روسيا توافق على تضمين مشـروع القرار الدولي حول سوريا «اشارة» للفصل السابع

جراءة نيوز -عربي دولي:أقرت روسيا أمس بان مشروع القرار الذي يجري بحثه حول سوريا يمكن ان يتضمن «اشارة» الى الفصل السابع لكنها اكدت ان استخدام القوة لا يمكن ان يكون تلقائيا فيما تسعى موسكو وواشنطن للتوصل الى توافق على نص يدعم اتفاق جنيف حول الترسانة الكيميائية السورية.
وشدد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف على انه يمكن الاشارة الى الفصل السابع في ميثاق الامم المتحدة في حال انتهاك الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين الاميركيين والروس حول الاسلحة الكيميائية من قبل اي طرف في النزاع السوري. وندد ريابكوف ايضا امام البرلمان الروسي بموقف الولايات المتحدة وحلفائها «غير المنطقي» لسعيهم لتهديد نظام الرئيس السوري بشار الاسد في القرار الدولي.
ولم يتضح ما اذا كانت تصريحات ريابكوف حول الفصل السابع ستؤدي الى تخفيف حدة الخلاف حول مشروع القرار الذي قد يلقي بثقله على اللقاءات في الجمعية العامة للامم المتحدة. وقال ريابكوف ايضا ان خبراء الامم المتحدة سيعودون الى دمشق اليوم الاربعاء للتحقيق في هجوم كيميائي وقع في اب في ريف دمشق ويحمل الغرب مسؤوليته للنظام السوري فيما تقول روسيا انه من المحتمل ان يكون مسلحو المعارضة نفذوه.
واوضح ريابكوف كما نقلت عنه وكالة انترفاكس «يمكن ان يكون هناك اشارة الى الفصل السابع كعنصر من مجموعة اجراءات اذا تم رصد امور مثل رفض التعاون او عدم تطبيق التعهدات او اذا لجأ احد ما، ايا كان، الى السلاح الكيميائي». واضاف امام الدوما (مجلس النواب الروسي) «اكرر مرة جديدة القول انه من غير الوارد اعتماد قرار في مجلس الامن تحت الفصل السابع ولا ان يكون هناك تطبيق تلقائي لعقوبات او حتى لجوء الى القوة». وتابع ان «مشروع القرار في مجلس الامن الدولي يجب ان يكون داعما لقرارات المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية». واعتبر ان نظام الاسد اظهر حسن نيته عبر اعلان موافقته على الانضمام الى معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية. وقال «في مثل هذا الوضع، تبدو محاولات الاميركيين وبدعم من البريطانيين والفرنسيين للسعي الى استصدار قرار في مجلس الامن الدولي يتضمن تهديدا مباشرا لسوريا، غير منطقية على الاطلاق». وتابع ان «الاتصالات مع الاميركيين (بعد اتفاق جنيف) لا تسير بشكل جيد كما كنا نريد». واعرب ريابكوف عن امله في ان يتم الاتفاق على النص الاسبوع المقبل رغم ان «لا شيء مضمونا بنسبة مئة بالمئة». وقال ريابكوف ان «التهديد بالعدوان معلق في الوقت الراهن، لكن لم يبدد بالكامل».
من جهة اخرى عبر ريابكوف عن ارتياحه لان خبراء الامم المتحدة في الاسلحة الكيميائية سيعودون الى سوريا اليوم الاربعاء. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن ريابكوف قوله «نحن راضون لان دعواتنا الملحة من اجل عودة محققي الامم المتحدة قد سمعت. فريق محققي الامم المتحدة سيغادر الى دمشق اليوم». وكانت روسيا تطالب على الدوام بان تعود بعثة الامم المتحدة الى سوريا للتحقيق في حالات اخرى مفترضة لاستخدام الاسلحة الكيميائية تتهم مسلحي المعارضة بالوقوف وراءها بعدما اعتبرت ان التقرير حول الهجوم الكيميائي في 21 اب في ريف دمشق كان منحازا.
من جانبه، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس «كل الدول» الى وقف تغذية «اراقة الدماء» في سوريا ووضع حد لتقديم الاسلحة الى كل الاطراف. ودعا بان كي مون الى تبني قرار في مجلس الامن الدولي حول الاسلحة الكيميائية على وجه السرعة. واضاف اثناء افتتاح الجمعية العامة ال68 للمنظمة الدولية «ينبغي ان يلي ذلك فورا عمل انساني». وتابع الامين العام ان «الرد على الاستخدام الشنيع للاسلحة الكيميائية اوجد دفعا دبلوماسيا في اول اشارة وحدة منذ وقت طويل». وقال من على منبر الجمعية العامة التي تضم اكثر من 130 رئيس دولة وحكومة ان «الانتصار العسكري وهم. الرد الوحيد هو اتفاق سياسي». واضاف «ادعو الحكومة السورية والمعارضة - وادعوكم جميعا في هذه القاعة وانتم تتمتعون بنفوذ لديهم - للعمل بما يؤدي الى امكانية عقد مؤتمرجنيف (الدولي للسلام)».
ميدانيا، شن مقاتلو المعارضة السورية هجوما جديدا في الضواحي الاستراتيجية الجنوبية الغربية لدمشق أمس قائلين انهم يريدون كسر حصار الجيش لمناطق تسيطر عليها المعارضة. وقال نشطاء ومقاتلون ان مقاتلي المعارضة أطلقوا قذائف مورتر على القوات الحكومية بينما قصف الجيش السوري ضاحية داريا التي ينشب فيها القتال من حين لاخر منذ أن بدأ النزاع السوري قبل 30 شهرا. وكان مقاتلو المعارضة قد تحصنوا حول عدد من الضواحي المحيطة بالعاصمة منذ نحو عام ونصف العام لكن قوات الرئيس السوري بشار الاسد أوقفت تقدمهم واستعادت العديد من المناطق الاستراتيجية التي حوصرت فعليا في الوقت الحالي. وصدت القوات الجوية والبرية للاسد حتى الان هجمات مقاتلي المعارضة بعد ان قطع جيش الاسد طرق امدادها الرئيسية في الضواحي في وقت سابق من العام الحالي.
ووحد الهجوم الجديد لمقاتلي المعارضة والذي أطلقوا عليه مسمى «وان عدتم عدنا» فصائل عديدة تنشط في المنطقة من بينها جبهة النصرة التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة. وقالت أيضا جماعة أحرار الشام وهي فصيل اسلامي اخر انها تقوم بدور كبير الى جانب كتائب الصحابة وهي وحدة قوية لمقاتلي المعارضة مقرها دمشق. وقال قائد في كتائب الصحابة ان العملية تهدف الى تخفيف «حصار خانق» يحرم سكان منطقتي داريا والمعضمية جنوب غربي العاصمة من الغذاء والدواء والسلاح. وقال القائد الذي اكتفى بتعريف نفسه باسم أبو معاذ «هناك نقص كبير في الامدادات الانسانية والطبية» مضيفا أن العملية بدأت مساء الاثنين. وستكون الضواحي الجنوبية هدفا صعبا لمقاتلي المعارضة السورية لانها تضم العديد من المواقع العسكرية الرئيسية من بينها مطار عسكري وقاعدة لقوات الحرس الجمهوري. وقال ناشط في دمشق عرف نفسه باسم باسم محمد ان من غير المرجح أن يجني مقاتلو المعارضة مكاسب من هذا الهجوم. وقال «أفضل قوات النظام موجودة هناك. نحن على الارض نرى في ذلك  عملية استعراضية من الجيش الحر خاصة في التعاون مع أحرار الشام والنصرة. انها حرب استنزاف حيث لا منتصر ولا مهزوم».
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان مقاتلي المعارضة سيطروا على منطقتي تل ركيس وتل بوزة جنوبي العاصمة ودمروا عربتين. وأظهرت لقطات فيديو بثت على الانترنت مقاتلين من المعارضة يطلقون قذائف مورتر على مواقع حكومية.
إلى ذلك، أعلنت بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس أمس ان حوالى اربعين راهبة وطفلا يتيما عالقون في دير مار تقلا في وسط بلدة معلولا (ريف دمشق) التي اضحت مسرحا لتبادل اطلاق النار بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة. وجاء في بيان صادر عن البطريركية التي تتخذ من دمشق مقرا لها ان «دير القديسة تقلا في بلدة معلولا.. يعيش اياما صعبة ومؤلمة حاليا. فالدير يقع في وسط منطقة لتبادل النيران، الأمر الذي يجعل من عملية تموينه عملية شاقة للغاية ومحفوفة بالمخاطر». ووجهت البطريركية «نداء عاجلا» الى عدد من المنظمات الانسانية، الحكومية وغير الحكومية، «كي تعمد الى توفير التموين الضروري لقاطني الدير، راهباته وأطفال ميتمه الذين يقارب عددهم الأربعين شخصا». وتقع معلولا المعروفة بآثارها المسيحية القديمة ومغاورها المحفورة في الصخر على بعد حوالى 55 كلم شمال دمشق. وهي من اقدم المناطق المسيحية في العالم، وتقع على خارطة المواقع السياحية البارزة في سوريا. وهي المكان الوحيد في العالم الذي لا يزال سكانه يتكلمون اللغة الآرامية، لغة المسيح.
كما قتل سبعة اشخاص على الاقل وجرح 15 آخرون في تفجير سيارة مفخخة في حي التضامن في جنوب دمشق، بحسب ما افاد المرصد. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «قتل سبعة اشخاص على الاقل وجرح 15 آخرون بعضهم بحال خطرة، في تفجير سيارة مفخخة في منطقة خاضعة لسيطرة النظام في حي التضامن». وكان التلفزيون الرسمي السوري اشار في شريط عاجل الى وقوع «تفجير ارهابي في نهاية شارع نسرين في حي التضامن»، ما ادى الى «وقوع شهداء وجرحى»، من دون ان يقدم حصيلة للضحايا. ويقع حي التضامن على الاطراف الجنوبية لدمشق على مقربة من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وغالبية سكانه نازحون من هضبة الجولان التي تحتل اسرائيل اجزاء واسعة منها. ويشهد الحي الواقع في غالبيته تحت سيطرة المقاتلين المعارضين، اشتباكات وعمليات عسكرية يومية.
من جانب اخر، اعلنت صحيفة ايل بيريوديكو الاسبانية على موقعها الالكتروني الاثنين ان مراسلها الخاص في سوريا قد خطف على ايدي مسلحي المعارضة. وقالت الصحيفة ان مارك ماريينداس «في ايدي مجموعة من المعارضة منذ 4 ايلول، اخر يوم كان فيه على اتصال مع هيئة التحرير في برشلونة».
ورفض رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس ما يتردد حول أن ما يحدث الآن من تحارب بين لواء الشمال والدولة الإسلامية في العراق والشام هو اقتتال داخلي بين عناصر الجيش الحر المعارض للنظام أو بالأدق بين قوى المعارضة السورية. وشدد على أن «عناصر الجيش الحر لم يقتتلوا مع بعضهم البعض.. أما الآخرون فهؤلاء لا يعترفون لا بالجيش الحر ولا بغيره ويكفرونه ويكفرون الناس». من جهته أوضح رامي عبد الرحمن أن حالة الصراع والاقتتال بين عناصر المعارضة السورية موجودة منذ فترة طويلة نسبيا ولكن كان يتم التعتيم عليها. وقال «هناك بعض القوى السورية العلمانية المرتبطة بأجندة خارجية والمدعومة من بعض الدول الغربية وأيضا بعض الدول الخليجية بدأت تحرك إعلاميا هذه الأمور على الرغم من أنها كانت موجودة سابقا».(وكالات).