الحزب الشيوعي الأردني:تشكيلة الأعيان مخيبة للآمال !!
جراءة نيوز-اخبار الاردن-خاص:
وصل لجراءة نيوز تصريح صحفي صادر عن المكتب السياسي للحزب الشيوعي الأردني تاليا نصه:
عقد المكتب السياسي للحزب الشيوعي الأردني اجتماعه الدوري الذي تدارس فيه جملة التطورات التي حدثت على مدى الاسبوع الماضي، وحدد موقفه منها على النحو التالي :
يرى المكتب السياسي ان تشكيلة مجلس الاعيان، رئاسة واعضاءً، جاءت مخيبة لآمال الأردنيين، الذين اعتقدوا أن هذه التشكيلة كان لا بد وأن تراعي المناخ الشعبي العام السائد في بلادنا والعالم العربي ومضمونه التوجه نحو الديمقراطية الحقّة، واقامة أنظمة ديمقراطية على انقاض الانظمة الاستبدادية، وان تعكس التعدد الفكري والسياسي للمجتمع الأردني، وتمثيل مختلف الاطياف السياسية بشكل متوازن وبما ينسجم مع نفوذ هذه الاطياف وتأثيرها في المجتمع.
ان هذه التشكيلة تعكس تنامي سطوة ونفوذ القوى المحافظة على الحياة السياسية في البلاد، وتجسد عزم هذه القوى على الاستفراد بدائرة صنع القرار، والهيمنة على السلطة التشريعية، بما يتنافى كلياً مع مطالب جماهير شعبنا الاردني التواقة للاصلاح والتغيير، الذي يشهد مسارهما تراجعاً ونكسة جليّة. ان حزبنا الشيوعي يؤكد على انه لم يستشر بأي شكل من الاشكال في تشكيل مجلس الاعيان.
كما يؤكد على أنه غير مُمثَل فيه. * في ذكرى توقيع معاهدة وداي عربة يؤكد المكتب السياسي على أن معارضة شعبنا الأردني وقواه الوطنية والتقدمية لهذه المعاهدة قد فرض عزلة سياسية على كل من سعى الى تطبيقها والغاء حالة الصراع القائمة مع المشروع الصهيوني الاستيطاني والتوسعي، وفرْض التطبيع الشامل مع اسرائيل ومجتمعها العنصري.
كما لم تفلح هذه المعاهدة، وسائر المعاهدات والاتفاقيات التي وقعتها الحكومة الأردنية وعدد من حكومات دول المنطقة العربية في لجم العدوانية الاسرائيلية، ولم تحل دون مواصلة المسؤولين الاسرائيليين اطلاق تخرصاتهم التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية على حساب الاردن بفرض صيغة الوطن البديل، ولم تضع حداً لتنامي النزعات العنصرية واتساع نفوذ الاحزاب والجماعات السياسية والدينية المتطرفة في المجتمع الاسرائيلي الداعية الى تهجير الفلسطينيين من أرضهم الى البلدان المجاورة، وخاصة الى الاردن، ولم تردعها عن مواصلة نهج مصادرة الاراضي وزرعها بالمستوطنات وتهويد القدس ومقدساتها، مقوضة بذلك أسس التسوية العادلة التي تكفل حقوق الشعب العربي الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الوطنية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
هذه التسوية التي لم تنجح معاهدة وداي عربة ان تنتزع تنازل شعبنا الاردني عنها، باعتبارها تسوية الحد الادنى التي لا يمكن المساومة عليها او التنازل عنها. * يعبر المكتب السياسي عن دهشته واستغرابه الشديدين من التخفيف الطفيف الذي طرأ على أسعار المشتقات النفطية، والذي لا ينسجم على الاطلاق مع تراجع أسعار النفط الخام بمعدل بلغت نسبته خلال الشهر الماضي 5%.
ان حكومة النسور تواصل بدأب استغفال الشعب الأردني وعدم مكاشفته بآلية التسعير المتبعة لكي تواصل السطو على مداخيل الاردنيين ومدخراتهم الآخذة في التآكل، وادعاء تحقيق الانجازات التي لو كانت صادقة وملموسة لانعكست ايجاباً على نتائج استطلاع الرأي الأخير الذي أجراه مركز الدراسات في الجامعة الأردنية الذي أظهر تهاوياً في شعبية الحكومة ، ولما كان رئيس الوزراء مضطراً لاعفاء نفسه من مسؤولية استمرار الأزمة الاقتصادية والضائقة الاجتماعية، وتحميل وزرها "لليبراليين" الذي كان هو حتى قبيل تعيينه رئيساً للوزراء واحداً من رموزهم البارزين.
يجدد المكتب السياسي مطالبته للحكومة باجراء دراسة جدية وشفافة لنتائج المراجعة الدورية لسجل الحكومة الأردنية المتعلق بحقوق الانسان في مجلس حقوق الانسان في جنيف، والعمل سريعاًعلى تعديل منظومة القوانين الناظمة للحريات الديمقراطية والعامة وفي مقدمتها قانون الاحزاب والمطبوعات والمنظمات الأهلية، بما ينسجم مع المعايير الدولية ومطالب الأحزاب والقوى السياسية والحراكات الشبابية، وكمقدمة لذلك على الحكومة ورئيسها اغلاق ملف الموقوفين على ذمة التحقيق لدى مدعي عام محكمة أمن الدولة من الصحفيين ونشطاء الحراك الشبابي بأقصى سرعة ممكنة.
يدعو المكتب السياسي الحكومة الأردنية أن تتخلى نهائياً عن أوهام امكانية انهاء الأزمة السورية عبر زيادة أشكال الدعم لأوساط المعارضة السورية السياسية والمسلحة. ويرى ان عليها – أي على الحكومة- ممارسة نفوذها على بعض أوساط المعارضة السورية لكي تنخرط في "مسار جنيف" للتسوية السياسية، وتشجعها على التوصل الى حلول متوازنة مع الحكومة السورية عبر الحوار السياسي الوطني الداخلي الذي لا يستثني أحداً من القوى الوطنية التي تنبذ عنف الجماعات الارهابية والتكفيرية المتطرفة والحل الأمني والعسكري، ما لم يكن فقط وحصراً في مواجهة عنف هذه الجماعات، وترفض التدخل الخارجي بكافة أشكاله، بما يفتح الطريق امام انخراط الجميع في مرحلة انتقالية ترسي قواعد راسخة لنظام ديمقراطي تعددي. ان المكتب السياسي يؤيد الجهود التي تُبذل لعقد مؤتمر جنيف في نهاية الشهر الجاري ويطالب أن ينصب جهد الحكومة الأردنية الى جانب هذه الجهود ويكون جزءاً مكملاً لها. كما يدين محاولات التعطيل التي تبذلها السعودية ودول غربية واقليمية وعربية، عددها على أي حال أخذ في التناقص.
في ذكرى ثورة اكتوبر الاشتراكية يتوجه المكتب السياسي للحزب الشيوعي الأردني الى الحزب الشيوعي الروسي والى كل من تعز عليهم القيم الثورية والنبيلة التي حملتها ثورة اكتوبر لشعوب الاتحاد السوفياتي السابق وللبشرية جمعاء بالتهاني الحارة. ويستذكر في هذه المناسبة الدورالهائل الذي اضطلع به القائد الثوري الفذ لينين والحزب الذي بناه وقاده في كسر سلسلة النظام الرأسمالي العالمي في أضعف حلقاته، والانتقال لبناء دولة ستبقى، رغم الانكسار المؤقت لتجربتها الاشتراكية، ذات قيمة وقوة مثال لن ينطفئ وهجه، رغم الاخطاء والخطايا التي أقترفت، والدعاية الهدامة التي لا زالت تمارس على نطاق واسع في عالم رأس المال القائم على استغلال الانسان لأخيه الانسان وتحقيق فئة أخذه في التناقص لأقصى درجة ممكنة من الربح على حساب شغيلة وكادحي بلدانها واستغلال شعوب العالم بأسره.