آخر الأخبار
  عمّان الأهلية تفتتح فعاليات يوم الخريج الثاني لكلية الهندسة 2025-2026   الضمان الاجتماعي: صرف رواتب المتقاعدين الإثنين   الصناعة والتجارة توافق على طلبي استحواذ لشركتين محليتين في الطاقة والأسمنت   الجيش يحبط تهريب مخدرات بواسطة طائرة مسيرة   يزن النعيمات يعلن نجاح العملية الجراحية   ارتفاع أسعار الذهب محليًا   مجلس الوزراء يحيل مدير عام مؤسَّسة المواصفات والمقاييس عبير الزهير إلى التَّقاعد   الحكومة تقر نظام جديد لتنظيم عمل الناطقين الإعلاميين الحكوميين   بنك الإسكان يتعاون مع ماستركارد لتعزيز حلول الحوالات عبر تطبيق إسكان موبايل   الملكية الأردنية: 8 رحلات إضافية إلى الدوحة دعما للمنتخب الوطني بأسعار مخفّضة   الأمانة تنذر عمال: عودوا إلى عملكم أو فصلناكم (أسماء)   الأمن: تأكدوا من الجاهزية الفنية للمركبات قبل القيادة   كتلة هوائية سيبيرية شديدة البرودة تؤثر على المملكة .. وتساقط ثلوج بدون تراكم   الأردن يصدر عملة تذكارية بمناسبة تأهل المنتخب الوطني لكأس العالم 2026   أبوغزاله: تعطيل العمل الخميس بسبب مباراة المنتخب يضر بالاقتصاد ولا يخدم الوطن   لأول مرة منذ أكثر من قرن .. روسيا تسمح للمسلم بالزواج من أربع نساء   بعد مصادقة "خارجية الكنيست" على قانون يستهدف "الأونروا" .. الاردن يصدر بياناً   الملك يبحث مع وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية سبل تعزيز التعاون   الأردن والهند يصدران بيانا مشتركا يضم 23 بندا   النائب هايل عياش يطالب بتأجيل أقساط الجامعات الحكومية لحين صدور قبولات المنح والقروض

موسكو تمهد لجنيف سوري جديد

{clean_title}
 بينما يعلن الكرملين، أن التسوية السياسية هي الهدف النهائي لجميع الخطوات الروسية في سورية، يقدّر خبراء استراتيجيون روس أن هدف تدخل موسكو "هو تحرير نصف سورية، وبعدها البدء في الحوار". 
ويعتقد الخبراء الروس، بأن روسيا لا تنظر إلى إنهاء الصراع في سورية بالقوة العسكرية "فهذا غير ممكن، بل تسعى إلى تحقيق ظروف تسمح بانعقاد جنيف 3 في ظل ظروف انتصارات يحققها الجيش الوطني السوري".
وأكدوا أن عودة الدولة ببسط سلطتها على اراضيها مهم جدا، للوصول الى تسوية سياسية تنهي اسس الازمة، وتقضي على الارهاب المستشري في غياب الأمن الوطني السوري.
فالخبير فلاديمير يفسييف، يعتبر أنه: "في ظل نجاح المساعي الروسية، سيكون في وسع القوات الروسية الجوية العمل في العراق، وفي خطوة مستقبلية في أفغانسان، وهذه بداية إصلاح الوضع الذي أوجدته الولايات المتحدة في كل المنطقة".
ويجمع هؤلاء الخبراء على أن "روسيا مهتمة باستقرار هذه المنطقة، ولولا تأييد القوى الحليفة الصديقة لما أقدمت روسيا على هذه الخطوة. روسيا أتت إلى المنطقة لتبقى فيها لزمن طويل، ولا تنوي الخروج منها. لكنها لا تريد أن يبدو قتالها من أجل سلطة معينة في مواجهة الآخرين، وهي لن تقاتل السوريين من أجل بشار الأسد. ولا تضع أمام عينيها هكذا هدف. الهدف هو مساعدة الجيش الوطني السوري للانتصار على المتطرفين الإرهابيين، أما من هو جاهز للدخول في عملية التفاوض من المعتدلين، سواء أكان اسمه جيشاً سورياً حراً، أم تسميات أخرى وتشكيلات أخرى، فروسيا لا ترى مانعاً من الكلام معهم".
أحد هؤلاء الخبراء يضيف: "فعلياً، ليس هناك من وجود فعلي لما يسمى جيشاً سورياً حراً. منهم من التحق بقوات الرئيس بشار الأسد، ومنهم من تحول إلى جانب المتطرفين. ولكن أثبتت التجارب بأي حال أن هناك قوى يمكن التفاهم معها. بعض المجموعات المسلحة في ريف دمشق مثلاً دخلت في معادلة تسوية، دمشق لم تكن تتعرض لقصف مدفعي أو بالهاون إلا بعد سيطرة المجموعات المتطرفة التكفيرية على أماكن حيوية. بشكل أو بآخر، يمكن التفاهم مع بعض القوى على الأرض السورية بينها لجان وميليشيات محلية يجب ويمكن التفاهم معها، وهذا أمر صحي". ويلفت إلى أنه "عندما تتحدث روسيا عن جنيف 3 وعن تشكيل حكومة انتقالية، مع المحافظة على سلطة الرئيس بشار الأسد، تكون موسكو تقول إن القوى التي ممكن أن تنضوي ضمن تلك الحكومة هي القوى التي ممكن التفاهم معها".
وحسب تقارير الخبراء العسكريين فانه "من غير الممكن التكهن بالفترة المطلوبة لإنهاء العملية الجوية العسكرية الروسية في سورية"، موضحين أن تقويم عمل القوات الجوية الروسية ممكن مع حلول نهاية العام الحالي. وقالوا انه "مع حلول رأس السنة، ستتضح الصورة ويتضح تحول المشهد، وإلى أي حد نقطة التحول في مسار مسرح العمليات الميدانية ممكنة". 
الخبراء يؤكدون أن "الأهم من كل ذلك هو أن روسيا أنشأت القاعدة الجوية في اللاذقية ولا نية لديها للخروج منها. وإضافة إلى القاعدة البحرية في طرطوس، تشير الإنشاءات إلى بناء قاعدة جوية إضافية، ما يفسر نية روسيا بالبقاء في المنطقة لأمد طويل".
محللون آخرون، يعتبرون أن "إنشاء قاعدة عسكرية جوية روسية في اللاذقية أسهم في إنقاذ المدينة والمنطقة من هجوم المتطرفين"، لافتين الى انه "كان منتظراً ان تهاجم المنطقة جبهة النصرة التي غيرت مخططها وحولت تحضيراتها الهجومية باتجاه منطقة حماه".
ويعتقد هؤلاء المحللون أن "انجاز اتفاق فيينا النووي بين ايران والدول الكبرى، في تموز(يوليو) الماضي واتخاذ مجلس الأمن القرار 2231 الذي ينص على إلغاء العقوبات عن إيران، حررا روسيا من قيود كانت تمنعها من تفعيل تعاونها مع طهران، التي تحررت بدورها من قيود تحركها على الأرض السورية، ما شجع روسيا على اتخاذ هذه الخطوة عن قناعة بأنه للتوصل إلى تسوية سلمية في هذا البلد لا بد من تحقيق انتصار مؤثر للجيش الوطني السوري. أما خلال تقهقر الجيش فلا يمكن تحقيق أي مسار سلمي بتاتاً".
وترفض موسكو مطالب المعارضة السورية بوقف الغارات والربط بين تلبية تلك المطالب ومشاركة فصائل المعارضة في مفاوضات السلام، متمسكة بموقفها القائل ان جميع الغارات الروسية تستهدف حصريا فصائل إرهابية.
وكانت روسيا، حددت هدفين أساسيين بشكل مبدئي لتدخلها العسكري المباشر في سورية لدعم القوات السورية التابعة للنظام الشرعي.
الأول، منع التحالف الأميركي من القيام بأي خطوات من شأنها تحديد "مناطق محررة" وفرض حظر جوي عليها، ومن ثم منع المعارضة السورية المسلحة من التكتل في تلك المناطق وشن هجمات برية تحت غطاء جوي لقوات التحالف. وهذا الأمر يجري التحضير له منذ أشهر طويلة، سواء عن طريق العمل المباشر بواسطة تركيا والسعودية وقطر، أو بشكل غير مباشر من جانب فرنسا التي أعلن رئيسها عن ضرورة تقديم الدعم لما أسماه بالمناطق المحررة.
والثاني، رغبة الكرملين في دعم النظام الشرعي في مكافحة الإرهاب، والدفع في الوقت نفسه إلى لقاءات أو اتفاقات ولو أولية بين مختلف القوى السورية، بما فيها النظام السياسي لتسوية سياسية، وهو الأمر الذي يسمح لروسيا بالحفاظ على مصالحها، على عكس ما حدث لها في العراق وليبيا.
فالهدف الأول تم الإعلان عنه بعد 6 أيام من بدء القصف الروسي في سورية على لسان نائب وزير الخارجية الروسي، مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، حيث أكد أن بلاده ترفض إقامة منطقة حظر جوي في سورية، بناء على اقتراح تركيا، معللا ذلك بضرورة احترام سيادة الدول.
أما الهدف الثاني، فهو قيد العمل، إذ قامت روسيا بالإعلان عن تحالف أمني لوجستي لتبادل المعلومات الأمنية بينها وبين إيران والعراق وسورية، ومواصلة العمل إلى جانب القوات السورية، والقوات الكردية "البيشمركة"، حيث اعترفت موسكو بأنها قامت بتسليح هذه القوات، وكذلك إلى جانب متطوعين إيرانيين من حرس الثورة الإسلامية الذين يقاتلون منذ فترة في سورية إلى جانب عناصر من تنظيم "حزب الله" اللبناني