الاربعة الهدّامون

 منذ ما يزيد عن مائة عام بالعظماء والحرّاثين والادباء والمتعلِّمين والفنّانين من ابنائه وهم كثر بينما من يحملون المعول لهدمه هم اربعة فاسد وطامع وكاذب ومنافق وهؤلاء من نهب الوطن واخذ حقوق مواطنيه وكذب في وعوده وعهوده ونافق وخدع المواطن والقائد فقلب الحقائق الى اوهام وزرع امام المبدعين الغام وجعل المسؤولين كالنعام ورفّع ورقّى من لايستحقُّ الإنعام واقصى واسقط اصحاب العمل والإلهام بحيث اصبح الشعب لا يحتمل مزيدا من الأوجاع والالام وبتنا لا حول لنا ولا قوّة كالأيتام .

نعم انّ هؤلاء الاربعة الهدّامين هم منّا ولدتهم امّهاتنا ومعظمهم عاشوا معنا الفقر والكفاف ودعوا معنا الله لسقيا الغيث ولكن الشيطان عمى قلوبهم وشتّت ابصارهم وآمنت ضمائرهم بمعادلة كم معك كم تسوى ولمّا إشتدّ عودهم غيّروا التشريعات ليتوائم مع تلك النظريّة بل وبدأوا يقاربون بين الحلال والحرام حتّى طغى الحرام على الحلال وبتنا لا نعرف لقمة عيشنا وعيش اطفالنا مغمّسة بالشك ام بالحرام الاكيد .

وعندما تسأل احدا من المواطنين مسؤولا كان ام غفيرا غنيا ام فقيرا امرأة ام رجلا صغيرا ام كبيرا كيف الحال يُجيبك الحمدلله وإن سألته كيف البلد والحياة فيها يُجيبك فورا زي الزفت الاسعار للمواد زي النار والكهرباء والماء والغاز والكاز والبنزين في ارتفاع مستمر كذلك الايجارات واجرة السيارات والتنقُّل كل شي غالي إلاّ البني آدم رخيص ما إلو سعر وإذا استعجبت وسألته بس الشوارع فيها سيارات جديدة وغالية والمقاهي واماكن السهر تعجُّ بالزباين واللهو والحرام منتشر فيكون جوابه الناس ملطوشة ومضروبة على راسها او هذه الفلوس معظمها من البنوك والديون او فلوس اخذت بالحرام لذلك تذهب في طريق اللهو والحرام وتلك اجوبة معظم الناس واي منهم ينهي كلامه بحمد الله .

وإن سألت أيُّ منهم وكيف المشاكل يقول لك حدِّث ولا حرج حيث تبدأ الطوشات والمشاجرات بدءا من مجلس النوّاب والجامعات والتجمُّعات العشائريّة والعائليّة وفي اماكن العمل والاعراس والانتخابات ونتائج التوجيهي وغيرها من مناسبات حيث بات استعمال الاسلحة الناريّة والاوتوماتيكيّة منها امر بسيط ناهيك عن التهريب والمخدرات والسطو على المنازل والسيّارات وكوابل الكهرباء ومواسير المياه وسرقة المسؤلين للمياه والكهرباء وتهرُّبهم من دفع الضرائب والرسوم الجمركيّة وغيرها .

وإن سألت أي منهم عن الفساد ستسمع العجب العُجاب ومنها ان سارقي السيارات يطلبون خاوا من اصحاب تلك السيّارات لإعادتها لهم وإن تجرّأ صاحب المركبة وابلغ الشرطة فقد ينصحوه بإنهاء الموضوع مع السارقين اللذين بدورهم يُعاتبونه لابلاغ الشرطة ويرفعون قيمة الخاوا او ان تُسرق ممتلكات خاصّة كالأجهزة الكهربائيّة والهواتف الغالية ويضطرُّ صاحبها ان يشتري مسروقاته من مكان معروف للجميع وهو جورة الحراميّة .

أمّا عن الفساد العظيم الذي يتشرّف به بعض من كبار رجالات الدولة والقطاع الخاص مثل رؤساء وزارات او وزراء او رؤساء بلديّات او كبار موظّفي الدولة او ممن يشعرون انهم من المتنفذين والمقرّبين في القطاع الخاص والأسوأ في هذا الموضوع ان هناك شكّا يراود بعض المواطنين ان القضاء يتواطئ مع بعص الفاسدين او المسؤولين في بعض القضايا سواء في إثبات التهمة او العقوبات او مكان تطبيق العقوبة وغيرها من تفاصيل .

أما الوضع الاقتصادي والمالي فهو في اسوأ احواله والطاقة التي تتبجّح الحكومة بانها سبب خراب البيت فلو حسبت الحكومة الارباح التي كانت تجنيها الحكومة قبل استيراد الغاز المصري لوجدت ان الفائض آنذاك باستطاعته تغطية العجز الحاصل الآن فأين ذلك الفائض؟؟؟؟؟

ولو حسبت الحكومة المنح النفطيّة السابقة من اكثر من دولة عربية وحسبت النفط المستورد مجّانا او باسعار تفضيليّة في حينها فإن الفائض بامكانه تغطية العجز والعوز الذي نحن فيه الان ؟؟؟؟؟؟؟ ولو حسبت الحكومة قيمة الهدر غير المبرّر للمياه وخاصّة تلك المياه المستهلكة وغير المدفوع قيمتها في مزارع وبرك سباحة وبرك تربية الاسماك وغسيل السيارات المفرط وذلك كلّه لعليّة القوم والمتنفِّذين والمسؤولين واقاربهم وبعضها مستمرُّ حتّى الآن لوجدت الدولة اننا نستطيع تدبير الكميّات اللازمة للمواطن ليعيش بكرامة ونظافة ؟؟؟؟؟

ولو حسبت الحكومة ما كان يرد للاردن من منح ومساعدات ماليّة من الدول العربية وغيرها ومساعدات عينيّة وانا اتذكّر قديما كانت شوالات الطحين مكتوب عليها هديّة من الشعب الامريكي ليس للبيع والمبادلة وغيرها من مواد غذائيّة صحيح ان معظم تلك المساعدات كانت تأتي لمساعدة الحكومة الاردنيّة لتحمّل جزء من اعباء الدولة لاعالة وتعليم وتشغيل اللاجئين والنازحين من فلسطين عامي 1967 و 1948

ولو حسبت الحكومة فرق الرواتب التي اعطيت للوزراء والامناء والمدراء العامّين والنوّاب وغيرهم والمبالغ التي دفعتها الحكومة على سفرات ونغفات علاج غير حقيقي او غير مبرّر واجنماعات ووفود لا ضرورة لها لما لجأت الجكومة الى جيب المواطن ورغيف خيزه وقرص القلاقل الذي يسدّ جوعه. يعتقد كثير من الاردنيّين انهم ظُلموا من العديد من الحكومات التي لم تضع اولى اولويّاتها رفاه المواطن الاردني وعيشه الكريم كما انها لم تستطع إيقاف التعدّي على لقمة عيشه وان العديد من الحكومات عملت على تعظيم مكاسب وزرائها وكبار مسؤوليها ونسيت ان مداخيل مواطنيها الغلابى يتآكل تت مظلّة غلاء وارتفاع تكاليف ان يبقى الانسان حيّا بكرامة .

وقد يقول قارئ ما فائدة ان تراجع الحكومة فسادا وحسابات اصبحت هي وجزء من مرتكبيها في ذمّة التاريخ والنسيان واقول بانها تبين الغبن الذي عشناه طويلا ويُحاسب من ارتكبوه عمدا إن كانوا على قيد الحياة ونأخذ منها عبرة للمستقبل وترتاح ضمائر الغلابى بعد معرفة الحقائق ويضعوا االمسؤلين الحاليّن والسابقين في اماكنهم الصحيحة في موازين الطهارة والامانة والتقاء لكي لا يُظلم الشريف ويُكرّم الخائن .

انّي حزينُ على ما اسمع عن بلدي من اهل بلدي وقد يقول قارئ وماذا فعلت انت وامثالك لبلدكم اقول انا خدمت بلدي بإعطائي اقصى جهدي في عملي وحسب صلاحياتي في القطاعين العام والخاص بكل امانة وإخلاص وجهد خلاّق ولم يدخل جيبي قرش حرام ولم اطمع يوما بغير ما هو حقّي ولم يكن يوما القرش الذي اطعمته لابنائي او علّمتهم به إلاّ حلالا بإذن الله ولم يكن دخلي الشهري اكثر من قيمة الحهد الذي بذلته ولم ارتكب يوما فسادا او تجني على مواطن ضعيفا كان او مظلوما ولم آخذ يوما موقعا وظيفيا انا لست اهلا له ولم آخذ يوما حق مواطن اخر واقسمت بيني وبين نفسي ان اخدم بلدي بأمانة دون طمع في منصب او مصلحة وهكذا كنت وكان مئات الالوف من المواطنين الغيورين المقهورين على البلد والحمدلله .

ارجوا الله العون لبلدي والفرج على اهله وان يصلح الاحوال المعاشيّة قيه وان يهبه أناس مخلصون يضعون مخافة الله امامهم دوما وان كان البلد في خطر وان لا يكون على شفا هاوية وان يُنقذنا منه انّه سميع قدير . (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) صدق الله العظيم حمى الله الاردن ارضا وشعبا وقيادة ووقاه من كل مكروه او فاسد .