المصري: خروجي من الأعيان ليس إقصاء ولن اعتزل السياسة
جراءة نيوز - اخبار الاردن :
أوضح رئيس مجلس الأعيان السابق طاهر المصري أن تركه لمجلس الأعيان ورئاسته في التشكيلة الجديدة للمجلس التي صدرت الخميس الماضي "ليست اقصاء ولا إبعادا، إنما هي خروج طبيعي"، متسائلا "كيف يكون ذلك إقصاء بعد خدمة 45 عاما" في الخدمة العامة؟! مشددا على أنه لم يخرج من الساحة السياسية، وأن "لا نية" لديه لاعتزال العمل السياسي.
وقال المصري، في مقابلة بثتها فضائية "رؤيا" مساء أمس إن "مفهوم التغيير والدخول والخروج (من المنصب العام) مفهوم طبيعي في السياسة"، معتبرا أن "هناك من فسر هذا الأمر على هذا النحو (الإقصاء)، حتى إنه قيل إنني فوجئت.. لا الكل يعرف أن هناك تشكيلا لمجلس جديد"،وأشار المصري، ردا على أسئلة الفضائية، إلى انه لا يتهم أحدا بإقصائه من رئاسة مجلس الأعيان، وقال "هذه سياسات عليا، لها احتياجات ولها توقيتات، كما يحدث في الوزارات، ربما كان هناك حاجة للتغيير لفترة مؤقتة (...)".
وقال "أنا رجل أدعو للإصلاح منذ بدايتي في العمل السياسي، وفي مراحل متعددة، وحريص على مبدأ الشفافية والاصلاح الحقيقي، ولي رأي سأقوله بصراحة وفي كل الأماكن، وأمام كل المسؤولين". واعتبر أن مجلس الأعيان "أخذ خلال السنوات الاربع الماضية دورا اضافيا مختلفا (في الإصلاح).. ويهمني ان يبقى دور المجلس كما هو ويتصاعد ليصبح أداة حقيقية للدولة الأردنية في الاصلاح".
وشدد المصري ان جلالة الملك هو "قائد الإصلاح"، مبينا ان الاردن قام "بالتدرج وضمن أصول سياسية وتشريعية بعدة إصلاحات.. محكمة دستورية، وهيئة مستقلة للانتخاب، وتعديل قانون محكمة أمن الدولة وغيرها من اصلاحات، كما سيتم خلال ايام تعميد ميثاق النزاهة، عبر مؤتمر عام بقيادة الملك، وهي خطوة جديدة في الإصلاح (...)".
وردا على سؤال حول ما يثار عن تقسيم المناصب العليا في الدولة وتأييده لذلك، قال المصري "بصراحة أنت تقصد المحاصصة.. كيف أكون من دعاة المحاصصة، وأنا منذ البداية كنت ضد الصوت الواحد، الذي يخلق هذه الظروف وهذه العقلية.. أنا شخصيا أدعو الى الوحدة الوطنية، وإلى أننا كلنا أردنيون، وأنا أعلن أنني أردني، هويتي أردنية، صحيح أن مسقط رأسي نابلس، إنما وطني وبلدي وهويتي والتزامي وانتمائي فهي لهذا البلد، لذلك لا يمكن أن أنادي بذلك (المحاصصة) وكل الناس تعرف أننا نعمل لشد اللحمة، ونحذر من أن النسيج الاجتماعي يجب ان لا يتخلخل أو يضعف"،وشدد المصري على أن المواطنة في الأردن "ليست هشة".
ورأى المصري ان "تيار الاصلاح يتعاظم بشكل عام (في الاردن)، وتتقلص مساحات الناس المشككين بالاصلاح"، وشدد على ضرورة ان "لا يكون هناك تراجع عن الإصلاح، ويجب ان يكون هناك إصلاح حقيقي، وعيوننا مفتوحة على الجماعات التي لا تريد ذلك (..)"،وردا على سؤال إن كان وعد بمنصب رفيع جديد، قال المصري "لا أعلم، لست موعودا، ولا يوعد أي أحد بمثل هذا النوع من المناصب في أي وقت (..)".
وحول تشكيلة الأعيان الجديدة، رأى المصري أنها "في صفتها العامة جيدة، وتلبي كثيرا من المواصفات المعهودة"، موضحا ان هناك "اعتبارات مهنية" في اختيار الاعيان، فمثلا يجب ان يكون هناك قانونيون وممثلون لمهن أخرى، وأيضا طبقات مذكورة في الدستور وغيرها، اضافة الى اعتبار ثالث، وهو التوزيع المناطقي، وهو من أصعب ما يمكن (..)".
وقال المصري، ردا على سؤال، ان تشكيلة الاعيان الجديدة "محافظة"، لكنه اكد ان ذلك "ليس بالضرورة يعني أنها بعيدة عن الإصلاح، (...) المحافظ لا يعني أنه ضد الاصلاح، لكن أحيانا لديه مواقف مع التدرج وأن لا تتسرعوا". وزاد "المجلس الذي ترأسته أيضا كان به محافظون، لكن النسبة الأكبر كانوا وسطيين".
وردا على سؤال عن موقفه إذا ما عرض عليه تشكيل حكومة جديدة، قال المصري "طالما ان هناك مجالا للخدمة الحقيقية فأنا جاهز، وجندي لخدمة هذا الوطن، ولا أتقيد بأمور شخصية (...)".
وردا على سؤال حول ما نسب اليه من "خطورة الحراك المعيشي، بعد تراجع الحراك الشعبي"، قال المصري ان خطورته تأتي "من أنه يتراكم في نفوس الناس، ويبقى مكبوتا، وغير مرئي ويتفاعل في الداخل، وإذا أصبح الجوع لا يطاق.. تنفجر"، لافتا الى انه تحدث مع رئيس الحكومة في هذه القضايا.