ارحلوا زادت همومنا بكم ...........

سارة ذات سبع سنوات , لم تستطع أن تخفي دموعها في يوم العيد , هذه الطفلة لم ترتدي ثوباً جديداً , سمعتُ صوتها وأحسست أن هذا العالم صغيرٌ بحجم تلك الطفلة , التي ترتدي ثوب الجوع والفقر , لم تكن سارة الطفلة الوحيدة التي تبكي في ذلك اليوم , بل كانت أصوات الأطفال تزداد ارتفاعاً في كل أنحاء الوطن , حدثتني أمها قائلة : لم أستطع شراء ثوبٍ جديدٍ لها فهنالك أولويات كثيرة من بينها شراء الغاز , والخبز والأدوية لوالدها العاجز ,

وقتها شعرت برغبة كبيرة في البكاء , ليس البكاء على حال أهل الطفلة بل البكاء على ما آلت إليه الظروف في هذا الوطن .... تُرى هل بكت ابنتك (يا نسور) لأنها لم تجد لنفسها ثوباً جديداً في مثل هذا اليوم ؟ تٌرى هل وقفت في مثل هذا اليوم تنتظر أن يأتيك احدهم بكيس من اللحمة التي لم تذقها من العيد الماضي ؟

لو كنت ذات يوم تقف في صف طويل في مستشفى البشير تنتظر صرف وصفة طبية وفي النهاية لا تجدها لفكرت بهولاء الفقراء , لو أنك في يوم استيقظت على بكاء طفلتك تبكي لان حذاءها مهترئ بالٍ و كانون يقف خلف الباب لعرفت معنى بكاء الأطفال في شبح الشتاء

 ولو أنك وقفت ساعاتٍ طويلةً في شمس النهار تنتظر الحافلة لتذهب إلى بيتك بعد يوم طويل لعرفت مامعنى الجوع والفقر ؟

لو أنك لم تجد الوقود لتدفئة أطفالك لعرفت ما معنى بكاء الرجال وقت الحاجة ؟ وكيف ستعرف ما يعانية الشعب وأنت تسكن في بيتك العاجي ؟ وترتدي أفخم الملابس التي أصبحت حلال عليك حرام على الشعب.

كيف ستعرف وأنت تسير في سيارتك (اس500) التي ترتفع على هامات المواطنين الفقراء ؟ (أس 500) التي بثمنها قد تنقذ طالب علم أو حتى مريض أو حتى عائلة بأكملها وربما صندوق الدولة المسروق ,

وكيف ستعرفون يانوابنا حال الشعب وانتم تصفقون لزيادة رواتبكم على حساب الشعب ؟

كيف ستعرفون ورؤوسكم تهتز لرفع الأسعار وسكاكينكم تبتر في لحوم البشر بلا رحمة ولا شفقة ؟ أرحلوا فقد زادت همومنا بكم .