آخر الأخبار
  ولي العهد ينشر صورة للأميرة إيمان.. وهذا ما قاله   لماذا لم يسجل منتخب النشامى في مرمى العراق؟ سلامي يجيب ويوضح ..   انتهاء مباراة الأردن والعراق بالبصرة بـ"التعادل السلبي"   الملك والرئيس الإماراتي يبحثان جهود إنهاء الحرب على غزة ولبنان   السوداني لحسان: مباراة العراق والأردن فرصة لتعزيز العلاقات   العيسوي: الأردن، بقيادة الملك، ثابتا على مواقفه ومحافظا على أمنه ومدافعا عن أمته   توضيح مهم جدا للعمالة السورية في الاردن   "الارجيلة" تتسبب بإغلاق 35 مقهى في العاصمة عمان! تفاصيل   الملك يفتتح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة الاثنين   الملك في برقية لـ عباس: مستمرون بالعمل لإنهاء الظلم على الشعب الفلسطيني   مهم لهؤلاء الطلبة من المتقدمين للمنح والقروض - أسماء   تفاصيل حالة الطقس في المملكة حتى الاحد   39% من إجمالي عدد المساجد في الأردن تعمل بالطاقة الشمسية   ولي العهد: "فالكم التوفيق يالنشامى"   بمناسبة مرور 70 عاما على العلاقات الأردنية اليابانية .. رسالة من جلالة الملك عبدالله الثاني إلى رئيس الوزراء الياباني   الاردن .. زيادة كشفية الطبيب العام بنسبة 100% وزيادة كشفية طبيب الاختصاص بنسبة 50% .. تفاصيل   بيان صادر عن "وزارة التنمية الاجتماعية"   الذكرى الـ89 لميلاد المغفور له الملك الحسين بن طلال   الحكومة تسدد 3 مليار دينار من ديونها في 9 أشهر   الأمير الحسن ينقل رسالة من جلالة الملك لرئيس الوزراء الياباني

قصة الفنان جورج وسّوف: توفرت المصادر ولم يسألها أحد!

{clean_title}
تعتمد بعض وسائل الإعلام المحلية الإثارة أسلوباً لجذب أكبر عدد من القرّاء والمتابعين لأخبارها، حتى لو أدت تلك الأخبار إلى تضليل الرأي العام، وتوجيهه ضد أو مع أحد أطراف قضية معينة.

يوم السبت، 26 أيلول (سبتمبر)، نشرت عدة مواقع إلكترونية خبراً يتعلق بما قالت إنه "حادثة شتم الفنان السوري جورج وسوف للأردنيين”، الأمر الذي أدى إلى تفاعل العديد من المتلقين، من خلال وضع تعليقات على ذلك الخبر، هاجموا فيها الفنان السوري.

نشر الخبر والتفاعل معه، لم يكن دقيقاً في ما يتعلّق بالمصادر التي اعتمد عليها، خصوصا في البداية، فعندما نُشر صباح السبت، لم يكن مسنودا إلى أي مصدر صريح، بل اعتمدت التغطية على "شهود عيان” مبهمين، لم تُذكر أسماؤهم. كما نُسب الخبر إلى مصادر جماعية مبهمة.

من ناحية أخرى، ظلّت تفاصيل الخبر غامضة ومتضاربة، فبعض المواقع ذكرت أن الحادثة وقعت في بداية الحفل، وأخرى قالت إن الحفل تم إنهاؤه وإطفاء الإنارة وسحب المطرب من الحفل، فيما قالت مواقع أخرى إن الحفل انتهى بالشجار العنيف. وقد نشرت بعض المواقع في ما بعد مقطع فيديو للحفل يظهر جزءا مما حدث، لكن الصوت فيه لم يكن واضحا بشكل يُمكّن من الحُكم على ما حدث.

وحتى عندما نشرت بعض المواقع تصريحات لنقيب الفنانين ساري الأسعد قال فيها "إن النقابة اجرت تحقيقاً بالحادثة وتبين أنها غير صحيحة”، وسارعت مواقع أخرى إلى التشكيك بما قاله، ونشرت فيديو لـ”تفنيد” ما قاله الأسعد، لكنها لم تلتفت إلى أن محتوى الخبر وتصريحات الأسعد يختلفان عما ورد في الفيديو.

فرغم رداءة الصوت في مقطع الفيديو السابق الذكر، إلا أنه يمكن التقاط جملة للفنان جورج وسوف، قالها باللغة الانجليزية (on my shoes)، لكن لم يكن واضحا لمن وجّه وسوف هذه الجملة، ولا ما دفعه إلى قولها.

مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد” تابع ما حدث، مع عريف الحفل، المذيع أحمد شبيب، الذي أوضح أن ما تداولته وسائل الاعلام من أخبار عن وقوع مشاجرات في الحفل، وإنهائه قبل موعده المقرر "عارية عن الصحة”، موضحاً أن "الحضور تفاعلوا بشكل كبير مع حفل وسوف من دون حدوث مضايقات”.

وأضاف شبيب أن ما حدث كان "مشادة كلامية” مع أحد المعجبين الذي كان يرغب بأخذ صورة مع الفنان، لكن وديع ابن جورج وسوف وموظفي الأمن منعوه من الوصول إلى الفنان، عندها بدأ الشاب بشتم ابن الفنان وموظفي الأمن.

وبخصوص ما قيل عن "استهزاء” جورج وسوف بالأردن، أكّد شبيب أنه "لم يكن هناك استهزاء”، والقصة، بحسبه، هي أن الشاب عندما مُنع من التقدم باتجاه وسوف بدأ يكرر عبارة "أنا أردني رافع راسي”، وهنا سأله وسوف "شو يعني أردني رافع راسك”؟ ولم يكن هذا السؤال، كما قال شبيب بقصد الاستهزاء أو الشتم، كما ذكرت المواقع الإخبارية، بل بقصد الاستفهام عن معنى العبارة، التي "لا يعرف وسوف أنها شعار في الأردن”.

"أكيد” تواصل أيضاً مع مصور الحفل، يزن مصطفى، الذي كان يقف بالقرب من الشاب عند محاولته الصعود إلى المسرح. وقال مصطفى إنه سمع الشاب يشتم وديع ابن جورج وسوف وموظفي الأمن لمنعه من الصعود، لكنه لم يسمع أن جورج وسوف شتم الأردن.

وأضاف المصور إن "موظفي الأمن لم يعتدوا بالضرب أو بالشتم” على الشاب، الذي ظلّ يكرر "أنا سلطي” و”أنا أردني ورافع راسي”.

ويوضح "أكيد” أن نقل الخبر بتلك الصورة خالف معيار الدقة، في عدم اعتماده على مصادر واضحة لأشخاص مُفصح عن هويتهم، وعزو الخبر إلى مصادر جماعية.

كما يشير "أكيد” إلى أن اعتماد الإعلام على وسائل التواصل الاجتماعي لنقل الأخبار يُضر بمصداقيتها، فليس كل ما يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي صالح للنشر.

كذلك لم تُكلف وسائل إعلام نفسها في البحث عن الحقيقة والتواصل مع أطراف القصة مثل إدارة الفندق، أو منظم الحفل، أو أحد الحضور باسمه الصريح، وبقيت معتمدة على طريقة "النسخ واللصق”.

إضافة إلى ما سبق، فأن نشر الاتهامات غير الصادرة عن مصدر معني وبدون أدلة واضحة، يضر بمعيار الانصاف والنزاهة، فقد يكون ما حدث صحيحاً لكن نشره من دون دليل أو برهان يُبقي الرواية منقوصة وغير دقيقة.