المركز الوطني لحقوق الانسان
في البداية كل التحية للكادر العامل في المركز الوطني لحقوق الإنسان في الأردن. لقد تبنينا في المقالات السابقة قضية التميز العنصري المبطن في الأردن بحق أصحاب البشرة السمراء، والكلام موجه هنا إلى الحكومات الأردنية السابقة و الحالية، وبعض النفوس التي ما زالت تعيش في عصور الظلمة والجهل
ونتمنى من المركز الوطني لحقوق الإنسان في الأردن اعتبار هذه القضية ضمن اهتماماته خصوصا وان الرؤيا والرسالة للمركز الوطني إضافة إلى الأهداف في القانون الأساسي تنص على مبدأ العدالة والمساواة في الحقوق.
فقد نصت الرؤيا والرسالة للمركز على ما يلي: الرؤية استكمال بناء مجتمع العدالة والمساواة وسيادة القانون وصون كرامة الإنسان وحماية الحريات العامة وحقوق المواطنين في مناخ من الأخوة والتسامح والتراحم بين أبناء أسرتنا الأردنية الواحدة الكبيرة.
الرسالة حماية حقوق الإنسان ونشر ثقافتها ومراقبة أوضاعها وتقديم المشورة والمساعدة القانونية لمحتاجيها، واتخاذ الإجراءات الإدارية والقانونية اللازمة لمعالجة الشكاوى المتعلقة بالانتهاكات والتجاوزات على حقوق الإنسان للحد منها ووقفها وإزالة آثارها، وإعداد الدراسات والأبحاث وتوفير المعلومات وعقد الندوات والدورات التدريبية وإدارة الحملات وإعلان المواقف وإصدار البيانات والمطبوعات وإعداد التقارير اللازمة. وبناءا على ما سبق هل تم طرح قضية تهميش وإقصاء السود في الأردن على أجندة المركز الوطني لحقوق الإنسان ولو لمرة واحدة.
هل تم سؤال الحكومات المتعاقبة منذ تأسيس المركز عام 2003م عن سبب غياب اللون الأسمر عن الوظائف القيادية في الأردن؟ وبحسب قانون المركز فانه يهدف الي: تعزيز مبادئ حقوق الإنسان باستلهام رسالة الإسلام السمحة وما تضمنه التراث العربي الإسلامي من قيم وما نص عليه الدستور من حقوق، وما أكدته المواثيق والعهود الدولية من مبادئ .
والإسهام في ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان في المملكة على صعيدي الفكر والممارسة، وعدم التمييز بين المواطنين بسبب العرق أو اللغة أو الدين أو الجنس.
هل تتوافق المبادئ السابقة ووضع الأردنيين الحقيقي؟ الإجابة هي لا لان حقوق السود في الأردن مهضومة ولا بواكي لهم في هذه الدولة،والقانون العام يطبق عليهم بكل قوة بينما غيرهم يتم التساهل معه ولا ندري ما هو السبب.
ونريد في النهاية أن تكون قضية السود في الأردن أمانة في عنق المركز الوطني لحقوق الإنسان، ليس من باب الاستعطاف بل من باب الحق لأنهم في النهاية حملة الأرقام الوطنية الأردنية، وقدموا أرواحهم شهداء على ثرى هذا الوطن مثل غيرهم، ومن أكثر الناس ولاء للقيادة الهاشمية فكان نصيبهم التهميش والإقصاء المتعمد، حتى أن بعض الوزارات والمناصب محرمة عليهم وذنبهم الوحيد هو أنهم من فئة اللون الأسمر.
والشيء المؤسف حقا أن بعض رؤساء الحكومات الأردنية السابقة قد تغنوا بالعدل والمساواة وحقوق الإنسان وهم منها براء، فلوا كانوا صادقين لوجدت سفيرا ولو حتى في الصومال من السمر، لوجدت رئيس جامعة، وزيرا، لا نريد أن نقول أكثر من ذلك فالجميع يعرف الباقي.
حمى الله الأردن وأبقاه عزيزا كما كان وحمى الله الملك المفدى...