أجواء الحـزن والكآبة تخيم على عيد الأضحى في فلسطين والعـراق وسوريا

جراءة نيوز - عربي دولي:

 بعد توقف كثير من الامدادات الى غزة المحاصرة في أعقاب اغلاق أنفاق التهريب التي كانت تمر تحت الحدود مع مصر يتوقع السكان أن تخبو بهجة عيد الاضحى هذا العام. وأغلقت مصر نحو 90% من الانفاق التي كان يجري من خلالها تهريب كل أنواع السلع الى غزة ومنها الاضاحي الحية. وقال فلسطيني من أعالي القطاع يدعى أشرف الكومي «كان عندنا عيد كان له بهجة. اليوم الاسواق تعبانة والوضع تعبان كثيرا». ويتوقع التجار والباعة في الاسواق تراجعا كبيرا في اقبال الناس على الشراء قبل العيد.
وقال قصاب في مدينة غزة يدعى عبدالله أبو عرب «الأضاحي هذا العام أخف من كل عام. الوضع صعب. الانفاق أغلقت علينا». مع ذلك ذكرت زارة الزراعة في حكومة حركة حماس التي تسيطر على غزة أن عدد الاغنام المتوفرة في القطاع هذا العام يكفي لتغطية احتياجات السكان في العيد.
بالمقابل، ويحل عيد الأضحى هذا العام على السوريين أسوأ من العيد الذي سبقه، جراء انعدام الأمن وتفاقم الأزمة الاقتصادية وتراجع القدرة الشرائية، مقابل تواصل ارتفاع الأسعار، فإذا كان تقديم الأضاحي أحد أساسيات عيد الأضحى، فإن أسعارها سجلت ارتفاعا تجاوز الثلاثة أضعاف، حيث بلغ سعر كيلو لحم الغنم (الضأن) 2500 ليرة سورية بعد أن كان سعره 800 ليرة سورية، كما ارتفع سعر كيلو لحم العجل من 500 ليرة العام الماضي إلى 2100 هذا العام. وقال موقع الاقتصادي إن سعر الخروف  الواقف  وزن 50 كلغ ما يقارب 50 ألف ليرة سورية، في حين وصل سعر العجل الذي يزن 200 كيلوغرام نحو 420 ألف ليرة. ويقول خالد وهو يهز رأسه مستغربا الحديث عن ارتفاع أسعار أضاحي العيد، بسخرية «في الحروب كل شيء يرتفع ثمنه إلا الإنسان». وإذا ما سألت أي سوري عن العيد قال: «أي عيد؟ الله يفرجها علينا وعلى الجميع».
ورصد تقرير «الاقتصادي أون لاين» «تذبذبا في أسعار الأضاحي، حيث كان سعر كيلو لحم الخروف (الواقف) السنة الماضية 300 ليرة سورية، كما ارتفع سعر الكيلو الواحد من العجل (الواقف) من 250 في السنة الماضية، إلى 400 ليرة سورية في العام الجاري». مع الإشارة إلى أن أسعار العام الماضي شهدت ارتفاعا مقارنة بأعوام ما قبل اندلاع الأحداث الدامية. وأرجعت الهيئة العامة للمنافسة ومنع الاحتكار ارتفاع أسعار الأضاحي إلى ارتفاع تكاليف نقل المواشي الحية بين المحافظات وارتفاع أسعار المحروقات وتوقف العمل في المسلخ الفني في منطقة الزبلطاني، الملاصق لحي جوبر حيث تدور اشتباكات عنيفة. كما شهدت محلات الحلويات الشامية ركودا كبيرا قياسا بالأعياد السابقة، حيث لا يأمل أصحابها تحقيق أرباح هذا العيد بقدر ما يسعون إلى منع الخسارة والتوقف عن العمل، بعدما انتقل كبار صناع الحلويات مع صناعتهم إلى خارج البلاد. وتعطل كثير من أفران الحلويات الشهيرة، جراء ارتفاع أسعار المواد الأولية من الزيوت والسمن والطحين والسكر والمكسرات، الذي انعكس على أسعار الحلويات. وأرجع صاحب أحد أشهر محلات الحلويات الشامية بدمشق ركود سوق الحلويات إلى تراجع عدد المستهلكين وغالبيتهم العظمى كانت من السياح العرب.
كذلك، ووسط استعدادات العراقيين لعيد الاضحى يقول سكان بغداد ان المخاوف الامنية تمنعهم من الاحتفال بالعيد بالطرق المعتادة. ويتوجه العراقيون الى أسواق غير رسمية لبيع الماشية منتشرة في أنحاء المدينة لشراء الاضاحي. ويقول سمير العبيدي وهو يشتري خروفا انه من المعتاد أن ترتفع أسعار الماشية في العيد مشيرا الى انها ستواصل ارتفاعها طوال أيام العيد. لكن تجار الماشية يقولون ان الارتفاعات في الاسعار محدودة.
ومع تزايد الهجمات على المدنيين منذ بداية العام بدأ العراقيون في تجنب الاماكن العامة مثل المقاهي والاسواق المزدحمة. وفي حي الكرادة ببغداد والذي كان عادة ما يزدحم بالمتسوقين قال علي محمد صاحب متجر ان العيد اختفى من حياتهم منذ فترة طويلة مؤكدا أنه حتى الاطفال لا يستمتعون بالعيد. وأدى تصاعد الهجمات الى تنامي المخاوف من العودة الى صراع طائفي شامل اذ لم تتوصل الاغلبية الشيعية والاقليات الكردية والسنية بعد الى سبيل مناسب لاقتسام السلطة.(وكالات).