
جراءة نيوز - اخبار الاردن -
في ظل مواجهة قوات النظام السوري وحزب الله لمشكلات متعلقة بالقوى العاملة والتخطيط في سورية، ربما تلعب المليشيات الشيعية العراقية المدعومة من إيران دورًا كبيرًا في هذه الحرب.
على مدى الأشهر القليلة الماضية، ازداد دور المقاتلين العراقيين الشيعة مرة أخرى في الدفاع عن نظام الأسد في سورية؛ فمنذ أواخر عام 2012، شكّل هؤلاء المقاتلون — بعضهم من ذوي الخبرة، وبعضهم الآخر من المجندين الجدد – بعض الوحدات الأجنبية الأكثر ديناميكية في الحرب، وبحلول ربيع 2014، انسحبت الكثير من هذه الوحدات من الجبهة السورية للتعامل مع الضغوط المتزايدة لتنظيم داعش في العراق. واليوم، على الرغم من استمرار القتال في المناطق العراقية الساخنة مثل تكريت والرمادي، إلّا أنّ هذه المليشيات الشيعية تتولى مسؤوليات جديدة على العديد من الجبهات في سورية.
وفي الوقت نفسه، توسّعت بعض الجماعات المدعومة من إيران في العراق في أنشطة التجنيد لجلب مقاتلين جدد إلى سورية، وهو ما يمثل تحوّلًا مستمرًا هناك، حيث يجري تجنيد ونشر المقاتلين العراقيين الشيعة من خلال الجبهات العراقية التي أُنشت مؤخرًا ضمن الشبكة التي تسيطر عليها إيران لتوسيع منظمات “المقاومة الإسلامية”، وتوضح هذه الجهود، المستمرة منذ عدة أشهر، التطورات الإيجابية والسلبية للمقاتلين العراقيين الشيعة في ساحات تجنيد ونشر المقاتلين الجدد.
انتشار قوات لواء أبو الفضل العباس
كانت الجماعات التي انبثقت من لواء أبو الفضل العباس – أول مليشيا شيعية من المقاتلين الأجانب في سورية، تتكّون من العراقيين – نشطة جدًا في مساحات كبيرة من الأراضي السورية. ويؤكد تجنيدهم على ناطق واسع التوتر الحادث في صفوف المؤيدين للأسد.
ومن فبراير إلى أول مارس عام 2015، انتشرت إحدى المليشيات الأكثر نشاطًا في شبكة لواء أبو الفضل العباس، وهي جماعة لواء ذو الفقار، في منطقة اللاذقية في شمال سورية، وخاضت هذه الجماعة بعض المعارك في جنوب دمشق منذ عام 2013، لذلك يشير التحوّل إلى الشمال توسّع النظام في عدد المقاتلين وحاجته إلى استقدام مقاتلين ذوي خبرة ضد التمرد المستمر والهجمات الجهادية السُنية.
وفي منتصف أبريل، تحركت بعض قوات لواء ذو الفقار جنوبًا إلى منطقة جبلية قرب الحدود مع لبنان وسورية، على الرغم من انتشار حزب الله اللبناني بكثافة هناك. كما قام لواء ذو الفقار بعمليات في بلدة يابوس في الزبداني بريف دمشق، وأعلن مسؤوليته عن قتل المئات من قوات المتمردين، وهذه ليست المرة الأولى التي تساعد فيها هذه الجماعة حزب الله في واحدة من مناطق عملياته الرئيسة – ففي ديسمبر عام 2013، خلال أول هجوم مشترك بين حزب الله ونظام الأسد على القلمون، شارك لواء ذو الفقار في معارك قرب مدينة النبق. وفي 24 مايو، زعم مقاتلو لواء ذو الفقار أنّ المليشيا انتقلت شمالًا إلى إدلب من أجل مساعدة قوات النظام المحاصرة في مستشفى جسر الشغور، وتبيّن أنّ زعيم الجماعة، أبو شهيد الجبوري، أمر بشنّ هجمات صاروخية وعمليات من قوات المشاة هناك، وعلى الرغم من هذه الجهود، هربت بقايا قوات الأسد من المنطقة في 27 مايو بعد اجتياح المستشفى.
كان لواء أسد الله الغالب، وهي المنظمة الشقيقة للواء ذو الفقار، نشطًا في معقل العلويين، وفي يناير الماضي، نُشرت بعض الصور على وسائل التواصل الاجتماعي تزعم بأنّ أقسام الجماعة وقائدها، أبو فاطمة الموسوي، كانت موجودة في منطقة بانياس. وفي ظل انتهاء هذه الغزوة إلى الشمال، عاد لواء الأسد الله الغالب إلى الأقسام الريفية في ريف دمشق، وفي الفترة من 21 إلى 25 أبريل، أعلنت الجماعة عن خسارتها ستة أعضاء خلال المعارك الداخلية في المنطقة.
في نفس الفترة، أعلن لواء الإمام الحسين، وهي جماعة أخرى تابعة للواء أبو الفضل العباس، إرساله لخمسين مقاتلًا لدعم العمليات في ريف اللاذقية. وتزامن ذلك مع زيارة زعيم المليشيا الشيخ أبو كرار البهادلي، إلى مسقط عائلة الأسد في مدينة القرداحة. انضم إلى البهادلي في هذه الرحلة أحمد حجي السعدي، قائد ما يسمى قوات التدخل السريع (أفواج الكفيل)، الذي قاد فروع المليشيا في العراق.
تنظيمات خاصة جديدة وتركيز متجدد على سورية
على الرغم من استمرار الاشتباكات المُسلّحة من التنظيمات داخل شبكة لواء أبو الفضل العباس، فإن هناك وكلاء إيرانيين آخرين في العراق لعبوا دورًا محدودًا في الصراع السوري. أعلنت عصائب أهل الحق، ومنظمة بدر، وكتائب حزب الله عن إرسالهم مقاتلين إلى العراق، وعن انتهاء العديد من برامج التجنيد التي تركز على سورية في مايو عام 2014. لكنّ اثنتين من الجماعات الشيعية العراقية الأخرى -كتائب سيد الشهداء وحركة حزب الله النجباء – يبدو أنّ لهما دورًا رائدًا في سورية.
تم الإعلان عن إنشاء كتائب سيد الشهداء لأول مرة في ربيع عام 2013، بالتزامن مع جنازات المقاتلين الشيعة العراقيين الذين قتلوا في سورية. في البداية، شكّلت الجماعة المدعومة من إيران جبهة لها علاقات بكتائب حزب الله ومنظمة بدر، وكانت ترسل المقاتلين إلى سورية منذ ذلك الحين. أما حركة حزب الله النجباء، بقيادة أكرم الكعبي أحد مؤسسي جماعة عصائب أهل الحق، فقد كانت جزءًا من سلسلة من الإعلانات التي كشفت عن المليشيات الشيعية العراقية الجديدة العاملة في سورية في ربيع عام 2013. وبالإضافة إلى ذلك، كانت حركة حزب الله النجباء هي المليشيا الأولى من نوعها التي تعلن عن القيام بعمليات في منطقة حلب.
ومنذ أقل من شهر بعد سيطرة داعش على الموصل وحتى ديسمبر عام 2014، بدأت كتائب سيد الشهداء برامج تجنيد المقاتلين على الإنترنت وعلى الأرض، كل هذا بالتزامن مع العمليات الهجومية التي قامت بها الجماعة في سورية. استهدف العديد من هذه البرامج الذكور في الفروع ذات الغالبية الشيعية في بغداد وخاصة مدينة البصرة بجنوب العراق. وفي الآونة الأخيرة، بدأت حركة حزب الله النجباء تجنيد المقاتلين للذهاب إلى سورية، ابتداءً من أواخر مارس ومنتصف أبريل عام 2015. تركّزت هذه الجهود على محافظة ميسان في العراق، منشأ المليشيا الشيعية التي زوّدت الحركة بالعديد من المجندين في سورية. وكانت هذه المحافظة موطن العديد من المليشيات الشيعية المدعومة من إيران منذ الاحتلال الأمريكي للعراق، ويعتبرها العديد من المقاتلين مركزًا الدفاع عن النفس، ولا سيما مدينة العمارة عاصمة المقاطعة.
ومنذ سبتمبر عام 2014، تم إدخال مقاتلي كتائب سيد الشهداء في الجبهة الجنوبية السورية واشتركوا في القتال هناك منذ ذلك الحين. وشملت مهام الكتائب في هذه الجبهة مناطق شمال درعا، مع التركيز على المناطق الريفية ذات الأهمية الاستراتيجية على الطريق السريع من درعا إلى دمشق. تقدمت قوات من بعض المتمردين نحو دمشق في بداية نوفمبر، ولكن كتائب سيد الشهداء تصدت لهم قرب بلدة الشيخ مسكين وبلدة المنادي. وبالرغم من هذه الجهود، بحلول يناير عام 2015 استولى المتمردون على مساحات كبيرة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها كتائب سيد الشهداء. ووفقًا للتنظيم، استمرت العمليات المتعلقة بمدينة درعا منذ ذلك الحين. وعلى الرغم من أنّ كتائب سيد الشهداء ظلت هي المسيطرة على هذه القرى، لكنها طورت بشدة أنشطتها داخل سورية في شهري مارس وأبريل من خلال نشر مجموعة من الصور وأشرطة الفيديو على شبكة الإنترنت.
أما بالنسبة لحركة حزب الله النجباء، لعبت هذه الحركة دورًا قتاليًا كبيرًا في المناطق التي تسيطر عليها في منطقة حلب. وفي 19 فبراير، وفي سلسلة من منشورات هذه المليشيا الشيعية على وسائل التواصل الاجتماعي، أعلنت الحركة عن مقتل ثمانية عشر من مقاتلي الحركة وهم يدافعون عن المدن الشيعية نبل والزهراء في محافظة حلب. وفي أوائل شهر مايو، أعلنت الجماعة أنها كانت تقاتل في شرق الغوطة.
يجسّد أحد المقاتلين الذين قُتلوا في فبراير، اسمه حسنين أبو الكفيل السعدي، تغيير انتشار المقاتلين ذهابًا وإيابًا بين العراق وسورية. ووفقًا للمسلحين الشيعة الذين خدموا معه، بدأ السعدي القتال في سورية عام 2013، وانضم لحركة حزب الله النجباء وقاتل جنبًا إلى جنب مع منظمات شبكة لواء أبو الفضل العباس وحزب الله اللبناني. وفي عام 2014، عاد إلى العراق وقاتل في سامراء، وبيجي، وتكريت، وعاد إلى الجبهة السورية هذا العام.
النتائج
لم يغادر المقاتلون العراقيون الشيعة سورية، إنّهم يستمرون في لعب دور كبير هناك، قدرتهم على الاستخدام كجنود صدمة، وعناصر دعم لقوات المشاة، وقوات احتياط ساعد في ترسيخ أهميتهم، وفي غضون عامين فقط، تحوّل هؤلاء المقاتلين الأجانب من كونهم عوامل مساعدة إلى عناصر أساسية في ساحة المعركة.
اتساع مجال انتشار شبكة لواء أبو الفضل العباس، لا سيما في المعاقل الجغرافية للأسد، يوضح المشاكل التي تواجه قوات النظام مع المقاتلين والإعداد المسلّح. وبطريقة مماثلة أبرز انتشار القوات العراقية الشيعية في القلمون الصعوبات التي يواجهها حزب الله اللبناني، وكيف أن المليشيات الشيعية متعددة الجنسيات تعمل في تناسق تام في كثير من الأحيان. وفي الوقت نفسه، تشير عمليات الانتشار إلى تحوّل مهم في النهج الإيراني في تعزيز الأسد: وهي المهام المحددة لبعض المنظمات الشيعية العراقية في العثور على مجندين جدد للقتال في سورية، وهو ما يمثل استمرار التزام إيران تجاه نظام الأسد.
لا يزال إنشاء العديد من المليشيات الشيعية العراقية المدعومة من إيران مستمرًا، مع إعلان حزب الله اللبناني رسميًا وجوده في سورية في مايو عام 2013، واستيلاء داعش على الموصل في يونيو عام 2014. وعلى الرغم من أنّ هذه المنظمات الجديدة تبرز إضفاء أسلوب “حزب الله” على المجال الأمني في العراق وسورية، لكنها تُظهر أيضًا كيف يمكن لإيران أن تختار من مختلف الجماعات للقيام بمهام محددة. وفي ظل تطور عناصر شبكة لواء أبو الفضل العباس وإضفاء الطابع الرسمي على علاقاتها مع المنظمات العراقية، واستمرار كتائب سيد الشهداء وحركة حزب الله النجباء في جهود تجنيدهم للمقاتلين، قد يصبح تدفق المقاتلين الشيعة إلى سورية أكثر سهولة، ويمكن أن تصبح الأدوار القتالية في الدفاع عن الأسد أكثر محورية بمرور الوقت.
الأمم المتحدة تدعو لوقف التوسع الاستيطاني ونشاطاته في الضفة الغربية
الصين: دخول أول مشروع ضخم لإنتاج الميثانول الحيوي حيز التنفيذ
ترمب يعلن ارتباط نجله الأكبر للمرة الثالثة
ترامب: إذا صدر حكم قضائي ضد الرسوم الجمركية ستكون كارثة
علماء يكشفون غلافا جويا مفاجئا لكوكب صخري فائق الحرارة
علماء: الاحتباس الحراري يفاقم الظواهر المناخية المتطرفة
مصادر: أميركا حجبت معلومات مخابراتية عن إسرائيل خلال عهد بايدن
الأونروا:” إسرائيل” تمنع إيصال المساعدات إلى غزة