الأيام دُوَل .. يا هشام يا بطل
يماطل أبو جهل زعيم مكة في دفع ثمن إبل الإراشي ويبدو أنه قد درج على مثل هذا .. يأكل أموال الناس بزعامته وضعفهم .. وفي بداية الحراك النبوي في مكة علم "فرعون هذه الأمة " بإسلام البعض فعمد إلى الضعفاء منهم أمثال ياسر وعمار وأمه سمية وعبد الله بن مسعود وأمر زبانيته باعتقالهم وتعذيبهم وكان بين الفينة والأخرى يمارس شخصياً ساديته فيهم كما فعل مع أم عمار "سمية بنت خياط" فبصقت في وجهه فقام يطعنها بالحربة حتى فارقت الحياة وكانت أول شهيدة في الإسلام .. وتمادى به طغيانه فلطم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ذات مره ..
وبما أن الله يمهل ولا يهمل فقد التقى أبو جهل بمن عذّبهم في معركة بدر الكبرى إذ طرحوه أرضاً وارتقى على صدره عبد الله بن مسعود فحزّ عنقه وجاء برأسه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم .. وقيل في الأثر " أذنٌ بأذن والرأس زيادة " فقد كان أبو جهل قد صلم أذن عبد الله بن مسعود وهو يعذبه في مكة .. إنها عدالة السماء "وتلك الأيام نداولها بين الناس" .
أما أمية بن خلف فكان يعذب بلال بن رباح ويأمره بقول كلمة الكفر فكان بلال يردد ' أحدٌ أحد ' وبما أن الله يمهل ولا يهمل فقد ألقي القبض على أمية بن خلف أسيراً يوم بدر فأمسك بتلابيبه بلال رضي الله عنه واستعان بالصحابة فساعدوه في قتله ..
وقيل في الأثر الدهر يومان يومٌ لك ويومٌ عليك . مارس قبلهم فرعون مصر الطغيان بأبشع صوره .. فكان يستعبد المؤمنين " خص نص " وكان يستخدمهم في أشق الأعمال و أوضعها كأعمال البناء وشق الطرق وخدمة المزارع وخدمة الخيول والكلاب الخاصة بالقصر مع الإهانة والتحقير ..
وتمادى في طغيانه عندما صدرت الإرادة الفرعونية بقتل الأطفال الذكور في عمر يوم واحد واستمرت هذه الإرادة نافذة المفعول لأكثر من خمسين سنة حتى شكا حاشية الفرعون من قلة العمال والخشية من انعدام الخدم إذا استمر هذا الحال فأصدر الفرعون إرادة فرعونية جديدة تقضي بقتل الأطفال في عام واستحيائهم في عام لضمان وجود الخدم لهم ولخيولهم وكلابهم .
هذا الحال " المايل " الجائر هو الذي دفع موسى عليه السلام يوماً لنصرة الذي هو من شيعته على الذي هو من عدوه حباً للحق كراهية للباطل وترك الحياة الناعمة في القصور وغادر إلى الأردن يرعى الغنم لعشر سنوات مفضلاً الحياة الخشنة مع الحق والحرية على الحياة الناعمة مع الباطل والجور . ظن الذي مثلي أن موسى عليه السلام قد ترك حراكه ضد الظالمين فتخلى عن نصرة المظلومين .. حاشا وكلا .. لكنها المقادير " إنّا كل شيء خلقناهُ بقدر " وإنها المواعيد " وجعلنا لمهلكهم موعدا " .
قرر موسى عليه السلام العودة لمقارعة الظالم قبل أن يأتيه أمر السماء .. وفي الطريق " إني آنست نارا " فناداه الله تعالى يكلمه " يا موسى إني أنا الله " وفي أخرى " اذهب إلى فرعون " . أمد الله موسى عليه السلام بوسائل القوة المعنوية والمعجزات وكان حراكه سلمياً مئة بالمئة ..
إلى أن انتهى به الأمر إلى الخروج بقومه وأراد الله أن يشهد هؤلاء المظلومون بأعينهم مهلك وذل وصغار هذا الفرعون المتجبر وجثته الهامدة بعد أن قذفها البحر كما أراد الله للشعب الليبي أن يشهد مهلك الطاغية المستكبر معمر القذافي الذي صار مصرعه وموته ودفنه برنامجاً أمثولةً مضحكةً مبكية .. قال الله تعالى :" وتلك الأيام نداولها بين الناس .
أما عدنان الهواوشة ورفاقه الذين قلع عيونهم النظام الظالم الحاكم في عمان وهشام الحيصة المعلم اللطيف الضعيف المنادي بحنجرته للإصلاح بسلمية تامة يعتقله ويعذبه النظام الظالم الحاكم في عمان هو وعدد من الشباب الحراكيين والإسلاميين معتقلي الرأي ..
إن هؤلاء الشباب الإصلاحيين الذين تعرضوا للأذى والظلم سيلتقون يوماُ بالذين أمروا بقلع عيونهم وسيلتقون بالذين أمروا باعتقالهم يوماً .. وسيلتقون بالذين أمروا بتعذيبهم و إهانتهم يوماً .. لأن الأيام دول .