مصلون يحبطون (الحج) الجماعي للمستوطنين في (الأقصى)

جراءة نيوز - اخبار الاردن -

احبط مئات المصلين والمرابطين فجر أمس ما يسمى ب ‹الحج› الجماعي للمستوطنين في المسجد الأقصى المبارك رغم تشديد قوات الاحتلال الإسرائيلي، من إجراءاتها العسكرية التعسفية في البلدة القديمة ومحيط المسجد الاقصى عقب عملية طعن مستوطنين في زقاق قريب من حائط البراق. هذا واقتحم عشرات المستوطنين صباح أمس المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة وسط حراسة مشددة من الشرطة والقوات الخاصة التي اعتقلت ستة مرابطين بينهم سيدتان مقدسيتان ونقلتهم الى مقر الشرطة في القشلة.

وتأتي هذه الاقتحامات في ظل دعوات منظمات «الهيكل المزعوم» إلى اقتحام جماعي للمسجد الأقصى الاحد و الاثنين، بمناسبة ما يطلقون عليه «عيد شفوعوت»- نزول التوراة.
وقال المنسق الإعلامي في مركز شؤون القدس والأقصى إن نحو 102 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى على مجموعات، وتجولوا في المسجد بحراسة مشددة في ظل اجواء مشحونة ومتوترة وسط هتافات المرابطين والمصلين وطلبة العلم الشرعي ب(الله اكبر). مشيراً الى أن المسجد الأقصى شهد توترًا كبيراً، حينما حاول عددًا من المستوطنين أداء صلوات تلمودية عند منطقة باب الرحمة من الداخل، ولكن المصلون والمرابطون وحراس المسجد تصدوا لهم ومنعوهم مما دفع الشرطة والقوات الخاصة الى تعجيل الخطى نحو الخارج من باب السلسلة.
وأوضح مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني أن مجموعة من المستوطنين حاولت أداء طقوسها التلمودية عند بابي الرحمة والسلسلة، مما أدى إلى توتر الوضع في ساحات المسجد، وترديد التكبيرات من قبل المصلين، واعتقلت الشرطة مستوطن عندما قام بشتم أحد حراس المسجد الأقصى.
وأضاف :» لدى تزايد عدد المستوطنين المقتحمين لساحات المسجد الأقصى من باب المغاربة، زاد تصدي المصلين لهم بترديد التكبيرات، مما أدى إلى إقتحام 12 عنصرا من عناصر الوحدات الخاصة الساحات بحجة حماية المستوطنين».
وأوضح أن أحد المستوطنين وضع العلم الاسرائيلي على قميصه فاعترض الحراس على ذلك، وتدخلت الشرطة واجبرته على إزالته. كما تعمد المستوطنون استفزاز المرابطين عند باب السلسلة باداء الرقصات وبعض الطقوس الدينية بحراسة من قوات الشرطة، فور خروجهم من المسجد.
وقال حراس المسجد الأقصى المبارك أن عددًا من المستوطنين حاولوا اقتحام الأقصى من ابواب السلسلة وباب سوق القطانين وباب فيصل وباب الحديد، ولكن الحراس منعوهم، وتصدوا لهم، لافتًا إلى أنهم أدوا صلوات تلمودية ورقصات عند باب الحديد من الخارج كما شرع عدد من المستوطنين والنساء وفتيات و(نساء من اجل الهيكل).
واكد ابو حسين حمود أن الشرطة اعتقلت واخرجت من المسجد ستة مرابطين، عرف منهم تامر شلاعطة من مدينة سخنين، رامي الفاخوري من القدس القديمة، ومصور «كيوبرس» محمد القزاز، والشاب جبران أبو صالح من القدس.
واضاف أن الشرطة أغلقت باب القطانين لساعات، ومنعت أصحاب المحلات التجارية في سوق القطانين من فتح محلاتهم، لتأمين صلوات تلمودية للمستوطنين عند السوق خارج حدود الأقصى وبالقرب من منطقة رباط الكرد.
كما توافد المئات من المستوطنين على حي الشهابي بينهم حاخامات كبار ، حاولوا الدخول من باب الحديد وعندما منعناهم ووقفنا في وجههم واغلقنا الباب الكبير والصغير وقفوا قرب الحواجز الحديدية للشرطة على الباب وشرعوا في الصلاة هناك والغناء والرقص والقيام بحركات.
ولفت إلى أن المسجد الأقصى يشهد تواجدًا مكثفًا للمصلين والمرابطين من أهل القدس والداخل الفلسطينية 1948 الذين ينتشرون في جنبات المسجد ويتصدون لاقتحامات المستوطنين. فيما الشرطة المتمركزة على البوابات اجرت عمليات تفتيش دقيقة للمصلين واستهدفت الشبان والنساء ودققت في هوياتهم واحتجزت العشرات منها. كما منعت الشرطة طفلة من دخول المسجد الاقصى المبارك.
ودعت منظمة «طلاب من أجل الهيكل» ومنظمة «عائدون لجبل الهيكل» ومنظمة «الائتلاف من أجل الهيكل» ومنظمة «يرئيه» في بيانات وإعلانات منفردة ومجتمعة إلى الاقتحام المذكور في الفترة الصباحية.
كما دعا «معهد الهيكل» و»منظمة نساء من أجل الهيكل» و»الائتلاف من أجل الهيكل» الجمهور الإسرائيلي إلى المشاركة في التدرب على المراسيم الافتراضية والشعائر التلمودية المتعلقة بهذا العيد، والتي تقام بهذه المناسبة في «جبل الهيكل»، بحسب ادعائهم وزعمهم، عند تلة جبل المكبر، المقابلة والمطلة على الأقصى من الجهة الجنوبية.
من جهة اخرى، طعن شاب فلسطيني اسرائيليين اثنين في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة أمس، بحسب ما اعلنت الشرطة الاسرائيلية.
وقالت الشرطة في بيان ان الشاب الفلسطيني (19 عاما)، هاجم الاسرائيليين اللذين يبلغان من العمر 17 عاما بسكين من الخلف، مما ادى الى اصابتهما بجروح متوسطة.
من جهتها اكدت اجهزة الاسعاف الاسرائيلية انه تم نقلهما الى المستشفى لتلقي العلاج ووصفت اصابتهما بالمتوسطة.
وبحسب الشرطة، فانها استخدمت كاميرات المراقبة لتحديد المشتبه به بينما عاد الى منزله ووجدت السكين التي يعتقد بانه استخدمها.
من جهتها، دانت وزارة الخارجية الفلسطينة أمس قرار الحكومة الإسرائيلية إقامة مستوطنة جديدة في المنطقة الواقعة بين القدس والخليل لتدعيم تجمع «غوش عتصيون» الاستيطاني. كما دانت الوزارة في بيان لها مخططات جمعية «عطيرت كوهنيم» الاستيطانية الرامية إلى السيطرة على ما يزيد على خمسة دونمات في حي الحارة الوسطى بسلوان جنوب المسجد الأقصى بالقدس المحتلة في إطار السعي الإسرائيلي الرسمي لتهويد حي بطن الهوى في سلوان المستهدف منذ أكثر من 8 سنوات على التوالي.
واشارت الوزارة الى «أن اسرائيل تثبت يوميا أنها ماضية في غيها وتمردها على مبادئ القانون الدولي واتفاقيات جنيف من خلال استمرارها في عمليات الاستيطان والاستيلاء على الأراضي وتهويد القدس ومحيطها، وتقدم يوميا الدليل القاطع لمراكز صنع القرار في العالم على أنها المسؤولة مسؤولية مباشرة وعلنية عن إفشال فرص السلام كافة وإفشال الجهود الدولية والأوروبية الرامية لبلورة فرصة ذات معنى للمفاوضات».
وطالبت الوزارة الدول كافة وأعضاء اللجنة الرباعية الدولية والدول الأعضاء في مجلس الأمن بتحمل مسؤولياتها تجاه حل الدولتين والسلام في المنطقة، وتحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن إفشال جهود السلام الدولية ومعاقبتها ومحاسبتها على أفعالها في المحافل والمحاكم الدولية.