الصهاينة يقتحمون الاقصى مجددا صباح الجمعة ودعوات لشد الرحال لنصرته و58بؤرة في القدس تدمر السلام

جراءة نيوز - اخبار الاردن -القدس المحتلة-وكالات:

شرعت عصابات المستوطنين المتطرفين برفقة عدد من «الحاخامات» باقتحام المسجد الأقصى المبارك صباح أمس في مدينة القدس المحتلة من جهة باب المغاربة برفقة حراسات مشددة من جيش وشرطة الاحتلال الاسرائيلي وُصفت بالأكبر والأشد وسط إجراءات تضييق كبيرة على المصلين في المسجد المبارك.

وقال مدير عام الاوقاف الاسلامية في القدس الشيخ عزام الخطيب في اتصال هاتفي مع مراسل (بترا) في رام الله ان الاقتحامات بدأت قبل حوالي ساعة عبر مجموعتين كبيرتين في حين تتواصل الاقتحامات وجولات المتطرفين في باحات ومرافق الأقصى بقيادة المتطرف «يهودا غليك»، في ظل تواجد ملحوظ للمصلين وطلبة حلقات العلم وعدد من مدارس المدينة المقدسة. وبين ان مجموعات متتالية اقتحمت المسجد عبر باب المغاربة وصل عددها إلى 52 مستوطنا ومستوطنة ضمن ما يسمى «برنامج السياحة» الذي يبدأ عند الساعة السابعة والنصف صباحاً حتى الحادية عشرة قبل الظهر.

وكان عشرات الفلسطينيين من مدينة القدس المحتلة أدوا صلاة الفجر أمس في رحاب المسجد وانضم اليهم في الساعات اللاحقة عدد آخر من المواطنين وشرعوا بالانتشار في باحات المسجد وسط حالة من الترقب الحذر لجولات المستوطنين. يذكر ان منظمات الهيكل المزعوم ونشطاء من حزب الليكود اليميني الحاكم بدولة الاحتلال وجهوا دعوات للمجتمع اليهودي لأوسع مشاركة في اقتحامات للمسجد هذا اليوم، بمناسبة ما أسموه «الصعود إلى جبل الهيكل» الذي يستمر أسبوعا بدءاً من الخميس.

في غضون ذلك دعت القيادات والمؤسسات الوطنية والدينية في القدس كل من يستطيع من الفلسطينيين الوصول إلى المدينة شدّ الرحال والتواجد المكثف والمبكر في المسجد للتصدي لعصابات المستوطنين. وتشهد ساحات المسجد ومحيط بواباته الخارجية والبلدة القديمة أجواء متوترة في ظل تدفق المستوطنين على باحة حائط البراق لتجميع صفوفهم، واقتحامه عبر مجموعات متلاحقة، في ظل تواجد عسكري كبير ومكثف في باحة حائط البراق ومحيط باب المغاربة الخارجي.

إلى ذلك اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلية خمسة فلسطينيين في كل من نابلس وبلدة سلوان شرق القدس فجر أمس. وقالت مصادر فلسطينية لوكالة «معا» الاخبارية إن اكثر من عشرين آلية عسكرية اسرائيلية اقتحمت نابلس بعد منتصف الليلة قبل الماضية، وداهمت عددا من منازل المواطنين واعتقلت ثلاثة شبان من شارع عمان ومنطقة عسكر شرقي نابلس والمعتقلين. وأضافت المصادر أن «شرطة الاحتلال اعتقلت فجر أمس طفلين مقدسيين بعد مداهمة منزليهما في سلوان كما سلمت استدعاء لآخر».

وفي سياق متصل، داهمت القوات الاسرائيلية منزل أمين سر حركة فتح في سلوان عدنان غيث وسلمت نجله عدي 13 عاما، استدعاء للتحقيق معه، لعدم وجوده بالمنزل لتنفيذ اعتقاله. في غضون ذلك، أحرق مستوطنون سيارات فلسطينية وخطوا شعارات عنصرية على جدران مسجد في قرية برقة. وقال مراسل لفرانس برس انه خطت على حائط المسجد شعارات «الموت للعرب» و»نحبك تومر حازان» و»دفع الثمن» بالاضافة الى «تحيات من جئولات زيون» البؤرة العشوائية الاستيطانية في شمال الضفة الغربية المحتلة قام الجيش الاسرائيلي بهدمها الاربعاء. وتومر حازان هو جندي اسرائيلي قتل الشهر الماضي بعد ان استدرجه فلسطيني يعمل معه بالقرب من تل ابيب الى مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية.

إلى ذلك، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. صائب عريقات أن استمرار الحكومة الإسرائيلية بطرح عطاءات استيطانية وآخرها 58 بؤرة استيطانية في مستوطنة بيسجات زئيف في القدس الشرقية المحتلة، تعني تدمير عملية السلام. جاء ذلك خلال لقاء عريقات مع وزير التعاون الدولي الإيرلاندي جوكو ستيلو، والمبعوث الأمريكي لعملية السلام مارتن انديك، والمبعوث الأوروبي لعملية السلام أندرياس رينيكه، ومبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة روبرت سيري كل على حدة في مدينة رام الله أمس.

وشدد عريقات على أن سياسة الحكومة الإسرائيلية في استمرار بناء المستوطنات والاقتحامات والاغتيالات وهدم البيوت وتهجير السكان ومصادرة الأراضي، إضافة إلى الجرائم البشعة التي ترتكبها مجموعات من المستوطنين الإسرائيليين ضد الشعب الفلسطيني ومحاولة الاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى المبارك تعتبر سياسة منهجية لتدمير عملية السلام وتعطيل كافة المحاولات المبذولة دولياً لتحقيق مبدأ الدولتين على حدود 1967.

ودعا عريقات المجتمع الدولي للاستمرار ببذل كل جهد ممكن لإلزام الحكومة الإسرائيلية بإعطاء عملية السلام الفرصة التي تستحق ووقف كافة هذه السياسات التي تهدف إلى الإجحاف بنتائج مفاوضات الوضع النهائي عبر سياسة الإملاءات التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية بشكل عملي بديلاً عن المفاوضات.

كما اعتبر أمين عام الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور حنا عيسى مصادقة اسرائيل على اقامة البؤر الاستيطانية يشكل عقبة رئيسة امام الثقة المتبادلة واستئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. واكد في بيان أمس ان المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي وتخالف التزامات اسرائيل بموجب خارطة الطريق وتنسف أي تحركات نحو عملية سلام قابلة للاستمرار وتقوض الجهود المبذولة حاليا لإعادة المفاوضات الى مسارها. وأضاف انه خلافاً لكافة القوانين والاعراف الدولية فإن الرؤية الاسرائيلية لمستقبل الاستيطان الذي تقوم به يكمن في مصادرة الاراضي وبناء المستوطنات عليها، وإسكان الاسرائيليين في هذه المستوطنات، وإيجاد وجود ديمغرافي يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الوجود الفلسطيني الحالي المستقبلي. (وكالات).