السعودية ترفض العضوية «غير الدائمة» في مجلس الامن
جراءة نيوز -عربي دولي:
رفضت السعودية تسلم مقعد العضوية غير الدائمة في مجلس الامن الدولي، في قرار غير مسبوق يرمي الى الاحتجاج على ازدواجية المعايير» في المجلس و»عجزه» خصوصا في حل القضية الفلسطينية والنزاع السوري.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان «المملكة العربية السعودية ترى أن أسلوب واليات العمل وازدواجية المعايير الحالية في مجلس الامن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته وتحمل مسؤولياته تجاه حفظ الامن والسلم العالميين على النحو المطلوب الامر الذي أدى الى استمرار اضطراب الامن والسلم واتساع رقعة مظالم الشعوب واغتصاب الحقوق وانتشار النزاعات والحروب في أنحاء العالم».و أضافت»ان بقاء القضية الفلسطينية بدون حل عادل ودائم لخمسة وستين عاما ... وفشل مجلس الامن في جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل... والسماح للنظام الحاكم في سوريا بقتل شعبه واحراقه بالسلاح الكيماوي وبدون مواجهة لدليل ساطع وبرهان دافع على عجز مجلس الامن عن أداء واجباته وتحمل مسؤولياته»، وتابعت «بناء على ذلك فان المملكة العربية السعودية وانطلاقا من مسؤولياتها التاريخية تجاه شعبها وأمتها العربية والاسلامية لا يسعها الا أن تعلن اعتذارها عن قبول عضوية مجلس الامن حتى يتم اصلاحه وتمكينه فعليا وعمليا من أداء واجباته «.
وفي اطار ردود الافعال على الموقف السعودي غير المسبوق، وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون انه لم يتلق أي اشعار رسمي من السعودية.
وقللت الولايات المتحدة من اهمية رفض السعودية للمقعد الاممي، مؤكدة انها ستواصل العمل مع حليفتها الرياض.وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي ردا على سؤال عن رأي واشنطن في الرفض السعودي «انه قرار يعود اليهم». واضافت ان «مجلس الامن الدولي يمكنه لعب دور مهم بشأن عدد من المسائل، وقام بذلك قبل اسابيع»، في اشارة الى اول قرار تبناه مجلس الامن الدولي بشأن سوريا نهاية ايلول. وتابعت «اتفهم ان يكون للبلدان ردود فعل مختلفة، لكننا سنواصل العمل (مع الرياض) بشأن المسائل ذات المنفعة المشتركة».
أما وزارة الخارجية الروسية فقالت انها «مندهشة لموقف السعودية وتقف متحيرة أمام اتهاماتها لمجلس الامن». وأضافت «أعفت السعودية بقرارها هذا نفسها من العمل الجماعي بمجلس الامن الدولي لدعم السلام والامن الدوليين». وقالت فرنسا العضو الدائم بمجلس الامن انها تتفهم القلق السعودي. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية «نشاركهم الشعور بخيبة الامل بعد الشلل الذي أصاب مجلس الامن».
وكانت السعودية تتجنب عادة الادلاء ببيانات سياسية قوية مفضلة معالجة الامور التي تتعلق بنفوذها كأكبر مصدر للنفط في العالم ووضعها كمهد للاسلام وكحليف عربي رئيسي للولايات المتحدة خلف الابواب المغلقة.
الا أن حكام السعودية ثار غضبهم حين لم تتخذ الامم المتحدة اجراء ازاء الصراع السوري الذي تقف فيه المملكة وايران على طرفي نقيض. وفي دلالة سابقة على تزايد الغضب السعودي ألغى الامير الفيصل كلمة أمام الجمعية العامة للامم المتحدة قبل أسبوعين فيما وصفه مصدر دبلوماسي بأنه رد على التقاعس الدولي حيال قضايا الشرق الاوسط.
يعتبر رفض المملكة العربية السعودية شغل مقعدها في مجلس الامن الدولي خطوة غير مسبوقة في تاريخ هذه المؤسسة الدولية. واكد المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نسيركي للصحافيين «ان عدنا بعيدا الى الوراء لا نرى اي حالات مماثلة لهذه الحالة». وقال «حتى زملائي في مجلس الامن او في الجمعية العامة ممن تعود ذاكرتهم الى ماض بعيد لا يتذكرون مثل هذا الحدث» حيث ان دولة منتخبة في المجلس ترفض شغل مقعدها.
وفي مرتين فقط في تاريخه اضطر مجلس الامن المؤلف من 15 عضوا، 10 منهم غير دائمي العضوية، للعمل بـ 14 عضوا. في 1950 عندما مارست موسكو العضو الدائم سياسة الكرسي الشاغر وفي 1980 عندما لم يكن ممكنا الفصل بين دولتين مرشحتين من اميركا اللاتينية (كوبا وكولومبيا).
عربيا، اشاد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني بمطالبة السعودية بإصلاح مجلس الأمن ، وتمكينه فعلياً وعملياً من القيام بواجباته، وتحمل مسؤولياته تجاه الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وفقاً لميثاق الأمم المتحدة.
بدورها أيدت الرئاسة الفلسطينية هذا الموقف السعودي بشأن ضرورة تفعيل مجلس الأمن حتى يصبح أداة فعالة في حفظ الأمن والسلام وحقوق الشعوب. وأعربت عن شكرها الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على توجيهاته الحكيمة والصائبة بشأن تحويل مجلس الأمن إلى منظمة فاعلة وقوية. وقالت في بيان أصدرته، امس السبت: «بهذه المناسبة فإن الرئاسة الفلسطينية تقدر عالياً الدعم .