آخر الأخبار
  النائب معتز أبو رمان يمنح موظفيه عطلة ومكافأة احتفالًا بتأهل النشامى   ولي العهد: مبارك للنشامى .. وتبقى السعودية شقيقة عزيزة   عفونة وتغيّر لون .. إتلاف جميد فاسد وإغلاق مستودع في عمّان   احتفالات تعم الشوارع بتأهل النشامى لنهائي كأس العرب   السلامي: النشامى كانوا في الموعد وسعيد بلقاء المغرب   النشامى يتخطى السعودية ويضرب موعداً مع المغرب في نهائي كأس العرب   الشوط الثاني: الأردن (1-0) السعودية .. تحديث مستمر   ثلاثة ملايين دولار وملفات سرية… رواية روسية تكشف تفكك الدائرة الضيقة حول الأسد   الصفدي لـ فيليب لازاريني: غزة ما تزال تواجه كارثة إنسانية نتيجة الدمار الذي سببه العدوان الإسرائيلي   إتصال يجمع الوزير أيمن الصفدي بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان .. وهذا ما دار بينهما   تفاصيل المنخفض الجوي القادم للمملكة: زخات ثلجية خلال ساعات فجر وصباح الأربعاء   النائب رائد رباع يطالب بالسماح لسيارات الإسعاف والدفاع المدني باستخدام مسرب الباص السريع   الأردن يسير قافلة مساعدات جديدة إلى سوريا   الأردن يعزي المغرب بضحايا الفيضانات   دراسة: الفرد في الأردن يهدر 81.3 كيلوغرام غذاء سنويا   الملك ووزير الخارجية الصيني يبحثان توطيد الشراكة بين البلدين   التعليم العالي: بدء تقديم طلبات القبول الموحد للطلبة الوافدين   التنمية: صرف معونة الشتاء مع مخصصات كانون الأول الحالي   الزعبي تؤكد أهمية الثقافة المؤسسية لتحقيق التميز واستدامة الأداء   المؤسسة الاستهلاكية المدنية تعلن عن عروض ترويجية واسعة

إسرائيل ترصد 150 مليون دولار لتعزيز انتماء يهود العالم لديانتهم

{clean_title}
نشب خلاف هذا الأسبوع بين الوكالة اليهودية والحكومة الإسرائيلية، على خلفية تكليف وزير التعليم الإسرائيلي، زعيم كتلة المستوطنين البرلمانية نفتالي بينيت، بإدارة مشروع يهدف إلى تعزيز انتماء أبناء الديانة اليهودية في أوطانهم، لديانتهم وللصهيونية، بعد أن أظهرت سلسلة من الأبحاث والاستطلاعات تراجعا حادا في هذا الانتماء، ما زاد من قلق الصهيونية العالمية، باعتبار الانتماء مصدرا أساسيا للهجرة الى إسرائيل.
ورصدت الحكومة الإسرائيلية 150 مليون دولار لهذا المشروع، عدا ما تصرفه الحركة الصهيونية بمئات الملايين. وتتخوف الوكالة من أن يتحول هذا المشروع إلى مشروع حزبي يسيطر عليه التيار الديني الصهيوني المتشدد، ما يجعل نجاحات المشروع محدودة، نظرا لطبيعة مجتمعات يهود العالم التي تطغى عليها الليبرالية.
وتُكثِر معاهد الأبحاث الصهيونية في السنوات الأخيرة، الحديث عن تراجع الانتماء لدى أبناء الديانة اليهودية في العالم لديانتهم، ما يزيد من ابتعادهم عن المؤسسات الدينية والتربوية والتعليمية اليهودية، وبالتالي الابتعاد عن المؤسسات الصهيونية، وعن الشعور تجاه الكيان الإسرائيلي. وما يزيد قلق إسرائيل والصهيونية، أن تراجع الانتماء بات يطال أيضا أبناء اليهود الذين هاجروا من إسرائيل منذ سنوات ويقيمون في الخارج. وقال أحد أهم الأبحاث المعمقة التي أجريت في هذا المجال ونشر في السنوات الأخيرة، وتركز أساسا في الوضع القائم بين الأميركان اليهود، الذين يصل عددهم إلى 5,25 مليون نسمة، فقد تبين أن 50 % من الشبان الأميركان اليهود يندمجون في ديانات أخرى، ويتخلون عن اليهودية. كما أن 50 % من الشبان الأميركان اليهود لا يشعرون بأي انتماء لإسرائيل، وأن
20 % فقط من الأميركان اليهود دون سن 35 عاما يشعرون بانتماء قوي لإسرائيل، وأن 70 % من الأميركان اليهود لم يزوروا إسرائيل إطلاقا.
كما أشار بحثان آخران إلى أن أبناء الإسرائيليين الذين يولدون في الخارج، لوالدين هاجرا من إسرائيل، يبتعدون بقدر كبير عن "الهوية والثقافة الإسرائيلية"، حسب تعبير البحثين، اللذين بحثا ما إذا العائلات الإسرائيلية المهاجرة إلى الخارج تهتم في الحفاظ على "وهويتها وثقافتها الإسرائيلية" لدى إقامتها في الخارج، أم أنها تتبنى هوية وثقافة الدول التي هاجرت إليها، وتبين أنه على الأغلب فإن الوالدين فقط أو البالغين من ابنائهما يحافظون بقدر ما على هذه الهوية والثقافة، بينما تضعف بقدر كبير لدى الأبناء الذين ولدوا في الخارج. ومن أهم أسباب تراجع أعداد اليهود في العالم هو الاندماج في شعوبهم، وخاصة من خلال التزاوج المختلط، إذ حسب الشريعة اليهودية يتم الاعتراف بيهودية الشخص فقط إذا كانت والدته يهودية، بغض النظر عن ديانة والده، كما انه لا يتم الاعتراف بأي شخص والده يهودي ووالدته ليست يهودية، إلا أن غالبية أبناء اليهوديات، الذين آباءهم ليسوا يهودا لا يعتبرون أنفسهم يهودا، أو أنهم في جيل متقدم يتخلون عن ديانة أمهاتهم، خاصة إذا كانوا خارج إسرائيل، وتتراوح نسبة الزواج المختلط بين اليهود في العالم من 25 % إلى 80 %، وأعلى النسب نجدها في روسيا والجمهوريات المحيطة بها، بينما نسبة الزواج المختلط في الولايات المتحدة باتت تتعدى نسبة 50 %.كذلك فإن اليهود في أوطانهم يتأثرون بثقافاتهم الوطنية في تلك الدول، فمثلا، في السنة الأخيرة استغلت إسرائيل تفجيرات وقعت في فرنسا لتحفيز الفرنسيين اليهود في الهجرة إليها، إلا أن الكثير من المحللين والخبراء الإسرائيليين أشاروا إلى أن الغالبية الساحقة جدا من الفرنسيين اليهود لن تستطيع التعايش مع الأجواء القائمة في إسرائيل، بسبب نظرتهم الليبرالية وقيم حقوق الإنسان العالية لديهم.
وقد أجرت الحكومات الإسرائيلية منذ العام 2006، إبان حكومة إيهود أولمرت وحكومات بنيامين نتنياهو الثلاث الأخيرة سلسلة من الأبحاث واتخذت قرارات، تهدف إلى أن تأخذ الحكومة الإسرائيلية دورا في نشاط الحركة الصهيونية، في محاولة لصد ظاهرة الابتعاد عن اليهودية والصهيونية. وتبين في الأيام الأخيرة، أن الحكومة رصدت 150 مليون دولار، وسلمتها لوزارة ما يسمى "يهود المهجر"، التي يتولاها وزير التعليم، زعيم كتلة المستوطنين البرلمانية نفتالي بينيت، من بينها 50 مليون دولار من الموازنة العامة، و100 مليون دولار سيسمح للوزارة بجمعها كتبرعات.
إلا أن ممثلي لمنظمات صهيونية في العالم، ومعهم رئيس الوكالة اليهودية (الصهيونية) العالمية، نتان شيرانسكي، يعترضون على إيداع مشروع "تعزيز الهوية اليهودية"، بيد الوزير بينيت، كونه من التيار الديني الصهيوني المتشدد، خاصة وأن بينيت وطاقمه بدأوا يتحدثون عن تعزيز انتماء "العائلة اليهودية" لليهودية، ما يعني التركيز على المفاهيم الدينية، أكثر من الانتماء السياسي العام.
وقال مصدر في وزارة "يهود المهجر" لوسائل إعلام إسرائيلية، إن المفهوم العام للحالة اليهودية العالمية يقول، "إنه في السنوات الأخيرة نشهد تراجعا مستمرا في الهوية اليهودية بين المجتمعات اليهودية في أنحاء العالم"، وهذه الصيغة (بين قوسين) هي المقبولة كتعريف على جميع الجهات اليهودية، إلا أن الوزير بينيت وطاقمه، بدأوا يتحدثون عن "العائلة اليهودية"، ما أثار اعتراضها بين أوساط يهود العالم، لما يوحي من تدخل في تفاصيل الحياة الخاصة، والدخول في قضايا دينية مختلف عليها.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤول في إحدى المنظمات اليهودية، "هل حكومة إسرائيل ستقول الآن للمجتمعات اليهودية في العالم، كيف تدير العائلات أنفسها"، خاصة وأن الخلاف بين الطوائف الدينية اليهودية يحتد في إسرائيل والعالم، بين التيارات المتشددة والليبرالية، وقد كانت هذه الخلافات في أحيان كثير أسباب أزمات في حكومات إسرائيل المختلفة.
إن رصد هذه الميزانية، والجدول القائم حول كيفية صرفها، ومن يتولى مسؤوليتها، يعكس حجم الأزمة القائمة في الحركة الصهيونية، في ما يتعلق بمستقبل الانتماء والهجرة إلى إسرائيل، وهي الجانب الأساس الذي تتغذى عليها الصهيونية لتبقى قائمة.