5 شهداء والاحتلال يعزل أحياء القدس والفلسطينيون يطالبون بحماية دولية

استشهد أمس 5 فلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، جراء المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي شددت حصارها على الأحياء الفلسطينية الكبرى في القدس المحتلة، حتى غدا المسجد الأقصى أمس شبه معزول مع نجاح أعداد قليلة في الوصول إليه لأداء صلاة الجمعة.
يأتي ذلك، فيما علق مساعد الممثل الدائم لإسرائيل في الأمم المتحدة دافيد رويت أمس أمام مجلس الامن الدولي على طلب الفلسطينيين بحماية دولية للأماكن المقدسة في القدس، بقوله إن إسرائيل "لن تقبل بأي وجود دولي على جبل الهيكل (المسجد الأقصى)".
واعتبر أن ذلك "سيشكل تغييرا في الوضع القائم" حاليا في الأماكن المقدسة.
وكان مندوب فلسطين الدائم في الأمم المتحدة رياض منصور دعا أمس إلى التدخل العاجل لمواجهة انتهاكات الجيش والمستوطنين الإسرائيليين، وذلك خلال جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن الدولي لبحث التصعيد.
وأكد منصور أمس أن السياسة الإسرائيلية الرسمية تغذي الإرهاب وتخلق تنظيمات يهودية متطرفة، مشيرا إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية في الحرم القدسي مستمرة في محاولة لتغيير الوضع القائم.
وقال "إن مجلس الأمن سبق وأن اعتمد القرار 904 بعد مذبحة الخليل على يد مستوطن إرهابي، وقد طالب القرار بتوفير الحماية في أرضنا وتواجد دولي، وكذلك طالب القرار بسحب السلاح من أيدي المستوطنين، ونحن نطالب مجددا بتنفيذ هذا القرار".
وأضاف "أن العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني منذ بداية الشهر الحالي راح ضحيته أكثر من 35 شهيدا بينهم عدد كبير من الأطفال"، متابعا "وما يزال المسجد الأقصى والحرم القدسي يتعرضان لعدوان متواصل من قبل سلطات الاحتلال والمتطرفين، وهو ما يشكل استفزازا وتحريضا يثير مشاعر شعبنا أجمع، وينذر بتحويل الصراع إلى صراع ديني".
من جهته قال بروك زيرهون مساعد الأمين العام للأمم المتحدة إن تواصل الاحتلال والاستيطان الإسرائيليين يسهم في زيادة التوتر وغضب الفلسطينيين، مشيرا إلى أن إسرائيل تقيد حرية الحركة في المناطق الفلسطينية منذ بدء التصعيد.
إلى ذلك، قال مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن إسرائيل تتحمل مسؤولية الأحداث في الضفة الغربية وغزة، مشيرا إلى أن موسكو تدعو جميع الأطراف لاتخاذ إجراءات عاجلة من أجل وقف التصعيد.
وأضاف تشوركين أن موسكو تشعر "بقلق عميق" بسبب تفاقم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في الأسابيع الأخيرة، الذي تسبب بسقوط ضحايا من الجانبين نتيجة الاشتباكات المسلحة والهجمات الإرهابية، مؤكدا إدانة روسيا "بشدة لجميع مظاهر الإرهاب"، مكررا دعوتها الأطراف لوقف العنف، ووقف التحريض، وإلى اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الوضع.
ودعا الدبلوماسي الروسي الأمانة العامة للأمم المتحدة إلى ضرورة تقديم مقترحات مبنية على أساس طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس لوضع الأراضي الفلسطينية تحت الحماية الدولية.
وبالعودة إلى المواجهات، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن شابا (24 سنة) وهو من سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة سقط في المواجهات التي تشهدها المنطقة الواقعة بالقرب من معبر بيت حانون، مؤكدة أن هناك عددا آخر من الإصابات يتم معالجتها من قبل طواقم الإسعاف والطوارئ.
وفي وقت لاحق أعلنت مصادر طبية وصول جثمان فلسطيني إلى مجمع الشفاء الطبي، بعد أن أصيب برصاص القوات الإسرائيلية، خلال المواجهات الدائرة شرق حي الشجاعية.
وفي الضفة الغربية استشهد شاب فلسطيني (19 عاما) وأصيب 22 شابا آخرين خلال مواجهات على حاجزي حوارة وبيت فوريك في محافظة نابلس.
وكان الجيش الإسرائيلي قتل شابا فلسطينيا آخر في الخليل في الضفة الغربية بحجة محاولته طعن أحد جنوده. وقال شهود عيان إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار مباشرة على الشاب في الخليل وظل ملقى على الأرض وهو ينزف الدماء قبل أن يقوم الجنود الإسرائيليون بتنفيذ ما يسمى بـ"تأكيد القتل" وإطلاق وابل من الرصاص على جسده.
فيما توفي خامس في غزة متأثرا بجراح، أصيب بها خلال مواجهات الجمعة الأسبوع الماضي، ليرتفع عدد الشهداء إلى 37 شهيدا منذ بدء المواجهات.
وتأتي هذه التطورات تزامنا مع نشر أعداد كبيرة من عناصر الجيش في القدس والضفة الغربية والحدود مع غزة، تأهبا ليوم الغضب الفلسطيني.
واندلعت أمس سلسلة من المواجهات في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية، ومن بينها، عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة، حيث استخدمت قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز والعيارات المعدنية والمطاطية بكثافة، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بجروح وحالات اختناق. كما وقعت مواجهات في بلدة بيت أمّر في منطقة الخليل، ومن بين المصابين فتى ابن 13 عاما.
وأصيب عدد من الشبان بالاختناق في المواجهات التي تجددت، عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، بعد صلاة الجمعة أمس. كما وقعت مواجهات عند المدخل الجنوب لمدينة قلقيلية، ومواجهات عند المدخل الشمالي لمدينة جنين، وأعلنت الطواقم الطبية عن وقوع اصابات بالرصاص.
وفي القدس المحتلة، شدد الاحتلال من حصارها للأحياء الفلسطينية الكبرى، ليجعل حياة المقدسيين جحيما أشد من الذين يعايشونه طيلة سنوات الاحتلال، وبدا المسجد الأقصى أمس شبه معزول، وأعداد قليلة نجحت في الوصول إليه وأداء صلاة الجمعة.
وفرضت سلطات الاحتلال أمس قيودا على الداخلين إلى المسجد الأقصى المبارك، إذ منعت كل من يقل عمره عن 40 عاما من دخول المسجد، إلا أن حصار الأقصى الأكبر، كان بحصار الأحياء الفلسطينية الكبرى، إذ أغلق الاحتلال شوارع مركزية في المدينة، وجعل طريق الخروج من كل واحد من هذه الأحياء، طريقا واحدا خاضعا للتفتيشات، ولهذا، فإن أعداد المصلين في المسجد الاقصى كانت قليلة جدا، نسبيا.
وقال تقرير لمركز المعلومات "وادي حلوة- سلوان"، إن سلطات الاحتلال حاصرت ضواحي كثيرة في القدس المحتلة، ووضعت في شوارعها المركزية، مكعبات اسمنتية، ونشرت حواجز ونقاط تفتيش، إضافة الى وضع السواتر الحديدية في الشوارع والطرقات، تنفيذا لقرارات حكومة الاحتلال.
ورصد مركز معلومات وادي حلوة إغلاق مداخل ومحاور وشوارع في ضواحي وأحياء: سلوان والعيسوية والطور والصوانة وصور باهر وجبل المكبر، إضافة الى نشر حواجز وسواتر حديدية في كافة الشوارع بمدينة القدس وأسواق البلدة القديمة، عازلة بذلك شوارع القرى عن بعضها البعض.