فراعنة و معلا َّ بدلا من هاكان و عوض الله

 غير معقول أن تُقدم حكومتنا "الجميلة " على اعتقال ضابطين من كبار ضباط السلطة الرابعة نضال فراعنة و أمجد معلا َّ.. لكن يبدو أن خطأ ما حدث .. وربما يجري الآن في هذه اللحظات تصويبه .

يخيل اليَ أنه بعد أن صدرت الأوراق من جهة ما مرسلة للتنفيذ باعتقال هاكان التركي وباسم عوض الله أنّ احد الخبثاء مسح أسم هاكان التركي من الأوراق ووضع مكانه نضال فراعنة و مسح أسم باسم عوض الله ووضع مكانه أمجد معلا َّ..َ

ربما تكون قد قررت حكومتنا الجميلة تقديم هاكان التركي المنتحل لأسم مراد العمري للقضاء بتهم عديدة .. منها الحصول على الجنسية الأردنية بطريقة غير قانونية وتهمة انتحال أسم مراد العمري لأن القانون ان سمح لك بالحصول على الجنسية تكون بأسمك المسجل بشهادة الولادة وذلك لمساعدة الانتربول في حال كنت مطلوبا مثل هاكان العمري ..

وهو متهم ايضا بدخول الاراضي الأردنية أول مرة بوثائق مزورة .. كما أنه متهم بغسيل أموال إضافة إلى كونه مطلوبا للانتربول الدولي على خلفية قضايا مرفوعة عليه في تركيا من مواطنين أتراك .. كما أنه مطلوب للحكومة التركية أيضا بتهمة لم يعلن عنها . تداول الأردنيون قصصا كثيرة عن هذا المخلوق الطارئ الذي ظهر فجأة واذا به يحصل على الجنسية الأردنية بسرعة و باسم مستعار ..

واذا به على علاقة حميمة مع بعض أفراد العائلة الحاكمة و يسكن عندهم ويعيش معهم محميا مرغدا منعما مرفها في القصور و الحدائق الغناء.. و بسرعة البرق بصبحُ مالكا لأراضي و قصور و شركات .. مثل العرب اليوم وما أدراك ما العرب اليوم .. في حين أن المواطن الأردني الحزين قد ينتظر سنوات وفي جيبه ورقة سطر فيها حاجة له او لأحد أولاده ينتظر زيارة لأحد أفراد العائلة المالكة للمنطقة عله يستطيع مقابلته و اعطائه الورقة و ربما لا يتمكن فيعطيها لأحد من الحرس المرافق ... ويا عالِم !! .

قد تكون الحكومة قررت تحويل هاكان العمري إلى محكمة أمن الدولة لكن يخيل لي أن أحد الخبثاء مسح أسم هاكان و وضع أسم فراعنة ساعة ارسال الأوراق من المصدر إلى التنفيذ . وربما تكون قد قررت الحكومة تقديم باسم عوض الله إلى المحكمة اياها لأنه مثل هاكان ظهر فجأة أيضا ومن موظف بسيط اذا به وزيرا ومن راتب الوزير اذا به يشتري أرضا و يبني قصرا ثم فجأة اذا به رئيسا للديوان ..

وهذه ما صارت لأحد أبناء العشائر الأردنية الذي يستطيع ان يبني من عظام أجداده في الأردن قصرا أكبر من قصر باسم عوض الله .

قررت الحكومة تقديم هذا المخلوق الطارئ المجنس حديثا إلى المحكمة بتهم عديدة مثل كارثة برنامج التحول الاقتصادي وتهمة امتلاك ثروة طائلة منقولة و غير منقولة من مصادر مجهولة في وقت قصير ..

كما أنه متهم بأنه وراء لعبة البورصات الوهمية و نهب أموال الشعب الأردني الخاصة و متهم أيضا بالاتجار بالبشر في قضية البنغال في العراق .. كما انه متهم بتقديم مشورة سيئة و ضارة بحق العشائر الأردنية و إلغاء قوانين العشائر و العمل على أبعادهم من الديوان و تحويل كل مطالب و شؤون العشائر و مراجعاتهم الشخصية الى وزارة التنمية الاجتماعية .. مما أثار سخط العشائر ضد الدولة في حينه .. ووضع مكانهم في الديوان " أولاد قرع " يلتغون بلكنة أجنبية يصعب الفهم عليهم .. تراهم مشغولون بهواتفهم وملابسهم كأنهم على موعد لسفر عاجل .. يركبون سيارات فخمة عجيبة ... يظن من يراهم انه في هوليود أو مونت كارلو ..

وليس مقابل الجوفة...قد تكون قررت الحكومة تقديم باسم عوض الله للمحكمة لكن يخيل لي أن أحد الخبثاء شطب أسمه ووضع بدلا منه أسم أمجد معلا َّ وارسلت الأوراق من المصدر إلى التنفيذ. قامت الشرطة بالقاء القبض على نضال فراعنة و امجد معلاَّ خطأ.. حسب الأوراق التي بين يديها..

وبما ان الخطأ مرجوع و العتب مرفوع.. قررت الحكومة اعادة الأوراق من المحكمة إلى المصدر لتصويب الخطأ ..

كما قررت الحكومة تقديم اعتذارها للزميلين الصحفيين نضال وأمجد و أخلاء سبيلهما.. و الاعتذار أيضا للسلطة الرابعة ممثلة بكبار ضباطها و للشعب الأردني النبيل عن هذا الخطأ غير المقصود .. لأن الحكومة ملتزمة أمام الله و أمام خلقه باحترام حرية الرأي و التعبير و احترام كل أصحاب الرأي و الاقلام و المواقع و حتى خطباء المساجد .. وهذا يدل على ان الحرية في الأردن سقفها سقف السيل...