جراءة نيوز - اخبار الاردن -
يهدد استمرار تراكم النفايات على الشارع المحاذي لقناة الملك عبدالله بتلوث مياه القناة، سيما أن المنطقة تحولت إلى مكرهة صحية، إثر قيام العمالة الوافدة وخاصة السورية بإلقاء نفاياتها بما فيها القاذورات بشكل عشوائي.
وتكمن خطورة المشكلة في أن مياه قناة الملك عبدلله يتم جرها إلى العاصمة لاستخدامات الشرب بعد تنقيتها، وإذا ما انجرفت هذه القاذورات إلى المياه بفعل الرياح او الحيوانات الضالة فستؤدي إلى تلويثها.
مزارعون اكدوا ان مصدر هذه النفايات هو تجمعات العائلات السورية التي تقطن المخيمات العشوائية بين المزارع الموجودة خلف مقام الصحابي أبي عبيدة، موضحين أن وقوع هذه المخيمات خارج حدود تنظيم البلديات فاقم من المشكلة بشكل أكبر.
وتحتضن الأراضي الزراعية في وادي الاردن تجمعات كثيرة للاجئين السوريين الذين يقصدون المنطقة للعمل، غالبيتها تقع خارج حدود البلديات، فيما يعمد قاطنو هذه المخيمات غالبا إلى جمع النفايات وطمرها في حفر أو إلقائها في مجاري الأودية والسيول، الأمر الذي تسبب بحدوث مشاكل بيئية خطيرة.
المزارع المجاور لقناة الملك عبدالله حسن ابوزنيمة يشير إلى أن المشكلة مضى عليها وقت طويل دون أن تجد طريقا للحل، مضيفا أنه ورغم النداءات المتكررة للبلدية بجمع هذه النفايات والتخلص منها إلا أننا لم نلمس استجابة بحجة أن المنطقة تقع خارج حدود البلدية.
ويلفت إلى أن المشكلة ستأخذ أبعادا أخطر إذا لم تجد حلا سريعا لأن غالبية هذه النفايات لا يفصلها عن مياه قناة الملك عبدالله سوى ثلاثة أمتار، الأمر الذي قد يتسبب بكارثة صحية وبيئية إذا ما تسببت النفايات بتلويث المياه التي تستخدم للشرب والري.
وعدا عن المشاكل البيئية والصحية التي تتسبب بها هذه النفايات، فإن الأضرار لحقت بممتلكات المزارعين، بحسب المزارع عواد صوالحة، وتجذب الكلاب الضالة التي تنقل هذه القاذورات إلى المزارع، إضافة إلى قيامها أثناء سيرها بتمزيق البلاستيك وأغطية البيوت الزراعية.
وبين أن النفايات تشكل بيئة مناسبة لتكاثر الجرذان والأفاعي والذباب والحشرات التي تنقل الأمراض، عدا عن الروائح الكريهة التي تصدر عنها.
وطالب صوالحة الجهات ذات العلاقة العمل بالسرعة الممكنة للسيطرة على المشكلة وتجنب ما لا يحمد عقباه.
وبين عواد الشطي، أن هذه المنطقة كانت تعتبر ملاذا للمتنزهين والزوار لمقام الصحابي أبي عبيدة وأبناء المنطقة الذين يفدونها لقضاء اوقات فراغهم مع اسرهم، غير أن المظهر غير اللائق والروائح الكريهة أصبحت تشكل عائقا أمامهم في الوقت الحالي.
ويعتبر عواد خطورة الوضع في أن أغلب هذه النفايات هي فوط صحية خاصة بالأطفال، لأن ما تحمله من قاذورات يشكل خطرا حقيقيا على الوضع البيئي في المنطقة، في ظل الغياب التام للرقابة والمتابعة من كافة الجهات ذات العلاقة.
من جانبه، أكد مدير التحكم بسلطة وادي الأردن المهندس موسى الحوارات، أن المحافظة على نظافة المياه هم رئيس لكوادر السلطة، مضيفا أن وجود النفايات بهذه الطريقة يشكل خطرا بيئيا وصحيا حقيقيا، ما يتطلب اتخاذ إجراءات جدية للتغلب على هذه المشكلة.
ويلفت الحوارات إلى أن المشكلة التي ظهرت مع انتشار المساكن العشوائية للعمال وخاصة السوريين الذين يقطنون مع عائلاتهم وأطفالهم وقد جرى مناقشتها من قبل، مؤكدا أنه سيتم مخاطبة الحاكم الإداري والجهات المعنية الأخرى لإيجاد حل جذري لمنع إلقاء النفايات على أطراف القناة أو بالقرب منها.
ويوضح مدير مكتب بيئة ديرعلا المهندس شحادة الديات أن انتشار مخيمات السوريين العاملين في القطاع الزراعي أصبحت تشكل تحديا حقيقيا للوضع البيئي في المنطقة لأن معظمها يقع خارج حدود البلديات المسؤولة بشكل مباشر عن جمع النفايات، مؤكدا أنه سيتم مخاطبة الحاكم الإداري وسلطة وادي الأردن للعمل على إيجاد حلول جذرية للمشكلة.
من جانبه أكد نائب رئيس بلدية ديرعلا هاني أبونجرة أنه جرى الكشف على المنطقة وزيارة المخيمات العشوائية فيها، موضحا أن البلدية ستقوم خلال اليومين المقبلين بتنظيف جوانب الطريق من النفايات، وتزويد هذه المخيمات بالبراميل اللازمة لهذه الغاية.
وقد تسبب ارتفاع أعداد اللاجئين السوريين في منطقة وادي الأردن في زيادة الأعباء الملقاة على عاتق البلديات، وشكل ضغطا هائلا على مقدراتها، مع قيامها بجهود أكبر لإدامة نظافة المنطقة والمحافظة على الصحة العامة فيها.