نتنياهو يلتقي أوباما اليوم وقلق إسرائيلي من تغير في السياسة الكندية

يحتل الشأن الفلسطيني حيزا واسعا في لقاء نتنياهو أوباما اليوم الاثنين في البيت الأبيض في واشنطن، وحسب ما قاله نتنياهو أمس، فإنه على بساط البحث سيكون الشأن الفلسطيني، والدعم العسكري الأميركي لإسرائيل الدائم، والدعم الآخر المتعلق بالاتفاق النووي مع إيران. الى ذلك فقد أعربت إسرائيل عن قلقها من التغير الواضح في سياسة الحكومة الكندية الجديدة، التي أعلن وزير خارجيتها عزم بلاده اتباع سياسة متوازنة في الشرق الأوسط.
وقال نتنياهو في جلسة حكومته الأسبوعية أمس، إنه سيبحث مع أوباما التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، بما في ذلك سورية، اضافة الى "احتمال التقدم أمام الفلسطينيين، أو على الأقل السعي الى استقرار الوضع"، حسب تعبيره، اضافة الى بحث مطلب إسرائيل "بتعزيز أمنها، وهو الامر الذي تلتزم به الولايات المتحدة الأميركية". كما أشار الى أن المحادثات ستتضمن مسألة الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل في السنوات المقبلة.
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مستشار "الأمن القومي" الإسرائيلي يوسي كوهين، قوله في الأسبوع الماضي لعدد من سفراء الاتحاد الأوروبي، أن نتنياهو سيعرض على الرئيس أوباما، ما يسمى بـ "مبادرات طيبة" للفلسطينيين، في الضفة وقطاع غزة المحتلين، تتضمن رفع حواجز عسكرية، وفسح المجال أمام مشاريع بنى تحتية يسعى لها الجانب الفلسطيني. وأن كوهين كان قد عرض هذا الامر على مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض سوزان رايس. ويرفض نتنياهو أي تجميد للاستيطان في مستوطنات الضفة والقدس المحتلة.
وكان مستشار الرئيس لشؤون الشرق الاوسط، روب مالي، قد قال أمام الصحفيين "إن اوباما توصل الى استنتاج بانه في الوقت الذي تبقى له في البيت الابيض لن يتمكن الاسرائيليون والفلسطينيون من الوصول الى اتفاق سلام ومشكوك أن يتمكنوا من استئناف المفاوضات المباشرة على تسوية دائمة. وعلى حد قوله، سيرغب اوباما في ان يسمع من نتنياهو ما الذي مع ذلك يبدي الاستعداد لان يفعله كي يحقق تقدما في الوضع الناشئ".
وقال مالي ان "الموضوع الاساس الذي يرغب الرئيس في ان يسمعه من نتنياهو هو، حتى في غياب محادثات سلام، كيف يرغب نتنياهو في أن يسير الى الامام لاستقرار الوضع على الارض حيال الفلسطينيين، لمنع حل الدولة الواحدة والاشارة الى أنه لا يزال ملتزما بحل الدولتين".
واشار مالي الى أن اوباما سيرغب في أن يسمع من نتنياهو أي خطوات لبناء الثقة مستعد لان يتخذها "كي يبقي الباب مفتوحا لحل الدولتين".
وعلى حد قوله، ينبغي لهذه ان تكون خطوات توضح بان حل الدولتين يبقى بالنسبة لاسرائيل هو المسار الوحيد.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، تعليقا على التصريحات البيت الأبيض، إن هذه التصريحات غير مشجعة ولن تساهم بتهدئة الأجواء، خاصة وأن الجانب الاسرائيلي ما زال مستمرا بإجراءاته واعتقالاته وإطلاق النار دون سبب على المواطنين .
وأضاف أبو ردينة أن القيادة الفلسطينية لديها ثوابت وطنية، ولديها قرارات رسمية ودعم عربي ودولي، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته، لأننا أمام مفترق طرق وأعربت مصادر إسرائيلية عن قلقها من التغير الحاصل في السياسة الخارجية الكندية، في ظل الحكومة الجديدة برئاسة جاستين طرودو، التي جاءت بعد الانتخابات التي أطاحت بحكومة ستيفن هارفار، الذي اتبع سياسة الدعم الأعمى لإسرائيل وسياستها اليمينية.
إذ قال وزير الخارجية الكندي الجديد ستيفان ديون، إن حكومته ستتخذ سياسة أكثر اتزانا في الشرق الأوسط، وتكون وسيطا منصفا، حسب تعبيره.
وقد رحب وزير الخارجية رياض المالكي، ديون، وقال إن فلسطين مستعدة للاستجابة الفورية لهذه التصريحات، بما فيها الدخول في حوار جدي لتقييم كامل للعلاقات الثنائية وكيفية انتشالها من إطارها السابق، نحو المزيد من التعاون والتنسيق لما فيه مصلحة العلاقات الثنائية وخدمة للأمن والسلام الإقليمي والدولي.