في لقاء للضمان في مسقط برعاية السفير الأردني في سلطنة عُمان
جراءة نيوز-اخبار الاردن-خاص:
نظّمت السفارة الأردنية في مسقط بالتعاون مع النادي الاجتماعي الثقافي للجالية الأردنية لقاءً لوفد المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي الذي يزور السلطنة حالياً مع أبناء الجالية في مسقط بحضور السفير الأردني في السلطنة متعب الزبن، وعدد من أركان السفارة، ورئيس نادي الجالية الأردنية الدكتور فتحي الذيابات وأعضاء الهيئة الادارية للنادي، وعدد كبير من أبناء الجالية؛ بهدف حثّهم على الاشتراك الاختياري بالضمان الاجتماعي وتعريفهم بالمنافع والمزايا التي يوفرها للمشتركين، ووضعهم في صورة التعديلات الجديدة على قانون الضمان المعروض على مجلس الأمة حالياً، ، بالإضافة إلى التواصل مع الجالية الأردنية، والاستماع إليهم والوقوف على أي معوقات أو مشكلات قد تعترض سبيل اشتراكهم بالضمان، والعمل على معالجتها بما يضمن سهولة إجراءات شمولهم واستفادتهم من المنافع التي يوفرها الضمان الاجتماعي لهم مستقبلا في حالات الشيخوخة والعجز والوفاة.
وأكد السفير الأردني لدى السلطنة متعب الزبن في بداية اللقاء استعداد السفارة لتوفير كافة المتطلبات والتسهيلات لإنجاح هذه المبادرة الوطنية الرائدة والتي تهدف لتوفير الحماية الاجتماعية لأبناء الجالية الاردنية وتمكينهم من الاستفادة من المنافع التي يوفرها قانون الضمان، ووضعهم في صورة هذه المبادرة، وتذليل أية صعوبات أو عقبات تواجههم على هذا الطريق، حاثّاً أبناء الجالية الأردنية على اغتنام هذه الفرصة للتقدم للمؤسسة بطلبات اشتراكهم الاختياري والإنضواء تحت مظلة الحماية الاجتماعية للضمان؛ لما يوفره لهم من أمان واستقرار، مؤكّداً أن السفارة تدعم توجّهات الضمان بشمول كافة المغتربين الأردنيين في السلطنة بمظلتها، ومشيداً بمبادرة المؤسسة بالتواصل مع أبناء الوطن خارج المملكة.
وأشاد الزبن بالعلاقات المتميزة والطيبة التي تربط بين الشقيقتين المملكة الأردنية الهاشمية وسلطنة عُمان، التي أرسى دعائمها قائدا البلدين؛ جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وأخوه جلالة السلطان قابوس بن سعيد، حفظهما الله، مشيداً بما تلقاه الجالية الأردنية في السلطنة من رعاية واهتمام، وما تحظى به من ثقة في قطاعات العمل المختلفة في السلطنة.
وأضاف الزبن، أن الأردن حقق بقيادة جلالة الملك إنجازات كبيرة في مختلف الميادين، حيث وضع في سلم أولوياته بناء الأردن الأنموذج، وإحداث نقلة نوعية في مسيرته التنموية، وسعيه المستمر للنهوض بالاقتصاد الوطني، وكذلك، اهتمامه بأبناء شعبه في كافة مواقعهم، فكانت علامات مضيئة أكسبت الأردن احتراماً وتقديراً في المحافل العربية والدولية، مؤكداً أهمية المشاركة الجماعية لإنجاح مبادرة الضمان بتوسيع مظلة شمولها لتشمل المغتربين الأردنيين، والعمل على تحقيق رؤى جلالة الملك، بالتواصل مع المواطنين الأردنيين العاملين خارج المملكة لبناء أردن الغد على أسس متينة راسخة ودولة عصرية ترفرف في سمائها العدالة الاجتماعية، والأمان، وتكافؤ الفرص، والاستقرار، والنماء.
وأشاد رئيس النادي الثقافي والاجتماعي للجالية الأردنية في مسقط الدكتور فتحي الذيابات بمبادرة مؤسسة الضمان التي تهدف لتعميم منافع الضمان الاجتماعي، وتحقيق سبل العيش الكريم للمواطنين الأردنيين العاملين خارج المملكة في إطار من العدالة والحماية والشمولية. وأضاف، بأن هناك اهتماماً من جانب أفراد الجالية الأردنية بموضوع الضمان، الأمر الذي يعكس رغبتهم في الانتساب الاختياري بالضمان الاجتماعي ، وإدراكهم للمزايا العديدة التي يقدمها لهم هذا الاشتراك، وبما يساهم في تأمينهم برواتب تقاعدية عند عودتهم من رحلة الاغتراب، مشيراً إلى أن نادي الجالية الأردنية سيقوم بمساندة جهود المؤسسة اعلامياً وتوعوياً؛ لتعريف الجالية الأردنية بأهمية الاشتراك الاختياري بالضمان الاجتماعي، وآلياته، مطالباً بضرورة قيام مؤسسة الضمان بتفعيل خدمات إلكترونية جديدة لشمول أبناء الجالية الأردنية وتسهيل تسديد اشتراكاتهم بالضمان عبر الانترنت.
وأكد الذيابات أن شمول جميع الأردنيين المغتربين في سلطنة عُمان بمظلة الضمان الاجتماعي إحدى المهمات الأساسية التي تسعى لتحقيقها أندية الجالية الأردنية في السلطنة؛ لتوفير الحماية الاجتماعية لهذه الفئة من أبناء الوطن، مضيفاً أن نادي الجالية على استعداد لبذل أقصى درجات التعاون مع مؤسسة الضمان لتسهيل عملية الاشتراك، والتنسيق الدائم مع إدارة الضمان في هذا الأمر، لإيصال رسالة الضمان لكافة الأردنيين المقيمين في السلطنة.
وأشار المستشار العمالي في السفارة الأردنية جمال الضروس بأن السفارة معنية بمتابعة كافة أمور العمالة الأردنية في السلطنة وتوفير الحماية الاجتماعية لهم من خلال حثهم على الاشتراك الاختياري بالضمان، مضيفاً بأننا على تواصل دائم مع إدارة الضمان فيما يتعلق بقضايا المغتربين الأردنيين التي تخص الضمان الاجتماعي وتسهيل ومتابعة إجراءات شمولهم، كما نحرص على التواصل الدائم مع الاندية والروابط التي تمثل الأردنيين لتعريفهم بهذا التوجه ومساندة الجهود الإعلامية والتوعوية لمؤسسة الضمان بهدف ايصال رسالة الضمان لكافة أبناء الجالية في السلطنة.
من جانبه أكد مدير المركز الإعلامي والناطق الرسمي باسم الضمان الاجتماعي موسى الصبيحي أن إطلاق مبادرة سفير الضمان يأتي انسجاماً مع الرؤى والتوجهات الملكية الرامية للتواصل مع الأردنيين أنّى كانوا سواء داخل أو خارج المملكة، والسعي لحمايتهم وتمكينهم من الاستفادة من أي تشريعات وطنية توفر لهم الحماية والاستقرار مثل قانون الضمان الاجتماعي بما يرسّخ العدالة بين كافة المواطنين في الحقوق والواجبات، مؤكداً في الوقت ذاته أن اهتمام المؤسسة بأبناء الوطن المغتربين يتماشى مع توجّه استراتيجي بتوسيع قاعدة المشمولين بمظلة الضمان الاجتماعي، ويعبر عن تقدير المؤسسة لدورهم في خدمة الاقتصاد الوطني، إضافة إلى كون غالبية البلدان التي يعملون فيها لا تشملهم بأنظمتها وتشريعاتها التقاعدية والتأمينية.
وأشار الصبيحي إلى أن توفير الحماية الاجتماعية للمغتربين الأردنيين بتأمين رواتب تقاعدية لهم عند عودتهم إلى الوطن بعد رحلة الاغتراب بات ضرورة وطنية ملحة لشريحة أردنية واسعة، ولا سيما في دول الخليج العربية، مشيراً بأن عدد الأردنيين العاملين في سلطنة عُمان يبلغ حوالي (7) آلاف فيما يصل عدد أبناء الجالية الأردنية في السلطنة إلى حوالي (21) ألفاً، مما يتطلب جهود مشتركة من كافة الاطراف لشمولهم بالاشتراك الاختياري وتحقيق استفادتهم من المنافع التي يوفرها الضمان لهم.
وأكد بأن المؤسسة تسعى في إطار جهودها لمدّ مظلة الحماية الاجتماعية في المجتمع إلى توفير حياة كريمة للإنسان العامل والمواطن وأفراد أسرته، من خلال تخصيص راتب تقاعدي للمؤمن عليه إما عند بلوغ سن التقاعد، أو في حالات عجزه، أو مرضه، أو وفاته، وضمن هذه الرؤية عملت المؤسسة على توسيع مظلتها لتشمل أكبر شريحة ممكنة من أبناء المجتمع، بهدف توفير سبل الاستقرار النفسي والمادي لها، إضافة إلى سعيها الدائم لتحقيق المزيد من العدالة والتكافل الاجتماعي في مكتسبات الضمان بين أفراد الجيل الواحد والأجيال المتعاقبة.
وأضاف، أن الضمان صمام أمان من الفقر، فإذا كانت نسبة الفقر في المملكة تصل حالياً إلى %14 فإنها ستقفز إلى %21.6 إذا استثنينا الدخل التقاعدي من الدخول الجارية للأفراد وفقاً لدراسة أعدّتها المؤسسة وقامت بتحديثها مؤخراً، موضحاً أن توسعة مظلة الضمان الاجتماعي ضرورة وطنية من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية، لتمكين الطبقة العاملة، وحماية الطبقتين المتوسطة والفقيرة في المجتمع وضمان عدم انزلاقها إلى ما دون خط الفقر، بما يدعم توّجهات الدولة وأهدافها الإستراتيجية في تمكين المواطن وحمايته وتوفير الاستقرار والحياة الكريمة له في إطار من العدالة والتكافل بين الجميع.
وأشار إلى أن المؤسسة كانت قد أطلقت مبادرة قبل بضع سنوات في بعض دول الخليج العربية، توجهت من خلالها للمغتربين الأردنيين؛ بهدف شمولهم بالضمان الاجتماعي، وهي ما أطلقت عليها اسم "سفير الضمان" ، وبادرت إلى عقد شراكات مع بعض المؤسسات المصرفية في تلك الدول، وافتتاح نوافذ للضمان؛ تُمكَن الأردنيين المغتربين من التقدم بطلبات الاشتراك من خلالها، ومتابعة أمور اشتراكهم، وذلك؛ لتعميم منافع الاشتراك الاختياري، وتحقيق سبل العيش الكريم لهم عندما يعودون إلى وطنهم، كما أن بإمكان أي مغترب أردني تقديم طلب الاشتراك من خلال البريد الإلكتروني الرئيسي للمؤسسة (webmaster@ssc.gov.jo) .
وأضاف، أن المؤسسة نظمت لقاءً مفتوحاً في مقرها في عَمّان خلال شهر آب الماضي مع ممثلي الجاليات الأردنية في دول الخليج العربية؛ للحديث حول قضايا الضمان، وتم التحاور معهم حول مختلف القضايا التي تهمهم على هذا الصعيد، وتوضيح الآليات والإجراءات التي تضمن تسهيل أي أردني مغترب يرغب بالاشتراك الاختياري بالضمان، وايصال رسالة الضمان للمغتربين الأردنيين.
ودعا الصبيحي الأردنيين المقيمين في السلطنة كافة إلى المبادرة لهذا الانتساب، لما يوفره لهم الضمان من حماية آنية ومستقبلية، مشيراً أن قانون الضمان عزّز توجّه المؤسسة بشمول كافة القوى العاملة وأفراد المجتمع بمظلته، من خلال إعادة تعريف المؤمن عليه؛ ليصبح الشخص الطبيعي بدلاً من العامل بأجر، مما يسمح لأصحاب العمل، والعاملين لحسابهم الخاص، والشركاء المتضامنين، وربات المنازل، بالانضواء تحت مظلة الضمان، مضيفاً، أن المؤسسة قطعت أشواطاً مشهودة لتحقيق أهدافها في الحماية الاجتماعية، وأصبحت مظلتها تغطي حالياً ما يزيد على 66% من المشتغلين في المملكة بعدد إجمالي بلغ مليوناً و (19) ألف مشترك ما زالوا على رأس عملهم،يعملون لدى (66) ألف منشأة في القطاعين العام والخاص، كما توسّعت مظلة الشمول الاختياري بالضمان للأردنيين العاملين لحسابهم الخاص، والأردنيين العاملين خارج البلاد "المغتربين"، ووصل عددهم إلى حوالي (65) ألف مشترك اختياري بما يشكّل حوالي 6% من إجمالي المشتركين الفعالين، أما فيما يتعلق بمتقاعدي الضمان فقد تجاوز عددهم الـ (150) ألف متقاعد.
وأشار إلى أبرز التحديات التي تواجه الضمان الاجتماعي في الأردن على صعيد مجالات التغطية والشمولية التأمينية ومخاطر التهرب التأميني في المنشآت، وعلى صعيد الإصلاحات التأمينية المطلوبة ومعالجة الاختلالات والثغرات وعلى صعيد ملاءمة المنافع والمزايا التقاعدية، وعلى صعيد سياسات الحماية الاجتماعية والتنسيق بين كافة الجهات ذات العلاقة بما يؤدي إلى ترسيخ أرضية الحماية الاجتماعية في المملكة بصفتها عامل استقرار اقتصادي تلقائي وتعمل كمثبّت اجتماعي اقتصادي وخاصة في أوقات الأزمات المالية والاقتصادية.
وأشار إلى أن حجم النفقات التأمينية التراكمية للمؤسسة منذ بداية عملها وصل إلى حوالي أربعة مليارات دينار فيما بلغت إيرادات المؤسسة التأمينية حوالي ثمانية مليارات دينار، مؤكداً أن من ضمن التحديات التي واجهت المؤسسة في السنوات القليلة الماضية تنامي النفقات التأمينية بصورة فاقت تنامي الإيرادات التأمينية، حيث بلغ متوسط معدل النمو في نفقات المؤسسة التأمينية خلال السنوات الخمس الأخيرة 13.4% فيما بلغ متوسط معدل النمو في إيراداتها التأمينية 12.2% فقط..
وطمأن الصبيحي أبناء الجالية الأردنية على مستقبل الضمان قائلاً بأن الضمان بخير وأن مجموع موجودات محفظته الاستثمارية تصل حالياً إلى حوالي (6) مليارات دينار، منوّهاً بأن قانون الضمان القادم سيحقق مزيداً من الديمومة لمستقبل الضمان، إضافة إلى تعزيز المنافع المقدّمة للمشتركين والمنتفعين، وسيكون قانوناً توافقياً متوازناً يعكس توجّهات مختلف الأطراف من عمال وأصحاب عمل وحكومة في دعم هذه المؤسسة الوطنية التي يتنامى دورها وتتنامى مسؤولياتها والتزاماتها يوماً عن يوم.
وتوجه الصبيحي بالشكر للسفارة الأردنية ولنادي الجالية الأردنية في صلالة ومسقط، على حسن الترتيب والتنظيم والتنسيق لعقد وإنجاح لقاءات وفد الضمان الاجتماعي مع أبناء الجالية في السلطنة. وقدم مدير مديرية التوعية التأمينية علي السنجلاوي شرحاً موجزاً لكافة المنافع التأمينية التي يستفيد منها المشترك اختيارياً, وشروط استحقاقها والتي تتمثل برواتب تقاعد الشيخوخة والمبكر والعجز والوفاة الطبيعية، مؤكداً أهمية أن يكون كل مواطن أردني سواء كان مقيماً داخل المملكة أو خارجها مشمولاً بمظلة الضمان الاجتماعي، وقدّم شرحاً لآليات تقديم طلبات الاشتراك.
واستعرض مدير مديرية التحرير والتخطيط الاعلامي علي الختالين أهمية مبادرة " سفير الضمان" كاحد المبادرات الاستراتيجية للمؤسسة لمد مظلة الحماية الاجتماعية وشمول كافة المواطنين بالضمان الاجتماعي، متطرقاً لآليات التواصل والتنسيق مع المغتربين الأردنيين والاندية والجاليات التي تمثلهم، والحملات والجهود الاعلامية والتوعوية الخاصة بتشجيع المغتربين على الاشتراك الاختياري. في نهاية اللقاء أجاب اعضاء فريق مبادرة سفير الضمان على أسئلة واستفسارات ابناء الجالية الأردنية.