وكاله جراءة نيوز - عمان - أما وأن بعض عربان النفط المتآمرين على أمن سورية واستقرارها، قد أعلنوها جهاراً نهاراً بوجوب تسليح الجماعات الإرهابية ومدّها بالأموال وجميع التقنيات الفتاكة، فإن هذا إقرار واعتراف صريح بمن كان وراء جرائم القتل والتفجيرات المتنقلة، يضاف إليه احتضان تركيا ولبنان والأردن لبعض هؤلاء القتلة الفارين بعد أن أغرقوا البلدات والمدن السورية بدماء المدنيين الأبرياء الذين رفضوا أن يكونوا وقوداً لـ(ثورتهم) المزعومة!.
لقد جرّب هؤلاء "العربان" واختبروا عزيمة وقوة القيادة السورية على الصمود، وأدركوا وبلا أي شك أن الجيش العربي السوري الذي راهنوا على تفتيته وانقسامه وانشقاقه، كان جيشاً عقائدياً بامتياز، استشهد ضباطه وجنوده كي يحفظوا كرامة الوطن، وبذلوا دماءهم الزكية ليدافعوا عن الأرض والعرض ومكانة سورية التي لم ولن يطاولها هؤلاء الأقزام!!.
بالأمس كانت المعركة في بابا عمرو ومن ثم امتدّت إلى مدينة حمص ومحيطها، قبل أن تنتهي في إدلب، ويبسط الجيش وقوى الأمن وحفظ النظام سيطرته على المدن والبلدات التي عاث فيها الإرهابيون قتلاً وحرقاً وتخريباً وفساداً.
على أن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، ويتداوله السوريون فيما بينهم: ماذا لو عادت تلك الفلول المنهزمة لتخوض حرب استنزاف ضد الجيش وقوى حفظ النظام، وتدفع باتجاه زيادة وتكثيف عمليات القتل والاغتيال والتفجيرات كالتي وقعت في دمشق وحلب، انطلاقاً من حدود الدول المجاورة؟..
مراقبون أشاروا إلى أن موجات الغضب والاستنكار التي أعقبت تفجيرات حلب ودمشق عكست وبالمطلق حالة الاحتقان التي سادت وتسود الشارع السوري، وهو يرى جثث الأبرياء وأشلائهم، والأبنية المدمّرة المحترقة، إضافة إلى المؤسّسات العامة والخاصة التي خرّبها وسطا على محتوياتها لصوص (الثورة السلمية!!!).
وأكد المراقبون أنه وبعد صدور بيان مجلس الأمن الرئاسي حول سورية الذي أعلن عن دعمه لمهمّة المبعوث الخاص المشترك بين الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، من أجل الإنهاء الفوري لكل أعمال العنف لحل الأزمة، وأكد التزامه القوي بسيادة سورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، وبمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة. فإنه بات لزاماً على تلك الدول التي انبرت للدعوة لتسليح العصابات والجماعات الإرهابية أن تكفّ عن التحريض السياسي والإعلامي وفبركة الأحداث والأفلام، ووقف كافة أشكال تهريب السلاح ومعدات الاتصال لتلك الجماعات، وإلا ستعتبر سورية أن ذلك التحريض والدعم هو خرق فاضح لمبادئ وميثاق الأمم المتحدة. وأشارت مصادر لـ"جهينة نيوز" إلى أنه واستناداً لمبادئ القانون الدولي، فإن دول الجوار التي تُستخدم أراضيها وحدودها لتدريب المرتزقة والمجرمين الفارين وتزويدهم بالسلاح، إنما تمارس شكلاً من أشكال العدوان، وبالتالي تملك سورية ومن باب حفظ أمنها واستقرارها حق الرد وصولاً إلى شنّ هجمات "استباقية" على أي معسكر أو تجمّع أو مصدر للإرهاب يهدّد أمن شعبها وحدودها وسيادتها.
وأضاف المراقبون ربما لن نذهب بعيداً ونقول إن سورية ستمطر الدوحة أو الرياض أو أنقرة بالصواريخ، غير أننا نؤكد أن من قذف كرة اللهب ليحرق سورية ويزعزع استقرارها، لابد أن يتحمّل وزر ما جنت يداه، فيما لو أراد الجيش السوري نقل معركته إلى خارج الحدود لضرب مصادر التهديد تلك، ولاسيما إذا تذكّرنا أن تركيا اجتاحت شمال العراق، والولايات المتحدة شنّت كل حروبها "الاستباقية" بذريعة ملاحقة "الإرهاب" في أوكاره حتى ولو كانت خارج حدودها الإقليمية.
لقد تغنّت الولايات المتحدة وعربانها طويلاً بـ"الأمن المقدّس" لإسرائيل، وسعت جاهدة لممارسة أشكال العدوان والإرهاب ضد سورية وشعبها، وبالقدر ذاته ضرب البلدان العربية وإحداث الفتنة والاقتتال الداخلي فيها كما جرى في مصر وليبيا واليمن، وبحسب مصادر "جهينة نيوز" فإن الجيش السوري لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي تهور تقوم به إسرائيل وحلفاؤها من عربان الخليج من شأنه المساس بأمن البلاد، وأن التهديدات التركية والأطلسية لن تثني بوصلة دمشق عن توجيه صواريخها إلى إسرائيل وأي مصدر آخر يهدّد أمن الشعب السوري، مذكرين بأكثر من تهديد أطلقته إسرائيل لـ"إرجاع دمشق إلى العصر الحجري"!!.
وأكد المراقبون أن سورية لم تكشف عن قدراتها العسكرية منذ العام 1973، وهي بالتالي لم تكن يوماً مكتوفة الأيدي، بل عملت وما زالت على مراكمة الخبرات وعلى مواكبة التطورات في الميدان الصاروخي والعسكري، إضافة إلى أساليب القتال المتعددة، خصوصاً بعد حرب تموز 2006، والتي أنتجت مدرسة قتالية جديدة اتبعها حزب الله بنجاح ضد إسرائيل، وكان من نتائجها تطوير سورية لأساليبها وابتعادها عن المنهج الكلاسيكي القديم، وهو التكتيك الذي استخدمته للقضاء على الجماعات والعصابات الإرهابية المسلحة في حمص وإدلب وغيرها من المدن والبلدات، مشيرين إلى حقيقة باتت واضحة للعلن، أنه على الدول التي تجاهر بدعم الإرهابيين والمرتزقة وتفتح حدودها لهم ألا تختبر عزيمة الجيش السوري وقوته، وقد أثبت خلال الأزمة أن قادر على ضرب أوكار الإرهاب ودك مصادره أينما كانت!!.
وأضافوا: كما أنه لا يعني أن التزام سورية بقرارات الأمم المتحدة واحترامها للشرعية الدولية، ولجوئها إلى الحل السياسي والقنوات الدبلوماسية، أنها يمكن أن تسكت طويلاً وتكتم غضب شعبها وترضى بالانتهاكات التي تمارسها بعض دول الجوار، مؤكدين أن امتلاكها حق الرد على مصادر التهديد، يستدعي الضغط من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى على الدول راعية الإرهاب للكفّ عن حملات التهديد والتهويل والكذب والافتراء الإعلامي ووقف تسليح وتهريب المرتزقة إلى الأراضي السورية وتنفيذ عمليات قتل وتفجيرات على غرار ما حدث في مدينتي حلب ودمشق مؤخراً.
وختم المراقبون بالقول: إن الدول التي أباحت لنفسها معاقبة الشعب السوري على رفضه للإرهاب وفضحه للمؤامرة القذرة والتفافه حول قيادته وتكاتفه لإنجاز مسيرة الإصلاح التي دعا إليها السيد الرئيس بشار الأسد، عليها أن تدرك اليوم تلك الحقيقة وأن تتوقف عن حملاتها التحريضية، وإلا فإن سورية كما ذكرنا تملك القدرة على أن تقذف كرة اللهب إلى حضن من أطلقها وقد لمسوا بالدليل القاطع هذه الحقيقة بعد أن حاولوا اختبار قدرة السوريين وجيشهم وقيادتهم على الصبر والصمود والمواجهة!!.