آخر الأخبار
  الفصائل الفلسطينية تبشر بخصوص وقف إطلاق النار في قطاع غزة   الجيش يحبط محاولة تسلل طائرة مسيرة من الواجهة الغربية   لم يكلف نفسه عناء تحذير أقاربه أو اشقائه .. تفاصيل جديدة حول هروب "المخلوع" بشار الاسد من سوريا   تفاصيل حالة الطقس حتى الثلاثاء .. وتحذيرات هامة للأردنيين   حسان دون موكب أو حرس داخل ناديه الرياضي (الجيم)   إعلان هام لمستخدمي "الباص السريع" حول ساعات عمله   هل أصيب أي أردني بحادثة الدهس بسوق عيد الميلاد شرقي ألمانيا؟ بيان صادر عن "وزارة الخارجية" يجيب ..   إعلان هام للسوريين المتواجدين في الاردن الراغبين بالعودة الى سوريا   وزارة الصحة الاردنية: هذا الخبر عارٍ عن الصحة   الحكومة: توسيع شبكة الغاز لتشمل المدن الصناعية كافة قريبا   البترا تخسر 75 % من زوارها الأجانب   هكذا أصبح سعر الليرة الإنجليزي والرشادي السبت   قرارات حكومية بشأن الموظفين تدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل   الحكومة تحسم الجدل حول رفع الضرائب والرسوم على الأردنيين   مطالبة بزيادة رواتب المتقاعدين في الاردن   قرار هام من السفارة السورية حول عودة السوريين بالاردن الى بلادهم   الترخيص المتنقل ببلدية برقش في اربد غدا   البنك الدولي يدرس تقديم تمويل إضافي لدعم التعليم في الأردن   بدء أربعينية الشتاء في الأردن   الأردن يدين حادثة الدهس في سوق عيد الميلاد في ألمانيا

معمر لبناني ينجب رغم تجاوزه القرن… واسرته تناهز الثلاثمائة شخص

{clean_title}

جراءة نيوز - اخبار الاردن -

بلغ من العمر عتيا، ورسم الزمن خطوطه على وجهه عاجزا في الوقت نفسه عن الوصول إلى قلبه النابض بالشباب، فنظرته للحياة تزداد تفاؤلا وتمسكا، إذ يتخذ من العائلة السند، ومن الأبناء العضد.
إنه المعمر اللبناني سليمان محمد المل، الذي بلغ من العمر 117 عاما، من بلدة حكر جنين في عكار، شمال لبنان، وله من الأبناء 8، منهم 3 بنات و5 أولاد، أكبرهم في السادسة والثمانين، من زوجته الأولى المتوفية، إضافة إلى 5 أبناء، منهم ابنتان و3 أولاد أصغرهم يبلغ من العمر نحو 5 سنوات، من زوجته الثانية.
«المل» يختلف عن غيره بالنظرة إلى الحياة والعائلة، وهو بالأمس القريب فقط توقف عن إنجاب الأطفال، بسبب فقدان زوجته لجنينها، بعد أن وقعت أرضا منذ سنوات أربع.
يؤمن الحاج المل بأن حظه سيئ مع شريكة حياته الأولى سميرة، التي توفيت قبل سنوات، إثر مرض عضال، فهو يعرف معنى الوفاء والالتزام لهذه الزوجة التي كانت «مثالا يُحتذى به في تربية الأبناء، ومواجهة شظف العيش».
لكن القدر خطف منه ومن أبنائه، الزوجة والأم، ليجد نفسه وحيدا عاجزا عن تربية أطفاله، الأمر الذي دفعه وبإرادة ربانية للزواج من الشريكة الثانية، التي تحمل الاسم نفسه، ما جعله يعتقد أن اسم سميرة كالقديسين، ويعني له النعم والهناء، والوفاء، والتضحية، على حد تعبيره.
يتحدث الحاج المل، عن مسيرة حياته الطويلة، متوقفا عند محطات تاريخية عدة، رغم أمّيته وجهله القراءة والكتابة، فهو الذي وطأت أقدام أجداده أرض حكر جنين مع عائلة المراعبة، التي حكمت أرض عكار، على مدى قرن ونيف من الزمن، في منتصف القرن الثامن عشر 1753، إلى حين انتهاء الحكم العثماني للبنان، مع نهاية الحرب العالمية الثانية 1918.
العائلة (المراعبة) نفسها اتخذت من بلدة البيرة، والتي كانت تسمى ببيرة الحكم، مكانا لبسط نفوذها على كل المنطقة بدءا من ضهر النصّار في جبال عكار جنوبا، وصولا إلى طرطوس شمالا في سوريا.
لوهلة يتوقف عن الكلام متنهدا، ويكمل: «لكن ورغم كل شيء، سبحان الله يعز من يشاء ويذل من يشاء وهو على كل شيء قدير..».
ولا يحدد العم المّل زمنا لولادته، كون العائلات لم تكن في الماضي، تسجل مواليدها فورا في دائرة النفوس، لكنه يقول إن عمره يترواح بين 115 و117 عاما.
يتوقف عن الكلام وترتسم على وجهه علامة الصرامة والجدية: «إن شاء الله أنا صادق في ما أقول.. ما أعرفه تماما أنني عملت ووالدي على شق السكة (أي الطريق) من حلبا إلى البيرة في عكار، وهي الطريق التي شُقّت على أكتاف وسواعد الرجال، إذ أن المراعبة قرروا شقها من أجل الحصول على الغلال، بعد أن كانت البيرة هي مكان الحكم، وأعتقد أن ذلك كان في منتصف الثلاثينات من القرن الماضي».
ويُفاخر الحاج بهمته وقوته وصموده وصبره، قائلا: «الهمة طيبة إلى الآن والحمدالله.. السر هو في الأكل ونوعيته.. لا آكل كيفما اتفق، أو ما يقع عليه ناظري..لا آكل أي شيء لا أعرفه، والشيء الذي أعرف أن ليس فيه فائدة للصحة أتجنبه كليا».
ويضيف: «كل ما أتناوله يجب أن يكون من الزيت الطبيعي، أي زيت الزيتون الأصلي، لا أتناول الزيت الاصطناعي، هناك أكلات ضارة بالصحة».
ويتابع: «تجد البعض يقول إنه لا يستطيع العيش دون أكل اللحوم.. هذا صحيح، ولكن لحم البقر داء، أما حليبه ولبنه فهو بمثابة دواء، والماعز حليبها ولبنها هو دواء فعال، والغنم لحمها دواء، وحليبها ولبنها داء، هذه هي القاعدة التي اتبعها».
هذا ما ساعد الحاج المل برأيه، على الإنجاب، ويمازح قائلا: «إلى الآن لا زلت أنجب أطفالا والحمدلله، ولو كنت في بلد أجنبي لكان لي مكانة وسمعة، وموضع اهتمام، وتلقيت مساعدات..عتبي الشديد على الدولة، وأنا بهذه السّن، وبشيخوختي هذه، وشيبتي، ولا أتمتع بحقوق، فللشيخوخة حقوق على الدولة».
يتحدث الحاج «المل» عن نفسه، وهو الذي يحب كل الناس، ذلك لأن «أبانا وأمنا هما واحد، خلقنا من آدم وحواء.. أنا أخ الشيعي والدرزي والنصراني والسني، وليس لي أعداء وأحب الجميع، وأدعو الله أن يزول كل الكره الواقع هذه الأيام بين الناس».
وعن آخر أولاده، يقول «خرج إلى الدنيا منذ خمس سنوات إلا شهرين، وأسميته حيدر، حينها قررت التوقف عن الإنجاب، بعد أن كانت زوجتي حاملا فوقعت وفقدت جنينها». 
وهو يشد على قبضته، يقول «لكن لا تزال الهمة قوية لإنجاب الأطفال حتى الآن.. جيلنا مختلف عن الجيل الحالي، الذي أتضرع إلى الله كي يبعث له العقل الكامل، كي يهتم بحياته، ويعمل لمصلحة وطنه، وأتمنى أن يبعث له الهدوء والسكينة».
وحول ما إذا كانت النساء تجذبه حتى الآن، يرد الحاج ضاحكا: «من لا يحبهن، ولكنني أخاف من زوجتي، فهي بلاء».
ويضيف: «ليس صحيحا أن من هم بعمري لا يستطيعون الإنجاب، ولكن الأمر يقع على الزوجة، فهي من تستطيع أن تدفع رجلها كي يفعل ما يجب فعله، وهي التي تجعله غير زلمي (رجل لا يستطيع الإنجاب).. ولا يغرنك الجمال، فالجمال جمال الأخلاق، والأدب، والتهذيب، ولا أي شيء آخر».
يأسف المل على أن أحدا من أولاده لا يشبهه بقدرته العجائبية على الإنجاب، ويصرخ متهكما مطالبا ابنه أن يريه قوته بلعبة ثني الزناد واليد، ثم يتوقف ممازحا «ابني لديه 20 حفيدا وحفيدة، وعشرة كنائن (زوجة الابن)».
اليوم، عائلة الحاج المل مع أبنائه وأحفاده، وأحفاد أبنائه تناهز الثلاثمئة كما يقول، و»لولا خوفي من الاسترزاق، وصعوبة إطعام وإكساء الولد الجديد، لأقدمت مجددا على الإنجاب»، يضيف المعمر اللبناني.
ويتابع «هناك مشكلة، أن أولادي يعبرون عن استيائهم فيما لو أنجبت، لأن الإنجاب اليوم يحتاج إلى موازنات، وإطعامهم وكسوتهم صعب جدا في هذه الأيام، وأنا لا أملك عملا»