المناسف تتسيد موائد الأردنيين في العيد
تسيدت أكلة المنسف موائد الغالبية العظمى من مواطني محافظة الكرك وغيرها من المحافظات في اول ايام عيد الاضحى المبارك وباقبال اكبر في ثاني ايام العيد يتساوى في ذلك ميسورهم ومعوزهم..
فان كان الميسورون في الكرك مثلاً قد أعدوا مناسفهم بلحوم اضاحيهم فقد نال المعسرون الذين لم تسعف الظروف المالية اكثرهم لنحر الاضاحي نصيباً من تلك اللحوم لتكون المناسف الوجبة الاشهى لهم، فمعظمهم بالكاد يتذوق طعم المنسف الا بمناسبة عيد الاضحى اذ اللحوم بالنسبة لهذه الشريحة من المواطنين لغلاء اسعارها بلدية كانت ام مستوردة مطلب صعب المنال.
اكثرالميسورين في محافظة الكرك أعدوا مناسفهم في اول ايام العيد فهم اصحاب الاضاحي واول المستفيدين من لحومها، اما المعسرون فكان لزاما عليهم ان ينتظروا ثاني ايام العيد لاعداد مناسفهم، والسبب ان ماوصلهم من لحوم اضاحي الاقارب والمجاورين وصل وقد انقضى جزء كبير من نهار اول ايام العيد، هذا اولا، اما ثانيا فقد انتظروا ان تتجمع لديهم اكبر كمية من اللحوم لاعداد وجبة منسف مشبعة ومقنعة اذ المعروف وبحسب طقوس المنسف الكركي انه كلما زادت كمية اللحوم التي تطهى بمريس الجميد الكركي كان طعم المنسف اكثر لذة، وحيث ان اعداد المعسرين في المحافظة كبيرة قياسا باعداد ميسوريها فبالتأكيد ان اعداد المناسف التي اعدت في ثاني ايام العيد اكبر بكثير من تلك التي اعدت في اول ايامه.
والمؤشر لمعرفة رواج اكلة المنسف في هذا اليوم او ذاك هو الوقوف على كميات خبز الشراك التي بيعت في السوق سواء من الافران مباشرة او من قبل باعة الخبز الاخرين، وقد قال اصحاب افران وباعة انهم انفقوا في اول ايام العيد كميات كبيرة من خبز الشراك، بيد ان كميات الخبز التي بيعت في ثاني ايام العيد كانت مضاعفة.
ومن الجدير بالاشارة ان ارتباط خبز الشراك باكلة المنسف هنا في محافظة الكرك ارتباط وثيق جدا بل ان هذا الخبز من لزوميات وجبة المنسف التي لاغنى عنها ، فبخبز الشراك تمد ارضية الصواني او "السدور" قبل سكب الارز واللحم فيها، ثم من الاشهى والامتع لآكلي المناسف ان يتناولوا الارز واللحم مع خبز الشراك.