جللٌ اصابك والخطوبُ جسامُ !
الاقصى يستغيث عشية وقفة من استجابوا لنداء نبي الله ابراهيم من بطحاء مكة يوم ادن في الناس بالحج وما زال صدى النداء يتردد في القلوب والافئدة في اركان المعمورة وسيبقى الى ان يرث الله الارض و ما عليها وسنبقى عرباً ومسلمين من حيث كنا نول وجوهنا شطر المسجد الحرام والافئدة دوماً ترنو وتشتاق لصعود سفح عرفات الله كما القلوب منا تهفو والعيون منا تدمع لما يلاقيه المسجد الاقصى اولى القبلتين على ايدي الصهاينة من محاولات تدنيس وتهويد .
هجمة شرسة مع سبق الاصرار والترصد تتعرض لها القدس ومسجدها والعرب يخرجون من خريف ليدخلوا في ربيع ومن ربيع لخريف ومن صيف لشتاء ومن ليل طويل طويل لا ينجلي بصبح وان فعل فليس الاصباح منه بامثل لا يبدوا ان صوت معاول وفئوس بني صهيون وهدير الجرافات و (البلدوزرات) حول الاقصى والصخرة يجد له وقعاعند مسامع من (اطرمتهم) الطائرات النفاثة تقصف حمص وحلب وحماة والمدافع الرشاشة تضرب في ميادين قاهرة المعز فباتوا كمن ضرب الله على آدانهم في الكهف ولا يبدوا ان رائحة العفن التي تفوح من اسمال و(بساطير) جنود يهودا فتزكم انوف العباد والزهاد حول الاقصى وانوف الطائفين والعاكفين والركع السجود هناك قرب البيت الحرام لا يبدوا ان تلك الروائح تجد لها من يشمها من عساكر داحس والغبراء ممن زكمت انوفهم روائح (الكيماوي) في غوطتي دمشق واعمت ابصارهم وبصائرهم مناظر الاشلاء المبعثرة هنا وهناك على ارض الفيحاء وعلى صعيد مصر فلم تعد ترى او تشاهد مآدن القدس النائحة وقبابها الباكية واهلها العزل بكفهم الواحدة يناطحون داك المخرز الرهيــب .
لك الله يا مآدن الاقصى وفريقٌ من اهلك يتناطحون كالاكباش في الفلا وفريقٌ من المراهنين على اللعبة يحشد الاعلاف ويستبدل القرون المكسورة وما يعطب من حوافر واظلاف والضباع ترقب خلافهم على احر من الجمر لتفوز بالغنيمة فتعدوا على كبش املح لا حياة فيه او كبش انهكته المعارك الجانبية مع بني جلدته فبرز هناك مع الغنم القاصية .
لك الله يا جبل الرحمة الشامخ فوق بطحاء مكة بجانب المسجد الحرام وقرب شعائر الله بين الصفا والمروة وانت تستقبل ملايين البشر ممن جاء حاجاً للبيت او معتمر وقلوبهم معك يشعرون كما تشعر انت بوجع الاقصى وبكاء المآدن وانين منبر صلاح الدين لك الله يا قدس ايتها الام الثكلى وجل اهلك اصبحوا بواكياً يوم لا ينفع الدمع الا ان كان غاسلاً للاحقاد ودافناً للفرقة وجامعاً للصف ...
رجالٌ على قلب رجل واحد كانهم بنيان مرصوص لك الله ايها المسجد الرابض في الجانب الغربي : جللٌ اصابك والخطوبُ جسامُ .... فالقلبُ دام والدموع سجامُ . كسفت له الشمسُ المنيرة واغتدى... وجه الصباح وقد علاهُ ظلامُ . صالح ابراهيم القلاب