وكاله جراءة نيوز - عمان - اكد مصدر عربي مطّلع أن تركيا تهدف من خلال تحركاتها الأخيرة إلى إعادة ترتيب أوضاع (المعارضة السورية) ولا سيما مجلس اسطنبول وإضفاء شرعية حصرية عليه، واستباق أي تغييرات قد تطرأ على مواقف الجامعة العربية، بعد حلول العراق محل قطر في رئاسة اللجنة الوزارية العربية. وأوضح مصدر عربي في باريس أن الأتراك يتحركون لإنجاح مؤتمر "أصدقاء سورية" في اسطنبول، ويجرون اتصالات واسعة، تهدف إلى تلافي تكرار الفشل الذي لقيه المؤتمر في تونس. وسيوصي المؤتمر في اسطنبول باعتبار قراراته مرجعية سياسية جديدة لحل الأزمة السورية، ونقل الثقل الدبلوماسي إليه من الجامعة العربية، التي تنتقل رئاستها من قطر إلى العراق خلال أيام، واستباقاً لأي تغيير في توجهات الجامعة العربية في ظل رئاسة عراقية أقل صدامية من القطريين.
وأشار المصدر العربي إلى أن المجموعة الرائدة ستبدأ اجتماعاتها في 31 الحالي لإقرار "خريطة الطريق" العامة للمؤتمر ومقرراته. ورجح أن تجري تغييرات في عضوية الكتلة العربية المؤلفة من الأردن وقطر والسعودية وتونس والمغرب ودولة الإمارات، كاشفاً عن أن الإمارات تبدي تردداً في البقاء ضمن المجموعة. ولفت الى أن مساعي تركية وعربية تجري مع الأردن لتسهيل إنشاء المعسكرات على أراضيه، وإدخال الأسلحة عبر الجنوب السوري!!.. وأوضح المصدر العربي أن دبلوماسيين عرباً على أعلى المستويات التقوا في الأيام الماضية وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، نقلوا تصميماً تركياً على إعادة ترتيب أوضاع مجلس اسطنبول الذي بدأ يعاني من انسحابات واستقالات، تعقّد مهمة مؤتمر "أصدقاء سورية" في الأول من نيسان المقبل في اسطنبول، ودعوتهم إلى توحيد (المعارضة السورية). ولفت المصدر العربي الى أن داود أوغلو أبلغ الدبلوماسيين العرب أن أعضاء وقيادات في "مجلس اسطنبول" قد دعوا إلى اجتماع تمهيدي يعقد في اسطنبول، يتبعه اجتماع آخر، بدعوة من الحكومة التركية، في 26 آذار الحالي للغاية ذاتها.
وأوضح داود أوغلو للدبلوماسيين أن تركيا هي الجانب الأول الذي بادر إلى بناء "مجلس اسطنبول" ولن تقبل بأي تغيير جذري فيه، وأنها لا تثق بالعناصر التي تغادر المجلس أو التي رفضت الانضمام إليه. وتنوي الدبلوماسية التركية الطلب إلى من غادروا المجلس إعلان موقف واضح أنهم، وعلى الرغم من انسحابهم منه، يدعمونه من دون أدنى تحفظ، وأن شرعيته فوق أي شكوك، وأن يقبلوا به، سواء انتسبوا إليه أو عملوا من خارجه. وتعتبر الدبلوماسية التركية أنه لا وقت راهناً لإعادة تجميع المعارضة، كما تطالب الجامعة العربية في ظل مؤتمر جامع في القاهرة.
ولوح الوزير التركي، بحسب المصدر العربي، بتهديد المعارضين المنسحبين والمستقيلين، بحجب الدعم اللوجستي الذي تقدمه أنقرة لهم، إذا لم يوافقوا على شروطها. وكان هيثم المالح، عضو المكتب التنفيذي، آخر المنسحبين مع ما يسمّى "مجموعة العمل من أجل تحرير سورية"، ونشأ تكتل معارض جديد يضم التيار الوطني برئاسة عماد الدين رشيد وتيار التغيير الوطني برئاسة عمار القربي والكتلة الوطنية التركمانية برئاسة يوسف الملا وكتلة التحرير والبناء برئاسة نواف البشير.