شركة تصطاد الفتيات للنصب على المواطنين!!

جراءة نيوز - اخبار الاردن :

في طريق البحث المتعثر من قبل الفتيات عن العمل، كثيرا ما تصادف إحداهن مواقف لا علاقة لها بطبيعة العمل الذي وافقت عليه، فهي تصبح مجبرة بعد موافقتها للعمل بأن تقوم بسلوكيات منافية للأخلاق أو أنها تنصاع لتصرفات المدير وبطريقة حديثه معها، من باب بأن لا حول لها ولا قوة.

غالبا ما تكون هذه الفتيات من الطبقة الفقيرة والبسيطة التي تصبح مجبرة على إيجاد عمل لإعالة الأهل او عائلتها، وتصبح في هذه الحالة عرضة لتلك التصرفات التي لا تسمح لها بالعودة عنها الا بعد فوات الاوان، وتتحمل الفتاة بعضا منها في البداية رافضة الانصياع لها بعد ذلك مما يعرضها للاهانة المستمرة والتصرفات السلبية التي تنعكس بشكل مباشر على ادائها وحياتها لاحقا.

قانون العمل الذي رسمته وزارة العمل والذي على كل صاحب عمل الاقتداء به، كثيرا ما نجد بأن هذا القانون ليس سوى واجهه لجعل سير العمل يبدو طبيعيا، حتى يستطيع صاحب العمل بعد ان صنع غطاء للثقة يوهم به القانون بأن لا اعتراض على تصرفاته داخل شركتة او مصلحته، ومن خلاله يستطيع التصرف بحرية مسيئة للموظفين وبفوقية تجعل منهم موظفين مسلوبي الحقوق كالراتب والاجازات.

في رصد "الانباط" للشركات المخالفة، وجدت بأن هناك شركة محددة تعمل في مجال التسويق الهاتفي الخاص بمنتجات للمرأة، واستطاعت "الانباط" بطريقة متخفية الحصول على عدة مخالفات رصدتها موظفات اصبحن الآن سابقات للعمل في ذلك المجال.

اعلان كاذب تقول "سوسن" التي رأت اعلان تلك الشركة في جريدة الوسيط، حيث ان الراتب جذبها بطريقة استغربت الامر في البداية، لكن بعد ان ضغطتها الظروف قررت الذهاب وتقديم السيرة الذاتية الخاصة بها، وكان محتوى الاعلان " مطلوب موظفة للعمل في مجال التسويق في شركة براتب 450 دينارا اردنيا". وذهبت سوسن بعد انقطاع السبل في ايجاد عمل افضل، وقد اغراها الراتب كثيرا، فكانت المقابلة الاولى ناجحة – بحسب ما افادته- معلنة بأنها كانت على مستوى تام من الشفافية والاقناع بأن الراتب حقيقي ولا مجال للتلاعب فيه، الى ان جاء موعد التدريب الذي كشف الغطاء عن اكاذيب المدير بأن لا راتب ثابتا اساسا وان كل هذه مجرد لعبة للحصول على فتيات مسوقات لمنتجات تجميلية يعملن عن طريق اصطياد اشتراك وعلى اثره يأخذن نصيبهن منه.

مكثت سوسن مدة 17 يوما استطاعت من خلاله تحصيل 20 اشتراكا، علما بأن لها 6 دنانير من كل اشتراك، وحين طالبت المدير بأول دفعة لها، ومن باب بأن المدير خلق اجواء عائلية للموظفات الجديدات، سمته سوسن باسمه دون الاشارة له بلقب استاذ او مستر، فقام بتعنيفها امام زميلاتها وطلب منها ان تغادر وان لا اجر لها على "قلة ذوقها" كما اخبرها.

تقول سوسن: كنت قد جمعت له الكثير من ارقام الهواتف التابعة للاشتراكات، وبما اخبرتني به الفتيات فان تصرفه كان مقصودا حتى لا يعطيني اجري، وانه يتصرف هكذا مع كل الفتياتـ علما بأن لا فتاة تستمر في عملها لانه يبحث عن امور سلبية جديدة لطردهن من العمل دون حصولهن على أي اجر. مماطلة في توقيع العقد استطاعت الشركة استدراج الموظفات عبر الاعلان الكاذب، وجعلهن يعتقدن بأن طريقة عملهم صحيحة، الا ان جاء يوم قامت فيه "ولاء" بمطالبة المدير بتوقيع العقد طالبة بذلك الاستقرار في عملها، وكانت النتيجة مماطلة مستمرة بحجة ان اداءها غير مشجع على توقيع العقد، وبحسب ما اخبرها المدير فهو يريد رؤية عمل اكبر، وانها بحاجة للتدريب مدة اطول. لم تتحمل ولاء المماطلة المستمرة وسط ضغوطات كانت تتعرض لها في منزلها، كونها الوحيدة التي تصرف على اهلها، لكن المدير رفض ذلك بعد شهر من التحاقها بالشركة، وعمل على ايجاد خلل في ادائها وطردها بعد ذلك دون حصولها على اي تعويض او نسبة من اعمالها.

جزاء الحقيقة كان المدير على اطلاع تام بسير العمل، اذ زرع بين الفتيات سكرتيرته التي اعتبرها امين سر لنقل اسرار الفتيات واخبارهن، حيث انه عمل على اخبار القديمات عنده بعدم كشف حقيقة العمل للموظفات الجديدات والا سيلاقين جزاء قاسيا، وفيما كان يقوم باستغلال الجديدات في تحصيل اكبر قدر ممكن من الاشتراكات، لم تستطع الموظفة "مرام" ان ترى ان فتيات مثلها يتعرضن للنصب والاحتيال فقامت باخبارهن بأنه لا رتب شهريا، ولا حتى بقيمة اقل، وان كل ما يحصل في الشركة هو استغلال وعمليات نصب.

وعلى اثر كشف الحقيقة، علما بأن مرام لا يسعها ترك العمل فهي بحاجة له، وان ما قامت به هو تنبيه الفتيات على طريقة سير العمل في الشركة، كشف امرها عن طريق احدى الجديدات، فقالت من دون علمها بأن امينة السر تراقب كل شيء وأن العمل لا جدوى منه وان الراتب وهمي وليس ثابتا. وقام المدير في التحقيق بالامر، حيث اكتشف ان مرام من قامت بالامر فقام بطردها من العمل دون حصولها على قرش واحد من اتعابها، مشيرا بذلك انها خائنة للشركة وان ما قامت بفعله منافيا لاخلاق الشركة.

كرسي بلاستيك ساعات الدوام التي تعتمدها هذه الشركة من الساعة 9.30 – 4.00، وان هذه الثمان ساعات تقضينها الفتيات جالسات على كراس من البلاستيك، الامر الذي جعل بعض الفتيات يعترضن عليها، وقامت "حنان" الاعتراض عن تلك الكراسي، مطالبة بكراسي مكتب تكون اكثر راحة، وكانت ردة فعل المدير بأنها اذا ارادت كرسي مريح فعليها العمل على تحصيل 5 اشتراكت دون الحصول على عمولتها منه وبالتالي يشتري لها كرسي من عمولتها.

اعترضت حنان على الامر، وما كان من المدير سوى طردها من العمل بحجة انها تزرع الفتنة بين الموظفات، وتحرضهن على اعمال يريد المدير الحد منها، قام كذلك بتوجيه تهم لها بأنها تنقل اقاويل وتزرع الفتن بين الفتيات، وبحسب ما افادته لـ"الانباط" فهو حصل على مراده بأن طردها من العمل دون ان يعطيها حقها. عمليات نصب على المواطنين كانت احدى الفتيات الجديدات في الشركة "نسرين" قد شكت بطريقة العمل الذي لا راتب فيه مطلقا، واحس بذلك المدير فما كان منه الا ان اخذها ووجه لها عمل اخر، كان محتواه الاتصال بالمواطنات والكذب عليهن بطريقة اسسها المدير وطبقها سابقا

واحتوت الفكرة كما وصفتها نسرين كالآتي: "نحن شركة .... قمنا باختيارك سيدتي لحضور مهرجان الجمال في فندق الرويال، ويحتوي المهرجان على هدايا ومنتجات تجميل برعاية قناة روتانا والـ  LBC لتكوني انت الاجمل، وما عليك الا ان تخبرينا بأرقام ثلاثة من صديقاتك حتى يتسنى لك ولهن الذهاب والاستمتاع بالعرض" وتقوم المواطنات الغافلات باعطاء الموظفات ارقام صديقاتهن، وبالتالي لاستمرار عمليات نصب بشبكة اكبر

وتقول نسرين بأن الطلب يشمل تحديد المكان والزمان وبدقة متناهية، حتى يتسنى لهم الحصول على قدر اكبر من الارقام، واشارت بأنه لا وجود لحفل اساسا وان اسم الشركة الذي تستعمله هو اسم وهمي، وحين يقترب الموعد المحدد للحفل يقوم المدير بالتخلص من الرقم حتى لا تعاود السيدات الاتصال فيه. بعد الدوام اشارت احدى الموظفات التي فضلت عدم ذكر اسمها على ان ما شاهدته من سلوكيات غير اخلاقية في العمل جعلها تتركه، الامر الذي يزداد بشكل يومي، حيث وصفت الوضع بأن للمدير علاقات مع فتيات محددات في الشركة

ومن خلال الملاحظات الكثيرة فقد كان المدير اذا اراد امرا ما من موظفة يجعلها تعمل لوقت متأخر حتى يتسنى للموظفات الاخريات الذهاب للمنزل، حيث تحدث امور غير لائقة الامر الذي صدف وشاهدته دون قصد. وتذكر بأن المدير يوقع الفتيات في شباك الحب والغرام كونه اعزب، ويوهمهن بالزواج وبأنهن شريكات له في العمل والحياة الخاصة، وحين تستسلم الفتاة لتلك التوهمات تبدأ الطلبات بامور غير اخلاقية، وحين تكتشف الموظفة بأنها ليست الوحيدة يقوم بالضغط عليها في العمل لايقاعها في الخطأ وجعلها تترك دون الحصول على حقها.

واتس اب يقوم المدير في هذه الشركة بانشاء "جروب" مجموعة على تطبيق الواتس اب باسم الشركة، ويضيف عليها جميع الموظفات الموجودات ويجبرهن على التعامل في هذه المجموعة، وحين لا تقوم الموظفات بالتفاعل مع هذه المجموعة يقوم بطردها منها، وما يعنيه المدير بذلك – بحسب ما قالته الموظفات لـ"الانباط"- انها مطرودة من العمل ولا يجوز لها الدوام بعد ذلك، اي تعتبر انها مفصولة جراء تجاهلها لكلام على الواتس اب.

لا رقابة على الاعلانات المبوبة قال الناطق الاعلامي باسم وزارة العمل هيثم الخصاونة لـ"الانباط" بأنها لا تقوم بمراقبة الاعلانات المبوبة التي تصدر من الشركات، ما دامت تبحث عن موظفين تحت شروط معروفة كالخبرة والعمر والجنسية، بشرط ان لا تحتوي على شروط ملفته للنظر.

واشار بأن الوزارة لا تتدخل في اختيار الشركات كذلك، ما دامت بحاجة للموظفين، لكن في حال صدور قرار التعيين تبدأ العلاقة بين الطرفين، ومن خلال العقد يتم تحديد الراتب وساعات العمل والاجازات، واشار بأن العقد احيانا يحتوى على بنود اكثر من قانون العمل كالاجازات السنوية ومدتها.

ونوه الخصاونة بأن دور وزارة العمل يبدأ عند رفع عقد العمل، وفي حال تم اكتشاف خلل يستطيع الموظف اللجوء للقضاء واخذ حقه بمختلف الوسائل. في حال العقد الشفوى اشار الخصاونة بأنه ليس من الضروري وجود عقد مكتوب بين الطرفين، في حال تم تعيين الموظف فان مرور ثلاثة اشهر على تعيينه تعتبر تعيينا رسميا، ويعتبر بذلك عقدا شفويا ويحكمه قانون العمل، اذ لا يجوز فصل الموظف ويعتبر ثابتا ويستطيع الحصول على كامل حقوقه التي اقرها قانون العمل.

مضيفا بانه في حال تم طرد الموظف بعد ذلك دون اعطائه شهر انذار فانه يعتبر طردا تعسفيا، ويلجا فيه الموظف للقضاء او للشكوى عبر المديريات المسؤولة في وزارة العمل. في حال التحرش الجنسي لفت الخصاونة النظر عن حالات التحرش الجنسي التي تتعرض لها بعض الموظفات، حيث تعتبر جريمة ويعاقب عليها القانون، ويجوز للمتعرضة لمثل تلك السلوكيات اللجوء مباشرة للقضاء، او لوزارة العمل عبر قسم التفتيش وتكون الشكوى سرية للغاية، حيث تقوم الوزارة بارسال شخص متدرب لمراقبة سلوكيات الشركة دون علم منها، وفي حال اثبات الشكوى يتم اخذ الاجراء اللازم ضد الشركة المخالفة.

توصيات وزارة العمل تتعرض الكثير من الفتيات بسبب الضغوطات العائلية والمادية الى العمل، مما يعرضها ذلك الى سلوكيات تضعها بمواقف محرجة، وبذلك ينصح الخصاونة الفتيات العاملات بالانتباه بشكل اكبر، واخذ الحيطة والحذر من الاجواء المشكوك فيها، وفي حال تعرضت احدى الفتيات لتحرشات او سلوكيات غير لائقة باللجوء الى القضاء مباشرة للابلاغ عن الامر، او عبر مديرية المرأة في وزارة العمل والتي تعمل على تسهيل عمل المرأة وتقديم الاستشارات في حال طلبت من الموظفات. ويشير الى ضرورة الانتباه من المصائد التي تحتوى على رواتب عالية، واجواء غامضة، واماكن مغلقة تجعل من مكان العمل مقصدا للهو والسلوكيات غير الاخلاقية، وشدد على اللجوء الدائم الى الاجهزة الامنية في حال التعرض للنصب والاحتيال من قبل الشركات.