنسيق مع الجيش السوري، وهذا غير ممكن دون عملية انتقالية سياسية".