روسيا تسلم سورية مقاتلات وطائرات استطلاع لمحاربة المتشددين

تسلمت سورية من حليفتها روسيا مقاتلات وطائرات استطلاع، فضلا عن معدات عسكرية لمساعدتها في محاربة تنظيم داعش الذي استهدفه الطيران الحربي السوري بكثافة خلال الأيام الماضية.
وافادت مصادر عسكرية سورية أمس أن الجيش السوري "بدأ باستخدام" اسلحة روسية ضد التنظيم، في وقت تتهم واشنطن موسكو بتعزيز تواجدها العسكري في سورية التي تعصف فيها حربا دموية منذ اكثر من اربع سنوات.
وقال مصدر عسكري سوري رفيع المستوى، دون الكشف عن اسمه، "نستطيع تأكيد وصول خمس طائرات روسية على الاقل وعدد غير محدد من طائرات الاستطلاع يوم الجمعة الماضي" الى قاعدة عسكرية في مدينة اللاذقية.
واضاف المصدر "بدأ يظهر أثر السلاح الروسي على الأراضي السورية، وافتتح الجيش السوري استخدامه لهذه الأسلحة في مدينتي دير الزور (شرق) والرقة (شمال)، تحديدا في استهدافات على أرتال لتنظيم داعش".
وقتل ما لا يقل عن 38 من عناصر التنظيم في ضربات جوية "محددة" شنها الطيران الحربي السوري على مواقع للمتشددين في تدمر والسخنة والقريتين في محافظة حمص وسط البلاد، على ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس.
واشار المصدر العسكري رفيع المستوى الى "أسلحة نوعية لديها إصابة دقيقة للهدف، ولدى بعضها صواريخ موجهة عن بعد"، لافتا الى انها "اسلحة دفاعية وهجومية ولا تقتصر على الطائرات".
واكد مصدر عسكري آخر في مدينة اللاذقية انه بالاضافة الى الطائرات المقاتلة "وصلتنا أيضا أسلحة استطلاع جديدة تساعد في تحديد مكان الهدف بدقة متناهية (...) بالإضافة إلى رادارات مرافقة لها ومناظير ليلية".
ومنذ اسابيع، تبدي واشنطن قلقها حيال تعزيز الوجود العسكري الروسي في سورية. واكد مسؤولون اميركيون نشر روسيا طائرات مقاتلة في اراضي حليفتها من طراز اس يو-24 واس يو-25.
وقال احد هؤلاء المسؤولين ان من شأن تلك الطائرات ان تتيح لروسيا "شن ضربات بعيدا في سورية وحتى في الاراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش".
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم اكد مؤخرا انه "يوجد شيء جديد يفوق تزويد سورية بالسلاح وهو مشاركة روسيا في محاربة داعش وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سورية) وهذا شيء اساسي".
وأول من أمس، ذكرت صحيفة "كومرسانت" الروسية ان العقد الساري بين موسكو ودمشق ينص على تسليم سورية "خمس مقاتلات من طراز ميغ - 29 ام/ام 2 بحلول العام 2016 وثلاث اخريات بحلول 2017".
وبحسب الصحيفة اليومية، فان روسيا ستسلم حليفتها ايضا "مجموعة اولى" من طائرات التدريب ياك-30. واكدت ان "ليس هناك اي عقود جديدة، حيث ان كافة الاسلحة والمعدات تسلم الى سورية وفقا لعقود موقعة سابقا".
ونقل الموقع الاخباري الروسي "ار بي كي" عن الخبير العسكري فلاديمير ايفسييف ان موسكو تبحث في امكانية دعم الجيش السوري من خلال طائراتها ولكن ليس قبل السابع من تشرين الاول/اكتوبر موعد انتهاء المناورات العسكرية الروسية في البحر المتوسط.
وبرغم ان الضربات الجوية السورية ضد تنظيم داعش اصبحت محددة اكثر، الا انها توقع ايضا ضحايا مدنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرة المشتددين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقتل 17 مدنيا على الاقل، بينهم سبعة اطفال، أول من أمس في غارات جوية استهدفت بلدتين يسيطر عليهما التنظيم المتطرف في دير الزور.
على صعيد آخر، تسعى الولايات المتحدة لاستعادة مصداقية برنامجها لتدريب معارضين سوريين لمحاربة تنظيم داعش. واكدت وزارة الدفاع الاميركية الاثنين عودة 70 من هؤلاء الى سورية للمشاركة في القتال.
وكانت جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سورية، هاجمت مجموعة اولى مؤلفة من 54 مقاتلا بعد فترة قصيرة من دخولهم سورية في شهر تموز/يوليو.
على صعيد متصل، اجتمع موفد الامم المتحدة الى سورية ستافان دي ميستورا ليومين مع رؤساء اربع مجموعات عمل محددة المهمات شكلتها الامم المتحدة تمهيدا لاستئناف المفاوضات المتعلقة بالازمة السورية.
واعلنت جيسي شاهين المتحدثة باسم دي ميستورا في بيان ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وافق على اسماء الاشخاص المكلفين ترؤس هذه المجموعات.
وهؤلاء هم النروجي يان ايغلاند (الامين العام للمجلس النروجي للاجئين) للشؤون الامنية، والسويسري نيكولا ميشال (الرئيس السابق للشؤون القانونية للامم المتحدة بين 2004 و2008، وقد اضطلع بدور فعال في انشاء المحكمة الخاصة للبنان المكلفة محاكمة المتهمين باغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في 2005) للمسائل السياسية والقانونية، والخبير السياسي والاستاذ الجامعي الالماني المتخصص في الشؤون السورية فولكر برتيس للجوانب العسكرية ومكافحة الارهاب، والسويدية بريجيتا هولست آلاني لاعادة اعمار البلاد.
وتشكل مجموعات العمل الاربع هذه اساس المقاربة الجديدة التي اقترحها دي ميستورا اواخر حزيران/يونيو من اجل التوصل الى السلام في سورية، وذلك بعدما اخفق مؤتمرا جنيف حول سورية في وقف الحرب