وكاله جراءة نيوز- عمان - كشف مصدر أن مراسل عسكري للقناة الإسرائيلية الثانية إيتاي أنجل، دخل مدينة درعا بالتنسيق مع إرهابيي "كتيبة العمري" التابعة لعصابات (الجيش الحر) وصور شريطاً إخبارياً هناك.
فقد بثت القناة الإسرائيلية الثانية مساء يوم الثلاثاء الماضي، عقب نشرة الأخبار، شريطاً مطولاً يظهر مراسلها العسكري، إيتاي أنجل، وهو يلتقي بعض المواطنين السوريين في عدد من مناطق شمال الأردن، ولاسيما السوق المركزي في "الرمثا" (سوق الحسبة...) قبل أن يتوجّه إلى منازلهم التي استأجروها في البلدة ومحيطها.
شريط إيتاي أنجل، الذي سبق له أن غطى أحداث مصر وليبيا، وقبلهما الغزو الأميركي للعراق وأفغانستان، دخل مدينة درعا عبر الحدود الأردنية حيث التقى أهالي أكثر من منطقة؟!!.
لكن كيف رتّب أنجل لقاءاته وتسلّله إلى الأراضي السورية؟.. مصادر أكدت أن مصوراً من حمص ساعده على ذلك بعد أن تعرفا على بعضهما البعض قبل حوالى عام خلال تغطية أنجل للأحداث في ميدان التحرير بالقاهرة. وهذا المصور ليس في الواقع سوى رامي أحمد السيد، مصور (الجزيرة) في حمص وشريك المدعو خالد أبو صلاح في المركز الإعلامي الذي أنشأته وموّلته (الجزيرة) في بابا عمرو، والذي قُتل في 21 من الشهر الماضي خلال عملية تحرير بابا عمرو من أيدي عصابات "كتيبة الفاروق" الإجرامية ومسلحيها التكفيريين الذين كان يقودهم عناصر من الاستخبارات الفرنسية!.
إيتاي أنجل، وكما يكشف عن الأمر في النص المكتوب الذي وضعه كمقدمة لشريطه على موقع "القناة الثانية" كان تعرّف على رامي السيد في مصر، معرباً عن أسفه لمقتل السيد، الذي يصفه بأنه "صديقه" قبل أن يؤكد أن موته "مأساة شخصية" بالنسبة له!!!.
وما لم يذكره إيتاي في تقديمه لتقريره، كشفته مصادر إعلامية إسرائيلية في تل أبيب ليا أبراموفيتش، التي تابعت القصة في كواليس القناة الإسرائيلية الثانية وأماكن أخرى كانت على علم بتحركات إيتاي أنجل واتصالاته مع رامي السيد على مدار السنة الماضية وحتى مقتل هذا الأخير في باباعمرو.
وبحسب مصدر تقني في القناة يعمل بالقرب من أنجل، تمكّن هذا الأخير بمساعدة رامي السيد من فتح خطوط اتصال مع ما يُسمّى (الهيئة العامة للثورة السورية) ومع "كتيبة العمري" في (الجيش الحر) التي تعمل في منطقة حوران، فضلاً عن أعضاء في مجلس اسطنبول منهم عماد الدين رشيد. ويقول المصدر: إن أنجل حصل بفضل هؤلاء على قوائم كاملة بأسماء وعناوين وأرقام هواتف اللاجئين السوريين في شمال الأردن، وأسماء عدد من العسكريين العاملين في "كتيبة العمري" الذين يتولون الأعمال اللوجستية (تهريب السلاح والأموال) بين الأردن وسورية. وطبقاً للمصدر، فإن بعض هؤلاء تحوّلوا إلى (مصادر معلومات) للقناة الإسرائيلية ومراسلين مأجورين طيلة الأشهر الماضية. وهو ما يفسّر كيف أن القناة حصلت على أشرطة حصرية بثتها في مناسبات مختلفة عن الأحداث في سورية لم تحصل عليها حتى قناة (الجزيرة) نفسها. فقد كان رامي السيد يرسل مشاهد كاملة مما يصوّره في حمص وباباعمرو إلى إيتاي أنجل مباشرة، وكذلك فعل عدد من أعضاء (الهيئة العامة للثورة السورية) و(الجيش الحر) في حوران "كتيبة العمري"!!.
مصدر مطّلع أكد أن هذا الاختراق الصهيوني لعصابات ومسلحي ما يسمّى (الجيش الحر) ليس مستغرباً أو مفاجئاً، ولاسيما إذا عرفنا أن زعيم تلك العصابة العقيد الفار رياض الأسعد قد زار إسرائيل برفقة ضباط استخبارات قطريين وأتراك، للاتفاق على تسليح هذه العصابات والجماعات الإرهابية بالأسلحة والمعدات الإسرائيلية المتطورة. وأضاف مصدر "جهينة نيوز": كما لا يخفى على أحد الدور المتواطئ والعميل للأردن وحكومتها في إيواء عدد من المجرمين الفارين على أنهم لاجئون سوريون، متوقعاً أن تكشف الأيام القادمة أنباء ومعلومات تؤكد أن إسرائيل والموساد ومعهما المخابرات الأردنية خلف الأحداث التي شهدتها مدينة درعا منذ بداية الأزمة حتى اليوم؟!.